حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28379

سيدي النائب ! ﻻ تهمل الوطن

سيدي النائب ! ﻻ تهمل الوطن

سيدي النائب ! ﻻ تهمل الوطن

11-05-2015 01:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
مسكين هو النائب الاردني ، فما ان يصل تحت قبة البرلمان حتى يواجه واقع صعب ، يدخل القبة بكامل نشوته وعزيمته ، براسه الكثير من الطموح والكثير من الأهداف والغايات ، يدخل مكتبه ببدلته الزرقاء ويجلس على كرسيه لا تسعه الدنيا من فرحته ، فها هو يجلس في المكان الذي خاض معركة ضروس من اجل الوصول اليه ، يطير بجناحي السعادة ارجاء المكتب والمجلس ، وعندما يدخل تحت القبة يدور حول نفسه مرات ومرات وقد يطلب من احد زملائه ان يقرصه حتى يتأكد انه في علم لا حلم .
نعم هذا هو واقع الحال ، وعلى الأقل هذا ما أتخيّله ، لأنني لم امر في هذه اللحظات ولم أحظى بشرف الجلوس تحت قبة التشريع والرقابة .
تمر ايام السعادة عند صاحب السعادة سريعة كأنها البرق ، فيصحو من احلامه التي تبدأ تتحطم على صخرة وعوده لمن أوصلوه لهذا المكان ، فيبدأ يُخرج من جيوبه قصائص الاوراق : محمد بده وظيفه ، احمد بده نقل ، علي بده مقعد في الجامعة ، حمدان بده يجَّوز ، وغيرها الكثير الكثير من الطلبات ....... ، نعم يمسك القصائص بحسرة وهو يتمنى لو لم يفق من احلامه السعيدة ، يتلمس صدره الذي طالما ناله من كدمات الوعود ، يتلمس حنجرته التي بُحَّت تُوعِد وتتوعّدْ .
في خضّم هذه الامواج المتلاطمة من الأفكار المتشتته تأتيه نشوة الاعتزاز بالنفس ، فتحدثه بانه قادر على تنفيذ كل شئ ، وفي هذه الأثناء يقاطعه هاتف صوتُه مُرعب ، يقول له يا هذا ! انت هنا ليس لتحقيق الوعود انت هنا للتشريع ورقابة عمل المُنفّذين ، انت هنا لتشريع القوانين والأنظمة التي تُنظّم حياة الكثيرين الذين انتخبوك والذين لم ينتخبوك ولم يعرفوك ، لكنَّك أقسمت على صون حقوقهم .
فيبدأ الصراع وتبدأ الايام شمسُها تغيب ، وتبدأ رحلة العذاب لانه سيجد نفس بين فكي كماشة ، ناخب يطلب بإلحاح وحكومة تعطي بابتزاز ، ناخب يطلب بابتذال وحكومة تَهبْ باستعلاء ، فمقابل تعينِ ناطور توقيعٌ على قانون ، ومقابل الإفراج عن محبوس تمرير لصفقة لصوص ، مسكين هو ، يساعد مسكين فتوضع على رقبته سكين ، يحصل لطالب على قبول فيغض الطرف عن يد تسطو على المال العام وتطول ، يفتح رئيس الحكومة مكاتب في وزاراته خاصة بالنوب لا احتراما وانما ابتزازا ، كل نائب يزور يُجبّر على التختّيم قبل المرور .
حالك يثير الشفقة ايها النائب المسكين ، فانت بين مطرقة ناخب لا يرحم وسنديان حكومة تحكم بقسوة . فمن كُثر النَق من ناخبيك والابتزاز من حكومتك تتوه وتتشعب بك الطرق ، لانك حتما ستصل الى مفترق صعب ، فلا انت تستطيع تلبية ناخبيك ، فتقضي على مستقبلك النيابي ، ولا انت تستطيع التشريع ولا مراقبة التنفيذ فتُضيّع وطن ، لا انت أعطيت ولا انت حاسبت ولا راقبت .
إن واقعنا مع النيابة مرير ، فالنائب ساعةَ يقبل على نفسه ان يكون خدماتيا محصورا بفئة انتخبته ، يوقع نفسه في كثير من السقطات واكبر هذه السقطات إرغامه على غض الطرف عن حيتان التنفيذ . انت عندما قبلت ان تكون فردياً أضعتَ الكثير الكثير ، وعلى قمة ما أضعت ، أضعتَ وطن ، وَيَا لها من جريمة نكراء ان تضيّع الوطن ، أنْ تبيع نفسك لوزير او مدير لمكسب لا يتعدى مصلحة شخص ، فقد قتلت وطن .ُ
إننا عندما ننتخبك فانما ينتخبك الوطن ، ام نسيت انَّ الوطن انا وانت وكل من سكن الوطن ؟ لو كان همّك الوطن لأبدعت في خدمة الوطن ، وعندما تخدم الوطن فانت تخدم كل فرد في الوطن ، لو جعلت همَّك الوطن لكنت انت موضع اهتمام الوطن ، ومن كان موضع اهتمام الوطن كان موضع اهتمام كل مواطن في هذا الوطن ، اي انك تنال حبَّ كلّ ابناء الوطن .
نعم سيدي النائب ! لو راقبتَ وحاسبتَ لعمَّ العدلُ ، والعدلُ ان يأخذ كل من يسكن الوطن حقه دون ان يجور على حقوق باقي ابناء الوطن ، وعندها فأنت تكون في حل من استحقاق فردٍ دون باقي افراد الوطن ، فالكل وقتها سيرضى بحقه فلا احد قد هضم حقه دون سبب
نعم سيدي النائب ! الوطن أهم من كل فرد في هذا الوطن


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28379
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم