بقلم :

تمثل الزوجة الوفية الصابرة المكابدة ،عملت خلال سنوات زواجها الثلاثين بكل السبل وبكثير من الكد والتعب ،وخرجت المهندس والضابط والدكتورة ،اشتغلت في تهديب الشمغ وتطريز الأثواب ، وحتى حضانة الأطفال لتوفر مصاريف الأسرة ،تراكم عليها غبار السنين فأصابها السكري والضغط ، وضعف بصرها واحدودب ظهرها،وما زالت الأم الحنون ولا تفارقها البسمة ولسانها رطب بذكر الله فلا تسمع منها إلا الحمد لله.

أما هو فقد كان يعمل موظفا ، ولا يكاد راتبه يكفي عشرة أيام من الشهر والبقية من خلال تدبير الزوجة وعملها على حساب سهرها وعريها وجوعها.

وفجأة أحس بأنه بحاجة إلى زوجة ثانية ، فقد قال أن أم فلان خلصت مدتها !!! ويجب أن يجدد شبابه مع واحدة أخرى ،وعذره في ذلك انه رجل وله الحق مثنى وثلاث ورباع .

نسي الأيام الطوال التي قضتها في خدمته وخدمة أسرته،نسي الآم أصابعها من وخز الإبر التائهة أثناء التطريز والتهديب ،نسي أنها عملت في بناء البيت لتوفر أجرة عامل ، نسي تربيتها لأبنائها وخدمتها طوال ثلاثين سنة ,وتذكر انه رجل فهل هذه رجولة!! هل الرجولة غدر وعدم وفاء!! هل من الرجولة أن تعقد القران وتأتي بالحلوى وتطلب منها أن تتناول ثم تقول لها إنها حلوان خطبتي!!! هل الرجولة أن تقول لها يكفيني صبرت ثلاثين سنة!!! ومن الذي حقا صبر؟ هل الرجولة أن تقول إذا موعاجبك مؤخرك 500 دينار !! بئس الرجولة تلك فإذا كانت كذلك فقد كرهت نفسي ورجولتي 

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا