بقلم :

في بادئ تشكيل أي حكومة أردنية يكون هناك شعار يحسبه المقربون لدولة الرئيس وكذلك البيروقراطيون مفتاحا أول مدخلا لعمل الحكومة عند ولادتها الطبيعية، فقد سمعنا كثيرا شعارات وألوان مشابهة للشعارات النيابية وكذلك الوحدوية العربية منذ أكثر من نصف قرن، وخاصة بعدما دخل الأردن في نصف القرن الماضي مرحلة جديدة تمثلت برؤساء أردنيون أبرزهم وصفي التل وهزاع المجالي وغيرهم، ففي السابق لا تحتاج الحكومات إلى إدراج عنوان أو شعار يمثل الهيئة العامة وبرنامج الحكومة، فاعمل كان على مقدار جهد والتخطيط السليم والإدارة الناجحة، وكذلك بما تغرفه الحاجة الوطنية من قدر الإمكانات في هذا البلد الأصيل ( على قدر أهل العزم تأتي العزائم)، وتنجح الحكومات المتعاقبة في وعودها للشعب بما يجب وعلى اكمل وجه، حتى أصبح هؤلاء الرؤساء والمسؤولين الذين تطول القائمة بهم رموزا وشعارات على ألسنة الناس، أي بمعنى هم الذين صنعوا التاريخ المشرف لبلدهم والشعب منحوهم ألقاب بقيت وستبقى ماثلة إلى يومنا هذا وللأبد.

اليوم الصورة مختلفة تماما فألوان الحكومات الأردنية منذ مطلع الألفية مختلفة وكلا حسب ذوقه وشغه بالون الذي يناسبه، وليس سرا حتى يكون للحكومة كريزما أو تكتيك تعمل من أجل الشعار الذي أطلقته أو اللون الذي أحبته.. فهناك حكومة بيضاء وحكومة زرقاء وحكومة حمراء تردد كثيرا الخط الأحمر،، وغير هذا من الألوان ما أنزل الله بها من سلطان..

وللأسف الشديد وعلى الرغم من أقناع المواطن من أن الحكومات ستعالج مشاكلهم وتلبي كافة مطالبهم وتسمع لجميع قضاياهم ومشاكلهم، إلا أنها وبأشد العبارة بآءت بالفشل، فالمواطن أصيب بعمى الألوان ولم يعد قادرا على التمييز، أصبح همه اللون الأصفر أي لون الرغيف والحكومات تعلق على اللون الأسود لا أريد أن أقول بأنه يدل على القتام والغموض، بل إلى مادة البترول بين الرفع والتخفيض لسنتيمترات..

على العموم نريد في الأيام القادمة أن تشكل حكومة بدون شعارات وعناوين، نريدها كما يقال على البركة أو السبحانية، وإذا كان لا بد من اختيار اللون المفضل، فالشعب الأردني منذ أن نشأ على هذه الدولة الأردنية وعوده أخضر إلى هذا اليوم يفضل اللون الأصفر وليس المقصود هنا بما يدل عليه هذا اللون كما أسلفت آنفا بلون الرغيف، ولكن لأن القاعدة لديه أن اللون الأصفر عند الأردنيين يدل على الغيرة على بلده ، وبعبارة أخيرة نريد حكومة صفراء.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا