حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 36032

النصف دينار

النصف دينار

النصف دينار

09-12-2015 09:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد اكرم خصاونه
تشاء الأقدار ان يكون لنصف الدينار شان عظيم في هذه الأيام ، في حين أن الفئة الأكبرمنها قد لا تقدم ولا توخر في زمن نعيشه في ظرف حالك وصعب ، من فقر وبرد وارتفاع بالمديونية لمستوى بات يهدد الناتج القومي للدولة و بات خطا أحمر، وذوي السلطة والقائمين على أمور الدولة لا يلقون بالا لهذا الأمر، وهمهم الأكبر هو كيف يمدون أيديهم لجيوب المواطن المسحوق بلا خجل أو تورع عن ذلك؟هل يعقل يادولة الرئيس أن النصف دينار هي التي قصمت ظهر حكومتكم الموقرة في حين ان المديونية التي وصلت لما يقارب ال24 مليار دينار لم تجعل عيونكم ترف ؟او لم ترتعد فرائصكم من هذا الدين المتراكم الذي لا قدرة لسداده إلابدين فوق دين؟ أو بضرائب فوق ضرائب وجباية فوق جباية؟ هل قدرة المواطن البسيط الذي لا يملك قوت يومه قادر على سداد ديون فشلكم؟ وقادر على رقع ما خزقتومه في موازنة الدولة المتهالكةالمنهكة المحطمة؟ اين ما وعدتم به في بداية توليكم المسؤولية من انكم يا دولة الرئيس ستعملون على خفض المديونية، وعلى التقليل من سرقة المواطن؟ الم يكن لديك توجهات وخبراء اقتصاديون ومستشارون يتوالدون ويتناسلون في ظل حكومتكم لتقديم المشورة والنصح ؟ ما فائدة وجودهم؟ وما فائدة بقائهم وهم عالة ويأخذون رواتب خيالية ؟ وهم لم يقدموا أي فائدة تذكر أو ترجى؟
إن كانت الدول تعمل جاهدة على راحة شعوبها والتفنن في منحهم حياة طيبة كريمة وادعة ، والعيش برفاه وطمأنينة بال ، إلا أنتم تعملون جاهدين على إقلاق المواطن في قوت يومه ، وفي حياته ، بل أخالكم تتعمدون التنغيص على حياته وعيشه بأنه يتنفس الهواء؟ وقد يأتي يوم أحسبه قريبا من أن يكون هناك عدادات هواء للتنفس لمعرفة كمية الأكسجين الذي يتنفسها المواطن!!
فما جدوى بقاء المسؤول في منصبه يصول ويجول ان لم يكن قادرا على إحقاق الحق ، والعمل جاهدا على توفير مستلزمات الحياة الكريمة لشعبه وابناء وطنه؟
محسوبية والشليلية والقرارات غير المدروسة والتبجح بالعنتريات الفاضية هي ما أوصلتنا الى ما وصلنا إليه ، فالنصف دينار يا سيدي لا تقدم ولا تؤخر في موازانة الدولة كما أعتقد لأن مبلغا ستجمعونه من النصف دينارلا يتجاوز الملايين البسيطة لن يؤثر في إقتصاد مغرز في وحل والديون وتراكمها؟ فلماذا لا تعملوا على جلب كبار الفاسدين الذين يصولون ويجولون بلا رقيب أو حسيب؟ ولماذا لا تعملوا على استرداد المليارات ممن نهب وسرق وسلب ولطش؟ أم أن قوتكم هي عل فقير بالكاد يملك قوت يومه ، أو ارملة تكابد عناء الحصول على على معونة إجتماعية لا تسمن ولا تغني من جوع؟ أم على طالب يريد إكمال فصله الدراسي ولا يجد باقي قسطه؟ أو مريض يكابد سكرات الموت ولا يجد علاجا ودواء يحميه من عناء المرض؟ او شيخ كبير هدته السنون ولم يجد معيلا يتكفل بماتبقى له من بقية عمر؟
ماذا أقول لكم فأنت تعرفون أكثر مما نعرف عن أنفسنا!!،أليس كذلك؟؟
فحين دخل باحث التعداد كان يعرف عني قبل الدخول للمنزل ، ولكن أكثر ما أثار أشجاني وأحزاني بل إستهجاني من أن العائلة تملك ميكرويف وغسالة ومكيف وهواتف ذكية وجلاية صحون!!! يا للعجب والمسخرة على مثل هذه أسئلة. فهل يعني أنني إذا إمتلكت جلاية صحون أو مكيف أو ميكرويف أعيش بسعادة ورفاهية ؟؟
رفاهية المواطن وسعادته يا سيدي بأن يعيش في وطنه بكرامة وشرف لا يفكر كيف يدز اليوم للخلاص منه؟ وأن يجد فرص التعليم مفتوحة للجميع، ويجد العلاج له في مستشفيات الدولة وبالمجان ، وليس البحث عن واسطة ومعرفة بذوي الشأن في الديوان.
الحياة الكريمة حق وهبه الله لنا وللجميع وليس فقط من له شأن في وطني الصريع.الحياة الكريمة أن يكون الكل سواسية في جميع النواحي ، فليس فلان يرث وفلان لا يرث.
أتمنى أن يكون للوطن شأن لديكم كما تتمنون أن يكون شأنكم هو المقياس والأساس.وأارجو ان لا يكون الوطن حقيبة وأرصدة وتذكرة سفر.
وصدق أحمد شوقي حين قال:
لا أعلم لك منصفا إلا عملك إذا احسنته جملك وإذا أتقنته كملك.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 36032
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم