حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20958

من مخيّم عايدة .. ثغرة نحو القدس

من مخيّم عايدة .. ثغرة نحو القدس

من مخيّم عايدة ..  ثغرة نحو القدس

25-03-2014 07:34 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - لا تفصل سوى أمتار قليلة مخيّم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمال بيت لحم عن مدينة القدّس المحتلة، لكنّ جدار الفصل العنصري أمسى في الأعوام الماضية عقبة أمام عودة جغرافيا المكان إلى طبيعتها، وتمكّن سكّان هذا المخيم من ممارسة حياتهم التي اعتادوا عليها دون عوائق.

ووجد ناشطون وشبان في المخيّم هدم مقاطع من جدار الفصل العنصري سبيلا للتعبير عن رفضهم للجدار الذي يضيّق على حياتهم، وفي محاولة من جانبهم لكسر الحصار المفروض على مدينة القدس وإزالة لكافّة الحواجز التي تحول دون حرّيتهم في أرضهم.

وأثار الأمر حفيظة الاحتلال وكافّة أجهزته الأمنية، التي حوّلت كامل المخيّم إلى ثكنة عسكرية، واعتدت بشكل غير مسبوق على سكّانه، فيما يصفها المتابعون ردود فعل الاحتلال بغير المسبوقة، والانتقامية، على اعتبار افتتاح الثّغرة كان السابقة الأولى في هذا الموقع الأكثر حساسية مع الاحتلال في محيط مدينة القدس.

ثغرة وطنية
وهذا الأمر يؤكّده الشّاب حسين أبو عكر أحد سكّان المخيّم الذي يبين أنّ اعتداءات الاحتلال تكثّفت، بعد تمكّن شبّان المخيّم من هدم مقطع من جدار الفصل العنصري، وإحراق كامل للبرج العسكري المقام وسط المخيم.

ويقول: "في إطار الردّ على جريمة مخيّم جنين، شارك مختلف الشّبان المنتمين إلى كافّة الفصائل الوطنية والإسلامية في فتح الثّغرة بالجدار وهدمها، ما يؤكّد أنّ جدار الفصل العنصري هشّ وضعيف، الأمر الذي يعدّ السّابقة الأولى في المخيّم الذي يشهد محيطه على الدّوام تعزيزات كبيرة من جانب جيش الاحتلال".

ويبين أنّ اعتداءات الاحتلال توزّعت ما بين إطلاق الرّصاص على المواطنين والسّكان وإصابة عدد من الشّبان والنّساء، إضافة إلى اعتلائه لأسطح عدد من المنازل وخاصّة منزل عائلة أبو عكر ومركز لاجئ، ونشر قنّاصتها على أسطحها، كذلك الانتشار المكثّف وحملات التفتيش والتهديد وإجلاء لعدد من العائلات عن منازلها، في اعتداء هو الأكبر من ناحية الحجم منذ سنوات.

ويبين أبو عكر أنّ الاحتلال رغم استبداله للمقطع الاسمنتي المهدّم بالجدار، ما يزال يواصل تكثيف تواجده واعتداءاته على السّكان داخل المخيم، بما يشير إلى أنّ الاحتلال مصدوم ويردّ بشكل عنيف على ردود شبّان المخيّم على الجنود الذين أصيب عدد منهم بجراح في التوغّلات التي نفّذها بالمخيم خلال الأيام الأربعة الماضية.

شوكة للاحتلال
من جانبه، يبين النّاشط في المقاومة الشّعبية منذر عميرة أنّ الاحتلال يرى في وجود المخيّم الاستراتيجي المجاور تماما لمدينة القدس ومسجد بلال بن رباح (قبّة راحيل) أكبر خطر وتهديد لجنوده ومستوطنيه، وهذا ما يفسّر حشوده الدائمة في محيط المخيّم، وحجم الاعتداءات التي رصدت مؤخّرا.

ويبيّن أنّ ما يقلق الاحتلال أكثر هو تكرار المظاهرات الشّعبية الرّافضة للاحتلال قرب الجدار وموقع (قبّة راحيل)، لافتا إلى أنّ فتح الثّغرة بهذا الحجم هو إنجاز للمقاومة الشّعبية، إضافة إلى أنّ استفزاز الجيش كان الإنجاز الثاني للمقاومة الشعبية أيضا.

لكنّ عميرة يبين بأنّ مقاومة المخيّمات للاحتلال تستهدف إيصال رسالة للاحتلال بـأنّ المخيمات الفلسطينية باقية تقاوم، وتريد إيصال صوتها ومعاناة أبنائها وظروف المعيشة القاسية والصّعبة داخل المخيمات، إضافة إلى أنّ اللاجئين يريدون إيصال رسالة للسلطة تؤكّد أنّ أبناء المخيّمات لن يسكتوا عن حقّهم، وسيواصلون نضالهم من أجل التحرير والوصول إلى حلّ عادل وهو العودة إلى قراهم وديارهم التي هجّروا عنها، وأن لا خيارات لتفويت حقّهم.

ويؤكّد أنّ مخيّم عايدة الموجود على حدود القدس الجنوبية، سيبقى شوكة تؤرّق الاحتلال، بأبنائه ورفضهم للاحتلال ولخططه، حتّى يستجيب الاحتلال لحقّهم في العودة ورفع يد الاحتلال عن الأرض الفلسطينية.

انتهاك الحدود الوهمية
أمّا الناشط محمد بريجية من بيت لحم، فيوضّح أنّ ردّ الاحتلال كان عنيفا جدا ونفّذ حملة مسعورة وغير مسبوقة في المخيم، لأنّه يعتبر هدم الجدار انتهاك لحدوده الوهمية وحدود عاصمته المزعومة، لافتا إلى أنّ الاحتلال يريد عزل الفلسطينيين عن مدينتهم، والحيلولة دون تمكنّ الفلسطينيين من التواصل مع بعضهم بالضفّة أو بالقدس.

ويلفت إلى أنّ الاحتلال من خلال هذا السّلوك الذي نشهده في مخيّم عايدة، لا يريد للفلسطينيين حرّية الحركة، ولكنّ الفلسطينيون مصرّون على الحركة رغم ما يسلكه الاحتلال وهذا تحدّاه سلوك شبّان مخيّم عايدة الذين اخترقوا الجدار وتحدّوا كافّة إجراءات الاحتلال وتحصيناته.

ويدعو بريجية إلى تصعيد عمليات هدم وإحداث ثغرات في الجدار العنصري، معتبرا هذا الجدار غير قانوني ولا يمثل الحدود، لأنّ حدود الدولة الفلسطينية من البحر إلى النهر، معتبرا بأنّ مقاومة مخيم عايدة جزء من مقاومة المخيمات الفلسطينية العنيفة للاحتلال وتأكيد على دورها المحوري في الصّراع مع الاحتلال.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20958

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم