حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5464

"الإرهاب " ينجو من عادل إمام ونجدت أنزور ووحيد حامد

"الإرهاب " ينجو من عادل إمام ونجدت أنزور ووحيد حامد

"الإرهاب " ينجو من عادل إمام ونجدت أنزور ووحيد حامد

14-09-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -




سرايا – وكالات - أهم مافي الدراما الرمضانية هذه السنة هو خلوّها من أعمال تتصدى للإرهاب. لقد ارتاح المشاهدون العرب من إرهاب هذه الدراما المتكلّفة والتقريرية والتي ساهمت بصعود الإخوان المسلمين الى البرلمان المصري واكتساب أغلبية فيه لأن تصويب وحيد حامد على الإسلاميين كان من النوع الذي يخدم الخصم الإيديولوجي أكثر مما يفنّده: ذقون طويلة تتخلل المشاهد بدون سبب، وجوه كالحة كما لو أن الإسلاميين يحرمون الابتسامة، التسلح بخناجر من النوع الخيالي تصور الإسلاميين كقراصنة الصومال ومن العصر الطباشيري، لغة حوار مستمدة من أفلام الرعب تظهر أصحاب الدعوة كمصاصي دماء، إظهار رجل الأمن كملاك طاهر لايأتيه الباطل، تبييض العلمانيين كما يتم تبييض النحاس عبر الفرك والشق والحت، عجز ثقافي عن مقاربة يمكن فيها فهم الأمر على أنه ظاهرة تراكمية ذات أساس مزدوج ديني وسياسي. كل هذا الفشل جعل وحيد حامد وعادل إمام يساهمون بتقوية الإسلاميين في الشارع المصري ويحتلون البرلمان.

 

الثوري الآخر، نجدت أنزور، كاد أن يجعل الإسلاميين يسيطرون على الكونجرس الأمريكي والجمعية العامة للأمم المتحدة ووكالة ناسا الفضائية، ذلك أن خفيف الدم هذا، والمهضوم المتنوّر بدون إضاءة مؤسسة الكهرباء، ناقش ظاهرة التطرف الإسلامي من وجهة نظر المافيا الإيطالية فرأينا شخوصه يجيدون التحدث بالإيطالية ويستخدمون المسدّسات على طريقة الكوي بوي ويفاجئون ضحاياهم في الجاكوزي أو صالات القمار. لم تترك هذه الأعمال أي أثر مقصود أبداً، اتسمت بالمبالغة والتصوير الاستشراقي للشخوص كما لو أن الكاتب يتحدث عن أناس لم يرهم أبداً، بل يسمع عنهم من طريق الجدات وسهرات الليالي. الاستشراق المقلوب هذا رأيناه في نقاش ظاهرة التطرف الديني فبتنا نترحّم على العنصريين والإستباقيين الذين ينظرون الى الشرق نظرة مسبقة خالية من التقدير والفهم.

 

دراما بدون وحيد حامد وبدون نجدت أنزور، يعني أنها اكتشفت طريقها المثالي. الآن تعرض أعمال غاية في الروعة كأسمهان للمخرج شوقي الماجري، وباب الحارة يتحرك بثقل في جزئه الثالث بعدما استنفد موضوعه وسقط في التنميط، إلا أنه مازال مطلوبا، عمل "أبو جعفر المنصور" لشوقي الماجري نفسه جيد وحسّاس إنما لم يعتمد كل المصادر التاريخية ذات الصلة ووقع في خطأ ثقافي هو التعامل مع شخصية أبي مسلم الخراساني كما لو أنه هامشي في الدعوة إلى إسقاط بني أمية، بينما حقيقة الأمر كان هذا الرجل نافذا اضطر معه المنصور الى تصفيته في بيته وقرب كرسي الخلافة. كما أن العمل لم يظهر الدور الفارسي الواضح في إسقاط بني أمية ولم يفتش عن الشخوص التي كانت تعمل في خراسان مع الخراساني. إلا أن العمل جميل وأكسبه الماجري مسحة إخراجية لافتة.

 

نجاح الدراما الرمضانية الحالية ليس فقط في عرض بعض من الأعمال الهامة، بل بابتعادها عن إرهاب المشاهدين بنقاشها ظاهرة الإرهاب التي تتطلب عملا ثقافيا وجهدا مؤسساتيا محكما أكثر مما تتطلب مخرجا انتهازيا أو كاتبا متحمساً. قد يكون المتحضّر المدني أكثر ترهيباً من القادم من قبائل أستراليا البدائية، وهذا عرف في كثير من الانتقالات الاستعمارية للشعوب البيضاء وهي تطهّر السكان الأصليين من آثار آبائهم. وكذلك العلماني التقدمي قد يصف شرب دماء الخصوم مع فنجان القهوة صباح مساء. والسؤال: من يحق له أن يقول للآخر أنتَ قاتلٌ وأنا مَلاكٌ؟

 

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5464
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-09-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم