حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,17 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22508

الرفاعي :صالونات النميمة والغرف المغلقه لا تصنع نخبة وطنية

الرفاعي :صالونات النميمة والغرف المغلقه لا تصنع نخبة وطنية

الرفاعي :صالونات النميمة والغرف المغلقه لا تصنع  نخبة وطنية

30-05-2016 11:05 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- اكد رئيس الوزراء الأسبق ونائب رئيس مجلس الاعيان سمير الرفاعي في محاضره القاها في نادي الملك حسين بدعوه من خريجي الجامعات الامريكية ان الفكر المتطرف هو الاخطر الذي يواجه الامة وشبابها ويجرهم الى الانقياد لافكار بعيدة عن الدين الاسلامي السمح.

وأضاف الرفاعي ان الاحتفال بمئوية الثورة العربية الكبرى ما هو الا تكريساً للمبادئ النهضوية التي تعيد للامة وحدة مكوناتها والخروج من ازمتها، والعودة للحق.

ولفت الرفاعي الى ضرورة انشاء خطة شبيهة بخطة مارشال لتعيد انتاج الطبقى الوسطى، وتخرج السنوات التي مرت عليها من الظلمات والدمار.


أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،الحضور الكريم،السلام عليكم ورحمة الله وبعد:

يسعدني أن أكون اليوم في لقاء مع الأساتذة الأجلاء والخبراء والمختصين من خريجي الجامعات الأمريكية وهذا الحضور الكريم، حيث اختار الأخوة القائمون على هذه الندوة إطارا واسعا للحوار وهو "التحديات الإقليمية والآفاق والفرص في الأردن". وأنا أتمنى أن يكون لقاؤنا اليوم ندوة وليس محاضرة، خصوصا مع وجود هذه الوجوه المعروفة من قادة الرأي والفكر والمختصين.
وفي هذه الأيام، وكما تعلمون جميعا، تتلاقى مناسبتان غاليتان علينا، تكمل كل واحدة منهما الأخرى، وأعني هنا، احتفالاتنا بعيد استقلال الأردن، وبمئوية الثورة العربية الكبرى وأعيادنا الوطنية بعيد الجلوس الملكي ويوم الجيش العربي الباسل.
والحديث عن مئوية الثورة العربية الكبرى يدفعني لاستعراض سريع للأوضاع الإقليمية التي تعرفونها جميعا، وأتساءل بعجالة: أين كنا وأين صرنا، خلال مئة عام منذ أن قامت الأمة العربية بثورتها المباركة خلف قيادة خير بيت البيت الهاشمي المبارك.
عندما قامت الثورة العربية المباركة اختار لها مفجرها شيخ هاشم الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه اسم النهضة. حيث كان رحمه الله وأنجاله الأبطال أمراء البيت الهاشمي يسعون باتجاه نهضة الأمة العربية ووحدتها واستقلالها وبناء دولتها المدنية الحضارية المتواصلة مع الحضارات الأخرى، والمستمرة في عطائها وانفتاحها، الدولة التي تضمن الحياة الكريمة والتنمية والعدالة الاجتماعية في ظل سيادة القانون لكل مكونات الأمة من مذاهب وأعراق.
ولذلك، ساهم المسلم السني والشيعي والدرزي والمسيحي والأرمني والشركسي والكردي والعربي في مجريات الثورة وعملياتها العسكرية وفي الانتماء لها والتضحية في سبيل انتصارها، ليس فقط كمعارك عسكرية بل أيضا، كمبادئ سامية وعنوان للنهضة الشاملة التي لا يمكن أن تتم دون وحدة البلاد العربية، ضمن إطار ثقافي عروبي إسلامي يتسع للجميع وينصهر داخله الجميع.
وهذه المبادئ السامية هي التي ورثتها الدولة الأردنية وكرستها على مدار العقود فأصبح الأردن بقيادته الهاشمية المباركة، رغم كل الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية "قصة نجاح"، ومشروعا عربيا حضاريا يقدم النموذج.
وقدم الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم الدرس البليغ في حالة الاندماج الكامل بين القيادة والشعب.
واليوم، ونحن نحتفل كذلك بالعيد السابع عشر للجلوس الملكي نؤكد ولاءنا وإيماننا بهذه القيادة الشجاعة والمبادرة، واعتزازنا بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني المشهودة والثابتة، والتي جنبت الأردن ويلات الصراعات الإقليمية، وحققت الأمن والاستقرار لبلدنا، وتمسكت بالإصلاح الشامل نهجا وواصلت دفاعها عن القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها دائما القضية الفلسطينية، وفي صون المقدسات والتصدي للمحاولات الإسرائيلية للتهويد وإجراء تغييرات في الهوية، والحرص على التضامن العربي في مجابهة كل الاستهدافات.
الأخوات والأخوة،
الوضع الإقليمي، كما تعلمون، في غاية التعقيد والصعوبة.
وعندما بدأت حديثي بمبادئ النهضة العربية الكبرى ورسالتها قبل مئة عام، فإنما قصدت أن أستحضر هذه الروح المشرقة المستنيرة والمؤمنة بالأمة وقدرتها، ونحن نواجه اليوم وضعا إقليميا وواقعا عربيا على النقيض من هذه المبادئ ومن هذه الروح، حيث الانقسام المذهبي والطائفي والعرقي، وحيث دعوات الانغلاق والعزلة وتيارات التكفير والقتل والتشريد والهدم، وحيث الصراعات الداخلية وفشل مشاريع التنمية وحرمان الأطفال والشباب من حقوقهم الأساسية بالصحة والغذاء والتعليم، وقبل كل شيء بالأمن والاطمئنان..

لا أريد هنا أن أرسم صورة سوداوية. فأنتم جميعا تتابعون وتشاهدون ما يحدث من حولنا، ونتابع معا تنامي الفكر المتطرف ومحاولاته لاختطاف الإسلام وتشويه صورته..

وما أريده هنا، ونحن نحتفل بمئوية الثورة العربية الكبرى، أن نستحضر تلك المبادئ والمثل. وأنا أعتقد أنه لا أمل لهذه الأمة بالخروج من أزمتها إلا بالعودة إلى المبادئ النهضوية ورسالة الثورة العربية الكبرى بحيث تستعيد الأمة وحدة مكوناتها وضمن إطار عروبي يقبل التنوع ولا يقبل الانقسام، وعلى أساس من العدالة الاجتماعية والتنمية والشراكة وسيادة القانون..
ولنستذكر معا الآن تلك الدماء المباركة لمجاهدين عرب مسيحيين ومسلمين ودروز، ولإخوانهم الشركس والشيشان والأكراد، الذين آمنوا بالعروبة كإطار حضاري وبالإسلام كرسالة سامية، تجمع ولا تفرق.

أولا وقبل أي شيء، علينا ان نستعيد هذه القيم والمبادئ وهذه الروح. وليس من الممكن أن تتجاوز الأمة العربية هذه المحنة وهذه الجروح النازفة قبل أن تتوقف محاولات التفرقة وبث الكراهية وفقدان الثقة بين هذه المكونات الأصيلة.
إن ما نشاهده اليوم في سوريا والعراق وفي ليبيا واليمن، وفي أكثر من مكان، إنما هو بسبب أخطاء تراكمت وعقود طويلة من الإلغاء والإقصاء.

وفي المقابل، فإن الحل لا يمكن أن يكون بالمحاصصة، فهذه أثبتت فشلها الذريع بالعراق وفي أي مكان آخر، لأنها تقوم على أساس تكريس الانقسام ودسترته. ولكن الحل هو بإطار ديموقراطي توافقي يأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل حالة، ويحفز الشراكة في كل مكوناتها.
وأرجو أن ألفت الانتباه هنا، إلى أنه وعند الحديث عن المكونات المتصارعة والتسويات فيما بينها وحدود مصالحها، يغيب عن ذهن الكثيرين أن هناك مكونا أهم وأخطر وأكبر، ولكنه الغائب الوحيد، وأقصد هنا مكون الشباب من مختلف أطيافه الفكرية وخلفياته العرقية والمذهبية.
وهذا المكون هو وحدة واحدة يجب أن يتم النظر له، على أنه صاحب الأولوية في التفكير والتخطيط وفي البرامج. وهو المستهدف الرئيسي، لغايات التنظيم والاختطاف من قبل التيارات المتطرفة والإرهابية. وتحصين هذا المكون لا يكون فقط بالخطابات والوعود وإنما بالتنمية وبتأمين شروط المستقبل الكريم والفرص اللائقة بالعمل والحياة وبالمستقبل.
وهنا، أعود وأذكر بالموقف الأردني الحكيم الذي كرسه جلالة الملك عبدالله الثاني على أجندة المجتمع الدولي، وتأكيد جلالته أن مفتاح الحل والانفراج في المنطقة، لا بد أن يبدأ من الملف الفلسطيني فهو عقدة الصراع بالمنطقة.
واذا كان المجتمع الدولي يدرك انعكاسات أزمات المنطقة على أمنه واستقراره، كما حدث مع أوروبا بسبب أزمة اللاجئين السوريين، ومع دول أخرى في مختلف القارات بسبب تمدد الإرهاب إليها، فمن باب أولى ان تكون البداية من الضغط على الحكومة اليمينية الإسرائيلية بالعودة إلى طريق المفاوضات ووقف انتهاكاتها ومحاولاتها لفرض الوقائع على الأرض في القدس الشريف، وفي الأراضي الفلسطينية عموما.
وفي مجابهة التحديات الإقليمية والتدخلات الخارجية في الشؤون العربية، ينبغي أن نبدأ من إحياء مفهوم وآليات التضامن العربي. وأن نبدأ من تعريف أولويات الأمن القومي العربي، وأن نعتبر أن الأمن القومي العربي هو منظومة واحدة لا تتجزأ، تشمل جميع الكيانات العربية، وبأن نتجاوز الاختلافات الجانبية في التفاصيل والمواقف، إلى تحديد رؤية منسجمة في القضايا الرئيسية التي تشكل تهديدا للأمن القومي العربي، وهي: القضية الفلسطينية، التنظيمات والتيارات الإرهابية، مسألة اللاجئين والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية العربية.
علينا أن نتعلم من التجارب التاريخية، فنرى على سبيل المثال قارة أوروبا والتي خرجت قبل 70 عاما من حرب عالمية مدمرة والأوروبيون ليس لديهم ما لدينا من لغة وثقافة ودين مشترك، نراهم يتحدثون بلغة الوحدة ونحن ليس لدينا سوى لغة التفرقة والعنف والكراهية.
علينا انقاذ جيل كامل محروم من الصحة والتعليم ولم ير في حياته سوى الدمار واللجوء والتشرد. على الدول القادرة أن تنظر بنظرة المسؤولية تجاه الدول المحتاجة وان لا تقدم مساعدات متفرقة بل عليها أن تتعاطى بمنظور الالتزامات.
وعلينا انشاء خطة مارشال عربية جديدة تعيد إنتاج طبقة وسطى عربية وتخرجنا من هذه السنوات التي لن نرى فيها سوى الدمار والظلمات. فنرى أن في الأردن، وان كان وضعنا أحسن بكثير من غيرنا، إلا أننا نعاني من دين كبير وجزء كبير منه كان نتيجة مواقفنا العروبية والإنسانية، وكان بإمكاننا أن نغلق حدودنا. ولكن هذه ليست شيم الأردنيين. ونأمل أن تكون هذه المثل عربية ودولية وأن تتحول إلى سلوك أيجابي تجاه هذه المسالة.
إن المأمول من اخواننا العرب الوقوف إلى جانبنا من خلال التزامات طويلة المدى وبمنح ومساعدات حقيقية تساهم في حل مشكلة المديونية لكي نخرج من أزمتنا الاقتصادية هذه، ومن باب المسؤولية التاريخية.
وبالتوازي، علينا أن نخطط ونعمل بجد وصولا إلى مرحلة الاعتماد على الذات، وللحفاظ على استقلالية قراراتنا، بمنأى عن ضغوط أوضاعنا الاقتصادية.
إن من أولى أولويات الوفاء لنهج النهضة العربية ومشروعها هو أن ننهض باقتصادنا وبمجتمعنا ونبني وطننا النموذج.
الأخوة الكرام،
بالشأن الداخلي، وفيما يخص أبرز التحديات الداخلية، فقد تحدثت كثيرا عن أخطر التحديات التي برأيي تتمثل بموضوعي البطالة والمديونية.
وأنا أعتقد أن الأردن بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حقق نقلة نوعية في مسار الإصلاح السياسي، باتجاه المرحلة التي يريدها جلالة الملك، بحيث تتألف الوزارات على أسس برلمانية حزبية برامجية.
إلا أنني أعتقد وبكل صراحة، ان الحكومات لم تقم بما ينبغي للسير بشكل متوازن في المجال الاقتصادي، وأنا أظن أن ذلك لا يكون بدون شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، على أساس تمكينه من القيام بواجباته بخلق فرص العمل الدائمة والتدريب والتأهيل.
وقد قدمت اقتراحات كثيرة لحوافز نوعية للقطاع الخاص لإستيعاب آلاف الخريجين سنويا، وضرورة العودة إلى خدمة العلم، وتحفيز النمو والإستثمار الخارجي والداخلي، وتقديم حوافز لشبابنا للبدء في حياتهم، ورفع سوية التعليم وغيرها من الإقتراحات الموجودة والموثقة وسهل الحصول عليها، لمن أراد قراءتها أو تقييمها.
وكان من دواعي سروري ان ألتقي الآلاف من الأردنيين، في الجامعات
[٢٢:٥٠، ٢٠١٦/٥/٣٠] هاشم الخالدي: والأندية والمحافظات وفي الملتقيات وفي المناسبات العامة والاجتماعية. وسعيت للدخول في نقاشات مفتوحة نتبادل فيها الآراء والملاحظات، وجلالة سيدنا دائما وأبدا هو قدوتنا، وتعلمنا منه أهمية احترام الحوار، وقد بادر جلالته قبل غيره لطرح رؤاه وتصوراته للنموذج الوطني الأردني للنقاش العام المسؤول.
وقد ارتأيت أن أركز هذا النشاط في المحافظات بعيدا عن صالونات النميمة وصالونات الحكومات الإفتراضية والغرف المغلقة. وذلك لأنني أؤمن بأن النخب الحقيقية الجديدة يجب أن تأتي من خارج اطار هذه الصالونات. وكان لدي نشاط مواز على وسائل الاتصال الاجتماعي لأننا مدينون لبلدنا بمناقشة القضايا التي من شأنها أن تؤثر على مستقبل أبنائنا ومحاولة التوصل إلى حلول معا. أولئك الذين يقللون من شأن استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية لا يفهمون ببساطة قوة هذه الأداة، لانخراط شبابنا اليوم. وبكل صدق، فإنني وبفضل هذه النقاشات المباشرة وهذا التفاعل مع الشباب بكافة الوسائل، قد استفدت كثيرا واكثر مما أفدت، وأضفت ملاحظات واقتراحات جديدة ومهمة، قدمها شباب ومثقفون ميدانيون ونشطاء من المحافظات، إلى قراءتي للواقع الاقتصادي، وسبل التطوير والنهوض باقتصادنا وارتباطه المباشر بالبعد الاجتماعي.
فنحن نسعى للنقاش والحوار لأننا مدينون لمؤسسي بلدنا والذين اصبحوا جزءا من تراب هذا الوطن الطهور وللأجيال القادمة وهم عنوان الحاضر والمستقبل.
والحمد لله، الأردن اليوم، وبالرغم من كل الظروف في هذا الإقليم المضطرب وكما تفضل جلالة سيدنا في كلمته التي وجهها لأبناء شعبه، بعيد الاستقلال، أصبح نموذجا للإرادة الحية، ولسيادة القانون والعدالة. وهو يحظى باحترام وتقدير العالم أجمع.
وفي الوقت الذي تعصف فيه الأحداث بالدول والمجتمعات من حولنا، يزداد التفاف الاردنيين حول مشروعهم الوطني ومشروعية قيادتهم، ونواصل معا خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تطوير نموذجنا الديموقراطي والبناء على ما تقدم من جهود وإنجازات.. وقد أثبت الأردن قدرته على إحالة التحديات إلى فرص.
أكرر الشكر للأخوة القائمين على هذا اللقاء وللحضور الكريم، وأسال الله أن يحمي الأردن وأهله، وأن يديم علينا نعمة الحكم الهاشمي الرشيد، وأن يحفظ جلالة سيدنا وقائدنا المللك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22508

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم