بقلم : الدكتور محمد أبوعمارة

اختلاط سكان المدن بسكان الريف وسكان الريف بسكان البادية ، وامتزاج سكان البلد الواحد بكافة مدنه وقراه يكسبه طابعاً معيناً وهوية خاصة تميزه عن باقي الشعوب، لذا تجد الشعوب المتحضره تتحدث لكنة واحدة، ومتقاربه جداً برغم اتساع المساحة وطول المسافة، وعكس ذلك يؤدي للانغلاق، فانغلاق سكان مدينة أو قريه على أنفسهم يؤدي لقلة التواصل وللتمركز حول العشيرة او القرية او البلدة، لذا عمدت الحكومات التي تسعى لأكساب أفرادها هوية وطنية قومية وليس هوية عشائرية عمدت لمزج السكان معاً وسهلت أمور تواصلهم وكان ذلك يبدأ بخطوة اولى وهي عمل شبكة مواصلات سهلة وميسره تساعد الفرد على الانتقال من مدينة لأخرى بسهولة ويسر، يتيسر لكل شخص شراء سلعة ما من مدينة تبعد عن مدينته الكثير ومن هنا تجد أن هناك مدناً تميزت بصناعة ما وأصبحت مزاراً لجميع من يرغب بتلك السلعة أما ضعف شبكة المواصلات فسيضطر لأن تكون كل مدينة عبارة عن دولة مصغرة ...

ولدى دراسة واقع المواصلات الموجودة في الأردن نجد أنها تخلو من السهولة واليسر فمن الصعوبة جداً ان ينتقل المواطن بالمواصلات لعدة اسباب منها غلاء الأجرة، وقلة وسائل المواصلات وعدم تنوعها، إضافة لسوء الطرق بشكل عام .

ولدى دراسة أي دولة من الدول المتقدمة تجد أنه من ضمن بنيتها الأساسية هناك خط للقطار السريع الذي لا يقف الا في محطات معينة، وبالعادة يكون ذو سرعة عالية وذو أجر منخفض لذا نجد أن معظم سكان هذه المدن يميلون لاستخدام القطار في التنقل من مدينة لأخرى وأصبحت ثقافة القطارات موجودة في جُلّ دول العالم.

ومن العحيب بالموضوع أن الأردن إبان حكم الدولة العثمانية كان يضم شبكة الحجاز للقطارات التي تربط شماله بجنوبه أما الأن فهو يخلو من هذه الوسيلة التي اصبحت من أساسيات الحياه والتي قد تؤدي لحل العديد من المشاكل ومنها العنف الجامعي والعشائرية والتعصب التي يتناولها معظم كتابنا بالدراسة والتحليل .

فلو وجدت وسلية مواصلات – مثلاُ – بين عمان ومعان أو العقبة والكرك واربد لأصبح بإمكان الشخص أن يعمل في عمان ويعود بنفس اليوم لعائلته في معان –مثلاً- .

لذا اعتقد أنه من الحري بنا ومن واجبنا أن تأخد الحكومة الحالية على عاتقها واجب تحسين المواصلات والعمل على ربط المدن بوسيلة مواصلات كالقطارات السريعة .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا