حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25676

حضارة البنيان أم حضارة الانسان

حضارة البنيان أم حضارة الانسان

حضارة البنيان أم حضارة الانسان

06-02-2014 10:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور محمد أبوعمارة
كيف تقاس حضارة الشعوب ؟! سؤال يحتاج الى تفكير سابر وعميق فهل يقاس بالبنيان ام بالإنسان ؟!
روى احد اصدقائي قصة اثارت تفكيري، فقال لي : انه ومن خلال عمله الرسمي قام بمرافقة احد الوفود الرياضية الغربية في جولة في العاصمة الاردنية عمان واثناء تجوالهم كانت الجامعة الاردنية احدى محطات التجوال وفي اثناء ذلك توجه مدير الفريق المشارك بسؤال استنكاري لصديقي سائلاً اياه : هل عندكم في هذه المنطقة حيوانات ضاله او شرسه، فقال صديقي: التفت يميناً ويساراً فإذا بي في منتصف شارع الملكة رانيا المقابل للجامعة الاردنية فأجبته: طبعاً لا ، ألم تلاحظ ان هذه المنطقة مكتظة بالسكان فمن اين ستأتي هذه الحيوانات؟؟! فقال لي بإستهجان : اذاً لما تصنعون هذه السياجات من الحديد في وسط هذا الشارع السريع الخطير !!!، يقول لي صديقي: أدهشني التساؤل ولم اعرف ماذا أجيب، الى هنا انتهت رواية صديقي، لأكمل انا الرواية، فأنا اسكن بقرب شارع الجامعة وأشهد العديد من حوادث الدهس في هذا الشارع وحوادث التصادم القاتلة، فبرغم جسور المشاة والانفاق والممرات الا انني اشهد العديد والعديد من قافزي الحواجز والذين يعرضون حياتهم للخطر لا لأي سبب سوى الثقافة والحضاره السائده، وفي هذا الشارع تحديداً نسمع كل يوم عن حالات وفاة جرّاء قطع الشارع من المشاه والسرعة من السائقين مع العلم انه من اكثر شوراع الاردن تجهيزاً بجسور وأنفاق المشاه ، ولكن هل هي ثقافة الشارع ؟؟ وهل يعكس هذا بشكل أو بآخر شكلاً من أشكال الحضارة بشقها السالب وهنا اعود للتساؤل في بداية المقال لاذعن بأن الحضارة لم تكن ابداً حضاره بنيان وانما هي حضارة انسان فعندما نوظف طاقاتنا للسمو بالانسان اخلاقاً وسلوكاً وادباً وتطويراً لابد وأن نتائج ذلك كله ستعود بالتقدم والابداع في البنيان والجوانب الاخرى من الحياة ... وهذا ما سعت اليه بعض الحضارات ومنها الغربية برغم أنني لست من المفتونين بتلك الحضارة بل وعلى العكس لدىّ العديد من التحفظ على جوانب كثيره فيها الا أنني لا استطيع انكار انهم قد جندو انفسهم للسمو بالانسان فنجحو بنسب متفاوته وهذا ما نلمسه – وللأسف- لدى التعامل مع ابناء هذه الثقافات من سمو بالاخلاق خاصة في جانب التعاملات مما انعكس اثره ايجابياً على تقدم شمل معظم جوانب الحياه ...
فهل يا ترى من الممكن ان نجند طاقاتنا كتربويين وكقياديين للسمو بالانسان الاردني لنصل الى ما وصلوا اليه؟ علماً أن هذا كله هو جزء يسير مما دعا اليه سيد البشرية محمد عليه السلام وجزء من الدين الاسلامي ...
وهل يا ترى سأقود سياري في شارع الجامعة دون ان ارى ذلك السياج الحديدي في منتصف الطريق ؟!!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25676
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم