حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30429

نظرة الحاضر وعين المستقبل

نظرة الحاضر وعين المستقبل

نظرة الحاضر وعين المستقبل

19-09-2015 10:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
عندما ننظر إلى واقع الشباب فإننا نتطلع إلى واقع أكثر تطوراً وأعظم إنجازاً ، نتطلع إلى ما نسبته70% من سكان الأردن دون سن الثلاثين ، هذه النسبة المرتفعة جدا تقودنا إلى أن الشباب هم المستقبل ، وأن طاقاتهم يجب أن تستثمر بشكل إيجابي برفع كفاءتهم ومعارفهم ومنحهم الفرص التي تجعل منهم مساهمين في تحقيق التنمية ومواصلة البناء.

عندما نتفكر بالأوضاع الملتهبة في الإقليم ، فإننا نرى حجم المسؤولية المناطة بنا ، وحجم التحديات التي تواجهنا من كل حدب وصوب ، ولكن هذا لا يفقدنا الأمل ولا يقلل من مساعينا الرامية إلى العمل .

في داخل كل شاب هناك طاقة عظيمة يرغب في توظيفها بشكل إيجابي ، فالشباب حريصون على مستقبل وطنهم ومستقبل المنطقة من حولنا ، وفي سؤال وجهته للشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أهم القضايا التي تشغل حيز تفكيرهم واهتماماتهم مؤخرا ، وجدت تباينا في الإجابات إلا أن الأغلبية اتفقوا على جملة من الأمور ، ربما يمكن تصنيفها على أنها تقع في سلم أولوياتهم ، فنجد أن الحفاظ على الأمن والاستقرار ونبذ التطرف بكافة أشكاله يشغل حيزا كبيرا من الاهتمام ، إضافة إلى حاجة هؤلاء الشباب إلى فرص عمل مناسبة لهم تلبي طموحاتهم ، بحيث نتخلص من البطالة المقنعة وغير المقنعة ، لأن الفراغ يهدم ما في العقول !.

الشباب بحاجة إلى من يحتضنهم ويستثمر طاقاتهم الخلاقة ، لا إلى من ينظّر عليهم ، فعقول الشباب وقود للمستقبل ، فلنحسن إشعاله ليضيء لنا النور بدلا من إضاءة الشرور .

ومن جانب آخر فقد أكد البعض على ضرورة الاهتمام بالتعليم ومواءمة الخريجين لاحتياجات سوق العمل للتقليل من فائض الطاقات والكفاءات المهدورة والتي تذهب أدراج الرياح فلا يبقى منها سوى بضعة " كراتين " ، إضافة إلى ضرورة رفع كفاءة الشباب بالتدريب والتشغيل ، وخلق الفرص التي تمكنهم و تجعل منهم قادرين على الريادة والإبداع . وضرورة الاهتمام أيضاُ بالتعليم التقني وخلق فرص تشجيعية له ، من شأنها ترغيب الشباب على خوض مضمار العمل في كافة المجالات التي من شأنها أن تساعد في نهضة الوطن والأمة .

هذا وغيره من الأمور مدعاة لجعلنا نتفكر بالأدوات التي يجب أن نستخدمها ، وبالحلول الممكنة الواجب توفرها بحيث نتمكن من تطوير مجتمعنا ورفع كفاءة جميع الأفراد فيه ، ليكونوا فاعلين ومنتجين ومطورين.

في البداية يجب أن نؤكد على ضرورة تعظيم الإيجابيات ، وحرصنا على معالجة الملاحظات التي نرى أن بها خلل ، دون اتهام الآخرين من دون تبيان ودليل ، ودون مواجهة الأمواج في مسار معاكس للتيار من أجل التباهي بالمواقف والأقوال ! لأن العمل هو الفيصل ، والإنجاز هو المقياس ، ولم يأتي هذا المقال لتقليل الدور الموجود بل لتعظيمه والبناء عليه ، فلا نحاسب غيرنا على ما في القلوب لأن الله هو علّام الغيوب .
علينا أن نستفيد من تجارب الآخرين ، وكيف استطاعوا أن يبنوا بلدانهم لتكون ضمن دول العالم المتقدمة ، وهنا أريد استذكار عدة مواقف سمعتها خلال ندوات ولقاءات متفرقة وسأذكرها من مصدرها كما هي :

في لقاء بمشاركة سمو الأمير الحسن بن طلال المعظم ، فقد تطرق سموه أثناء حديثه عن سائح أمريكي قام بزيارة جامعة أكسفورد ، فسأل عن الإنجيل الذي يزين الأرض بالخضار وكيف استطاعوا أن يزرعوه على هذا النحو الجميل ؟ فكان جواب الدكتور في الجامعة ' نزرعه ونسقيه ونعتني به لـ 500 عام' .

وفي ندوة حوارية نظمتها مؤسسة عبدالحميد شومان مؤخرا في العاصمة عمان مع رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد تحدث فيها عن نهضة وتطور ماليزيا ، فمن ماليزيا الفقيرة إلى ماليزيا صاحبة 200 مليار دولار فائض ، جلبوا الاستثمارات لبلدانهم وقاموا بتمكين شبابهم ليكونوا منتجين وفاعلين ، اهتموا بالزراعة والصناعة ، حافظوا على الصدق والأمانة فكان التطور ديدنهم ومآلهم .

وإذا نظرنا إلى ألمانيا على سبيل المثال فسنجد أنها وبعد الحرب العالمية الثانية قد تطورت تطورا ملحوظا ، وذلك بهمة وعزيمة وعمل كل أفراد المجتمع وتكاتفهم ، ورغبتهم الجادة والصادقة في التطور و الارتقاء ، والوصول إلى المستقبل الذي يرضيهم ويرضي الأجيال من بعدهم .

ويحدثني صديقي في كوريا الجنوبية عن الطلبة لديهم وكيف أنهم أيام دوامهم يقضون من 14-16 ساعة في الدراسة ، ويخصصون ساعتين لتناول الطعام والتنقل ، وتبقى 6 ساعات للنوم ! يحترمون النظام ويحافظون عليه ، لذلك نجحوا ونالوا ما استحقوا .

فلننظر إلى الفرق ولنصنع التغيير بأنفسنا ، وبالقدر الذي نستطيع ، لا أقول بأنه ينبغي علينا أن نغير العالم بأسره ولا أنتقد الواقع الذي نعيش فيه ، كل ما نحاوله في هذه الأسطر هو أن نرى ما يتوجب علينا إعادة التفكير فيه والتدبر به أكثر ، ليكون واقعنا أجمل ومستقبلنا أفضل ! ولا يعني أنه ينبغي علينا التقليد لننجح بل إن ما ينبغي علينا هو التحلي بقيمنا الأصيلة ، ومراجعة أنفسنا لتكون في كل وقت قويمة ، وأن نواصل المسير بطريق مستقيم يجعل منا أكثر قدرة على مواجهة الواقع بمختلف تحدياته وعقباته .

ندرك أن للأردن خصوصية كبيرة ، فهو يحمل بين ثرى ترابه ما يزيد عن 4.5 مليون لاجئ من أصل 11 مليون نسمة ، وهذا يزيد مما هو مطلوب منا جميعا للوصول إلى التطور المنشود ، إلا أننا نثق بأننا قادرون بعزيمة الجميع على المضي قدما في مسيرة النهضة والتطور .

وبما أننا نعيش الآن في موسم الحج ، فعندما نسرح البصر نحو حجاج بيت الله الحرام وهم في أداء مناسك هذا الركن العظيم ، نجدهم جميعا بنفس الثياب البيضاء ، دون تمييز بين فلان الغني وفلان الفقير ، فقد جاؤوا جميعاً من شتى بقاع العالم وكل شخص فيهم يرجو رحمة الله وثوابه ، هذا يجعلنا أكثر إدراكا لحجم الدنيا الصغير ، وأكثر يقينا بأن معيار التفاضل بين الناس هو التقوى الذي محله القلب ، فلنترك أحكامنا على الآخرين جانباً ولنلتفت إلى إصلاح ما بداخل أنفسنا أولاً ، ولنقل خيراً أو فإن الصمت أنفع !

هناك بعض الأشخاص يتصيدون الفرص لإيقاع الفتنة ونشر الدسائس التي من شأنها تخريب بناء المجتمع بكافة مكوناته ، فلنفوت هذه الفرص عليهم ، ولنكن أكثر ذكاء وأعمق حكمة بوحدة صفنا ووجوب تضامننا معاً ، من أجل وطننا وأمتنا والإنسانية جمعاء ، فإن غاب العمل يوماُ ... فليبقى الأمل دهراً.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 30429
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم