حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
  • الصفحة الرئيسية
  • سياسة
  • الأسد والشرع استقبلا مشعل والقدومي قبل زيارة عباس في رسالة مفادها أنه ليس الممثل الوحيد لـ 'فتح' وفلسطين
طباعة
  • المشاهدات: 4526

الأسد والشرع استقبلا مشعل والقدومي قبل زيارة عباس في رسالة مفادها أنه ليس الممثل الوحيد لـ 'فتح' وفلسطين

الأسد والشرع استقبلا مشعل والقدومي قبل زيارة عباس في رسالة مفادها أنه ليس الممثل الوحيد لـ 'فتح' وفلسطين

 الأسد والشرع استقبلا مشعل والقدومي قبل زيارة عباس في رسالة مفادها أنه ليس الممثل الوحيد لـ 'فتح' وفلسطين

27-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -



دمشق ـ شاكر الجوهري - التفاصيل غير المنشورة حتى الآن للزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعاصمة السورية تكشف في حقيقة الأمر حجم أزمة الثقة القائمة بينه وبين القيادة السورية، وحجم التراجع الذي حققه عباس على صعيد احتمالات بدء حوار وطني فلسطيني جاد، والصفر المكعب الذي حققته لقاءاته مع قادة عدد من الفصائل الفلسطينية.

أزمة الثقة بين الرئيس الفلسطيني والقيادة السورية تتجلى في تفاصيل المباحثات التي اجراها مع الرئيس بشار الأسد، وأركان القيادة السورية.

تقول المصادر إن السوريين قاموا بواجب عباس البروتوكولي على أكمل وجه، لكنهم يعتقدون أنه عرض عليهم جزءا من حقيقة المفاوضات التي يجريها مع ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل، وأنه تعمد تضليلهم من خلال:

أولا: اخفاء النتائج الحقيقية للمفاوضات عنهم، وما يمكن أن تسفر عنه من توقيع اتفاق إطار، أو مبادئ في شهر آب/اغسطس، أو ايلول/ سبتمبر المقبلين.

ثانيا: إظهاره احباطا مبالغا فيه من الإسرائيليين والأميركيين، وقوله أنه لن يتوصل لشيئ، مسببا ذلك بكون الأميركيين يعملون على تغطية المواقف السلبية للإسرائيليين. وتهدف هذه المبالغة إلى ضمان مفاجأة الجميع حين يتم الإعلان عن اتفاق وشيك مع الإسرائيليين على غرار اتفاق اوسلو، الذي تسبب بكل الإنقسامات الحالية في الساحة الفلسطينية.

في المقابل لم يقدم المسؤولون السوريون تفاصيل كاملة لعباس عن مفاوضاتهم غير المباشرة مع اسرائيل، واكتفوا بأن أكدوا له أن مفاوضاتهم لن تكون على حساب القضية والحقوق الفلسطينية. واضافوا أنهم حين يطالبون بالإنسحاب من كامل الجولان المحتل، فإنهم بذلك يطالبون بالإنسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية، التي هي لب وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي.

على كل جرت مباحثات عباس مع القيادة السورية على عدة مراحل، فهو بعد أن التقى الرئيس الأسد منفردا، ثم بحضور وفد سوري رفيع المستوى، زاره وليد المعلم وزير الخارجية السوري في مقر اقامته في فندق المريديان، كما أنه التقى فاروق الشرع نائب الرئيس في مكتبه.

المعلم استكمل المباحثات التي اجراها عباس مع الرئيس، أما الشرع فقد عرض الأمور معه بالتفاصيل.

تأخير زيارة عباس

خلال هذه المباحثات طرح عباس تصوره لكيفية حل الأزمة الداخلية الفلسطينية من خلال:

أولا: تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية جديدة تخلف حكومة سلام فياض الحالية، ويرجح أن تشكل أيضا برئاسة فياض.

ثانيا: تحضر هذه الحكومة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام الحالي.

ثالثا: رعاية عربية لإعادة بناء الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.

وتؤكد مصادر أن هذه المقترحات تمت مناقشتها من قبل عباس مع الأميركان والمصريين والسعوديين، وأن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي التي تولت صياغتها بغياب عباس.

وقد تحسس المراقبون السياسيون في العاصمة السورية من تصرفات عباس، وكيفية ادارته للمباحثات مع المسؤولين السوريين على نحو يولد احساسا بأن لديه شعورا مفاده أن السوريين في حاجة إليه بأكثر من حاجته لهم. وقد تجلى هذا الشعور من خلال المفردات التالية:

أولا: تعمده تأخير زيارته لدمشق لأكثر من شهر..فقد كان مفترضا أن تتم زيارته للعاصمة السورية مباشرة بعد زيارتيه لكل من القاهرة والرياض، لكنه تعمد تأجيلها، وسمح لمحمود الخالدي مدير مكتب منظمة التحرير لدى سوريا القيام بأداء مناسك العمرة، وقال له يمكنك قضاء الوقت الذي تريده في الأراضي المقدسة.

ثانيا:   رفضه اعطاء سوريا أي دور في حل الأزمة الداخلية الفلسطينية، وذلك من خلال:

1.          رفضه التقاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ووفد يمثلها.

2.          رفضه طلبا للدكتور طلال ناجي نائب الأمين العام للجبهة الشعبية/القيادة العامة بتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا. فناجي، بصفته العضو الوحيد في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المقيم في سوريا، وبعد أن طال الحديث معه عن وضع مؤسسات منظمة التحرير في سوريا، وجه سؤالا مباشرا لعباس: هل تريد إعادة ترتيب وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير في سوريا أم لا، فأجابه عباس بكلمة واحدة "لا"..!

مناورة عباس

وفي المقابل طلب عباس من القيادة السورية الموافقة على تحويل مكتب منظمة التحرير في دمشق إلى سفارة للسلطة، وهو الأمر الذي يعني:

1.          تعزيز دور ومكانة عباس في دمشق على حساب فصائل المعارضة الفلسطينية في سوريا، والعمل على دق اسفين في علاقات سوريا مع حلفائها في فصائل المقاومة الفلسطينية.

2.          تجاوز سوريا لتحفظاتها على سياسات عباس المناوئة لها، ولمصالحها ومطالباتها في تحرير كامل الأراضي العربية المحتلة في عدوان حزيران/يونيو 1967، وهي المطالب التي يؤدي الخلاف حولها إلى تأجيل موافقة دمشق على فتح سفارة فلسطينية لديها، مكتفية بمكتب تمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

3.          إحراج سوريا أمام الرأي العام الفلسطيني في حالة رفضها ذلك.

4.          تجاوز سوريا لكل عمليات التحريض التي يمارسها عباس ضدها، وتحميلها مسؤولية الإنقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني.

في هذا السياق يذكر قادة فلسطينيون في دمشق بأن سوريا التي توفر قاعدة ارتكازية لفصائل المعارضة الفلسطينية المقاومة الآن، هي نفسها التي سبق لها أن وفّرت مثل هذه القاعدة لحركة "فتح"، حين بدأت مشروعها المقاوم، قبل أن تتخلى عنه.

ويعتقد مسؤولون سوريون، وفقا لمصادر فلسطينية في دمشق، أن عباس لقي تحريضا مصريا سعوديا قبيل وصوله دمشق، كي لا يمنح سوريا دور رعاية حوار وطني فلسطيني، ولو من خلال دعوة مصر لمثل هذا الحوار كي يعقد في القاهرة، بمشاركة سورية في رعايته، كي تعلن نتائجه من تحت قبة جامعة الدول العربية، وهو ما كانت تأمل به دمشق، ليكون كذلك مدخلا لترطيب علاقاتها الفاترة مع القاهرة والرياض، لكن عباس فوّت عليها هذه الفرصة.

وقد جاءت التصريحات السلبية لعدد من مساعدي عباس في رام الله قبيل زيارته دمشق في هذا السياق، حين اعلنوا أنه لن يلتقي مشعل وقادة الفصائل الفلسطينية الأخرى خلال زيارته لسوريا.

وقد لقي هذا الموقف من عباس تشجيعا وتحريضا من قبل الجبهتين الديمقراطية والشعبية، تجلت مؤشراته في اصطحاب الرئيس الفلسطيني معه خلال الزيارة كلا من عبد الرحيم ملوح، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، وتيسير خالد عضو المكتـب السياسي للجبـهة الديمقراطية، اللذان يمثلان الجبهتين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيـنية. وفـي الإعلان المبكر لنايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية، قبل وصول عباس، أنه سيلتقيه فـور وصـوله دمشق بموجب ترتيب مسبق، وذلك حين كانت تصريحات مساعدي عباس في رام الله تؤكد أنه لن يلتقي قادة الفصائل في سوريا.

مشعل يرفض التقاء حواتمة

ردة فعل مشعل على ذلك تجلت في رفضه التقاء حواتمة، رغم موافقة الأخير. فقد اقترح أحد أعضاء لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني (عبد القادر ياسين)، التـقاء مشعل وحواتمة كمدخل لتحقيق مصالحة وطنية فلسطينية، فوافق حواتمة، ورفض مشعل، الذي لم يجد فائدة، بل ضررا في مثل هذا اللقاء، وذلك لموقف حواتمة التحريضي على "حماس" منذ ما قبل فوزها في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية، وهو الدور الذي بدأ مرحلة متقدمة وسريعة من التحريض على نتائج الإنتخابات فور ظهور نتائجها، وذلك على قاعدة ايديولوجية وسياسـية في ذات الآن.

ويعتقد مشعل إلى ذلك، أن الجبهتان الشعبية والديمقراطية لا تزالان تمارسان دورا تحريضيا ضد الحوار الوطني، رغم وجود عناصر قيادية في الشعـبية تتـنى الدعوة للحـوار، ممثلة أساسا في شخصي الدكتور ماهر الطاهر وأبو أحمد فؤاد، عضوا المكتب السياسي للجبهة.

وترى المصادر أن عباس تصرف مع الفصائل على نحو استدرجها لتطلب لقائه على نحو أراد منه:

أولا: تأكيد شرعيته كرئيس.

ثانيا: عزل "حماس" عن حلفائها.

ثالثا: "تفليش" نتائج المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في دمشق مطلع العام الحالي، واتخذ قرارات مناوئة لسياسات عباس.

وحين تأتي طلبات اللقاء مع عباس مـن بعض الفصائـل الصغيرة، فـقد كان طبيعيا أن يتصرف ويتعامل معهم باستعلاء واضح..! لقد جاء أغلبهم يطلب منه دفع استحقاقاته المالية من الصندوق القومي الفلسطيني..!! وهو ظهر مختـالا في جلسات اللقاءات مـع الفصائل، موحيا لمجالسيه كأنه حقق انجازات كبيرة جدا.

ما جعل عباس يراوده احساس بالعظمة والقوة في التعامل مع سوريا وفصائل المقاومة هو فهمه الخاص للمرونة السورية التي تتجلى الآن فـي مفاوضاتها غـير المبـاشرة مع اسرائيل، وحاجتها المفترضة للـغرب مـن أجل فـك عزلتها السياسية، وأنه بصفـته معتمدا لدى هؤلاء الخصوم، يستطيع أن يلعب دورا لـديهم. وانطلاقا من هذا الإحساس تصرف عبـاس على ذات القاعدة الأميركية التي ترى أن سوريا تعرف ما يجب عليها فعله. وافترض عباس بناء على ذلك أن سوريا يجب أن تقوم بدور ايجابي، من وجهة نظره، ضاغط على "حماس"، وتوجيه رسائل لكل الأطراف الإقليمية والدولية مفادها أنها ستساعده على ترويض "حماس"..!!

خلاصة الطريقة التي تعامل بها عباس خلال زيارته لدمشق، وفـقـا للمصادر، تراجعت فرص الحوار الوطني الفلسطيني، خاصة وأنه عاد ليشترط مجددا التزام "حماس" المسبق بشروط اللجنة الرباعية الشهيرة (الإعتراف باسرائيل، والإلـتـزام بالإتفـاقات والتـعهدات الصادرة عن منظمة التحرير الفلسطينية، ووقف المقاومة).

سبب الموقف من عبد المجيد

على كل عباس هو الذي طلب التقاء فصائل المقاومة الفلسـطينية المعـارضة لسياساته، باستثناء الجبهتان الشعبية والديمقراطية اللتان طلبتا التقائه انطلاقا من دواعـي التحالف مـعه، وجبهة التحرير الفلسطينية/جناح أبو نضال الأشقر، التي ألحت على التقائه، وكان لا يريد التقاء وفدها، حرصا على تحالفه مع جناحها الآخر في رام الله..وكذلك خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، وذلك لجملة أسباب أهمها:

1.          رمزية موقعه كأمين سر لجنة المتابعة لتحالف الفصائل الوطنية.

2.          رمزية موقعه كأمين سر لجنة المتابعة وأمانة السر المنبثقة عنها، وكلاهما منبثق عن المؤتمر الوطني الفلسطيني.

3.          حرص عباس على ارضاء الجناح الآخر الموالي له من جناحي جبهة النضال برئاسة الدكتور سمير غوشة.

4.          العلاقة التحالفية   التي تربط عبد المجيد بمشعل و"حماس".

5.          التصريحات والبيانات التي تصدر عنه بصفاته الرمزية المشار إليها ضد سياسات عباس.

ومع ذلك، فإن عباس أوعز لمن يبلغ عبد المجيد استعداده للقائه إن هو طلب ذلك، فجاء الرد أنه لا يرغب في اللقاء.

وقد جاء موقف عباس هنا ليكشف سبب الإصرار المصري على استثناء جبهة النضال الشعبي من الحوارات الوطنية الفلسطينية التي تدعو لها.

رسالة سورية لعباس

ولكن، هل فوجئ السوريون بالطريقة التي تصرف بها الرئيس الفلسطيني..؟

المصادر الفلسطينية في دمشق تنفي ذلك استنادا إلى واقعتين:

الأولى: تعمد دمشق استقبال فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" قبل يومين اثنين من زيارة عباس، حيث استقبله كلا من فاروق الشرع نائب الرئيس السوري ووليد المعلم وزير الخارجية وقد رتبت هذه الزيارة بعد فترة انقطاع غير قصيرة لزيارات القدومي للعاصمة السورية. وزيارة القدومي في حد ذاتها هي رسالة مفادها أن عباس لا ينفرد في تمثيل "فتح" فها هو لقدومي أمين سر الحركة زار دمشق قبله..!

الثانية: استقبال الرئيس السوري بشار الأسد لخالد مشعل على رأس وفد من "حماس" قبل أيام من زيارة عباس. صحيح أن هدف استقبال مشعل المعلن هو بحث امكانيات بدء حوار وطني فلسطيني، لكن اللقاء في حد ذاته يمثل رسالة مفادها أن هناك ممثل آخر للشعب الفلسطيني المقاوم.

في السياق هناك من يعتقد في دمشق أن مشعل ارتكب خطأ سياسيا برفضه الصيغة التوفيقية التي طرحت عليه لالتقاء القدومي في منزل طلال ناجي، أو أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية/القيادة العامة. أصحاب وجهة لنظر هذه يرون أنه لو التقى مشعل القدومي لأصيب عباس بقدر أكبر من الحرج جراء عدم التقائه مشعل..! وتتعارض هذه الرؤية كما يبدو مع حسابات مشعل الذي اعتقد أن عدم التقائه القدومي يسهل عليه التقاء عباس.

وتكشف المصادر في السياق ما يؤكد ما كشف عنه عباس في الإجتماع الذي عقده برئاسته للجنة متابعة الحوار الوطني بعيد عودته لرام الله من أن لقاءاته مع وفود الفصائل الفلسطينية كانت ساخنة، خاصة لقاءه مع طلال ناجي.

تقول المصادر أن طلال ناجي أكد بقوة على ضرورة التقاء عباس لمشعل ووفد يمثل "حماس"، لكن عباس رد عليه بغير المتوقع "الوحدة الوطنية ومشعل على ..."..!!

اللقاء مع الجهاد

أما في اللقاء مع الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الذي رافقه زياد نخالة نائب الأمين العام ومحمد الهندي، فقد احتد النقاش حول ملاحقة السلطة وأجهزتها الأمنية لمجاهدي الحركة في الضفة الغربية. في خضم النقاش قال عباس أنه جاهز لحل الإشكالات المتعلقة بشباب الحركة في الضفة، كما سبق له أن حل اشكالات مماثلة لشباب كتائب شهداء الأقصى..أي من خلال تخليهم عن المقاومة، والحاقهم بالأجهزة الأمنية.

في هذه المرة كان الرد غير المتوقع من نخالة الذي قال لعباس "خلي الإسرائيليين يقتلوهم أحسن". وتوتر الجو، ولكن دون مزيد من الردود.

وتؤكد مصادر حركة الجهاد "نحن لم نطلب اللقاء مع عباس..هو الذي طلبه، ونحن لم نكن نتوقع شيئا محددا منه..لم نكن نتوقع أن يقدم لنا هدية من أي نوع..اردنا فقط تجسير العلاقة معه، ومناقشة الهموم الفلسطينية، وقد وافقنا على التقائه بصفته رئيس حركة فتح، فضلا عن عدم وجود موقف فلسطيني جماعي بمقاطعته ومقاطعة فتح".

وتنظر حركة الجهاد إلى عباس باعتباره صاحب مشروع يقوم على رؤية لتحقيق السلام، معتقدا أنه لا وسيلة للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية غير السلام مع اسرائيل، وأن لا نتائج يمكن تحققها دون حوار وتفاوض مع اسرائيل..وأن فشل المفاوضات يعني فقط من وجهة نظر عباس مواصلة التفاوض، وهو ما ترى حركة الجهاد فيه تعبيرا عن الهزيمة. ولا يتردد مصدر في الحركة عن القول "الذين يحملون هذه المفاهيم يجب أن لا يكون لهم محل في قيادة الشعب الفلسطيني، ولكننا نتعامل مع عباس كأمر واقع"..!

التهدئة ليست المشروع الوطني

بالطبع، هذا الخلاف الإستراتيجي مع عباس، يقابله خلاف تكتيكي مع "حماس"، كما تكشف المصادر. وهو خلاف يتمثل فيما قاله نخالة لمشعل في اجتماع للجنة المتابعة للمؤتمر الوطني الفلسطيني، حين تحدث مشعل عن اتفاق التهدئة باعتبارها مشروعا وطنيا فلسطينيا، إذ سارع نائب الأمين العام لحركة الجهاد ليقول لمشعل هذا مشروعكم أنتم، وليس المشروع الوطني الفلسطيني..أنتم فرضتموه علينا قبل ربع ساعة من توقيعه وإعلانه".

وتخلص المصادر إلى تحديد وجهة نظر حركة الجهاد الإسلامي في الحوار الوطني الفلسطيني في أنه يمثل مصلحة لحركة "فتح" لأن استمرار الواقع الحالي في قطاع غزة يحولها إلى دولة "حماس"، ويؤهل الناس لمزيد من التطرف الديني. وترى حركة الجهاد، وفقا   للمصادر الموثوقة، أنه "لا بد من حل للواقع الحالي في غزة حتى لا يتحول المجتمع الفلسطيني فيها إلى مجتمع موتور"..أكثر من ذلك تضيف المصادر مؤكدة أن حركة الجهاد ترحب بانهيار الوضع الحالي في غزة قبل التحول نحو مزيد من التشدد"، وترى في ذلك إن حدث، "تطورا ممتازا"، وهو ما يكشف عن تفكير عقلاني منفتح لدى الحركة الإسلامية، التي لا تتسم ـ كما يبدو ـ بالتطرف الأصولي.

رؤية "حماس"

ولكن ما هي وجهة نظر حركة "حماس" في أسباب امتناع عباس عن التقاء قيادتها خلال زيارته لدمشق..؟

ابتداء خالد مشعل كلف أبو العبد، مدير مكتبه الإتصال بـ "الوطن" لينقل تحياته، وينفي أن يكون عباس بعث بزياد أبو عمرو لزيارة رئيس المكتب السياسي للحركة خلال وجوده في العاصمة السورية، خلافا لما تم تسريبه في وقت سابق، وأكد أن أبو عمرو لم يزر مشعل، ولم يلتقه.

الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة يلخص بدوره موقف عباس الممتنع عن التقاء "حماس" بوجود "سبب خارجي، وليس مؤسسا على تقدير مصلحة فلسطينية". ويقول "بشكل محدد ممنوع على عباس والسلطة و"فتح" اللقاء أو الحوار مع "حماس". يوجد فيتو اميركي، وفيتو آخر لدى اللجنة الرباعية على ذلك. وقد كان هذا واضحا حين طالب عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الإتحاد الأوروبي في مؤتمر برلين مؤخرا برفع الفيتو عن الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وقد ردت عليه كونداليزا رايس وزيرة خارجية اميركا مباشرة أمام عدسات التلفزة العالمية.

هناك شرط اميركي يربط بين محاورة السلطة لـ "حماس"، بالتزامها بقرارات الشرعية الدولية".

وينفي أبو مرزوق أية علاقة لرسالة بعث بها مشعل لقادة عرب في اتخاذ عباس موقفه برفض لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة اسلامية. ويقول أبو مرزوق "تقدم الكثير من الحجج بين يدي حقيقة الموقف، منها هذه الرسالة التي لا تمنع حوارا، ولا تمنع تحقيق مصالحة، إذا كانت هناك ارادة سياسية، وقدرة على اجراء الحوار، لأن الحوار مصلحة راجحة للشعب الفلسطيني، ومصلحة للرئيس أبو مازن نفسه بشكل أكثر وضوحا". ويحدد أبو مرزوق ثلاثة أسباب لذلك هي:

الأول: أن شرعية رئاسته لا يمكن أن تستمر   في ظل الإنقسام وغياب انتخابات جديدة للرئاسة، وبالتالي فالوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام شرط للإنتخابات.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 4526
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-07-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم