عنصرية مالية ترفية

11-07-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

خبر أغرب من الخيال قرأته اليوم في الصحافة الأردنية الإليكترونية مفاده أن بعضا ممن أفسدهم المال والأهل الفاسدون من طلبة أغلى الجامعات الخاصة رسوما وأضعفها وأسوأها تعليما وأردأها خلقا.. رفعوا مذكرة لرئاسة جامعتهم مطالبين برفع الرسوم المرتفعة أساسا بغرض احتكارها لأبناء طبقة الأثرياء. لأن عيون نيافاتهم ومعاليهم وسعاداتهم تتأذى حين ترى شخصا مثل خميس بن جمعة مثلا.. يجرؤ على الجلوس على مقعد جامعي بجانبهم. تلك إهانة لمكانتهم يجب أن تنتهي. وكيف؟ برفع الرسوم إلى درجة لا يمكن معها بقاء فقير في تلك الجامعة.. يا رب سترك.. إن صح هذا الخبر فهو بداية لانتشار نوع جديد من العنصرية والنظرة الدونية التي ينظرها أبناء الذين أثروا ثراء فاحشا من امتصاص ثروات ومؤسسات هذا البلد المبتلى. تجاه أبنائه الآخرين ممن شقوا على ترابه وقضوا هم وآباؤهم العمر في خدمته دون أن تنتفخ جيوبهم. إن بروز مثل هذه الفئة الغنية بالمال والفقيرة بالأخلاق والتربية والمشاعر وكل ما هو إنساني أمر ينذر بمستقبل من الصراع الطبقي والتمزق الاجتماعي وانهيار بنية المجتمع. سببه هو احتكار الثروة بأيدي فئة من المجتمع لا ترحم .. بل لا يروق لها حتى أن ترى أبناء الشعب إلى جوارها في أي مكان. مثل هؤلاء ينبتون في المجتمع بدعم ورضى رسميين.. ونتيجة سياسات اقتصادية يطبل لها مطبلون كثيرون. تسعى عن سابق قصد وتصميم إلى تحويل أبناء البلد إلى كائنات غير مرغوب بها ستنتهي إلى إقامة مخيمات أو كيبوتسات أو (جيتوات) خاصة يمارس علينا فيها حجر صحي حتى لا نؤذي أنظار أبناء طبقة الكريما.. إذ ما معنى أن يصار إلى تخفيض ضريبة الدخل التي يدفعها الأغنياء وبالمقابل رفع ضريبة المبيعات التي يدفعها الجميع؟ ما معنى هذا إن لم يكن دعما رسميا لسياسة تعميق الشرخ بين الطبقتين وإذابة ما بينهما من طبقة وسطى؟ إن مثل هذا الخبر لا ينبغي على الإطلاق أن يمر ببساطة. وعلى كافة قوى الشعب بل على كل الشعب أن يهب مطالبا بمحاكمة هؤلاء بتهمة ممارسة العنصرية بأبغض وأوسخ أشكالها. لأن تنامي مثل هذه السلوكات الشاذة سينتهي بالتأكيد بمجتمعنا إلى هاوية. ولا غرابة أن نرى في قابل الأيام مطاعم وأماكن وأندية مكتوب على بابها (ممنوع دخول الفلاحين والفقراء والكلاب والذين لا يرتدون الخصر الساحل.. واللواتي يغطين السرة..مثلا) http://atefamal.maktoobblog.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا

طباعة

المشاهدات: 8893


1 -	ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.	11-07-2008 04:00 PM سرايا
لا يوجد تعليقات