حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2039

أنيـــــــنْ

أنيـــــــنْ

أنيـــــــنْ

12-06-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 لأننا تعودنا دائما أن لا نكتب سوى عن الحزن والألم والحسرة والمعاناة التي يعيشها البشر منا وما يتعرضون له في حياتهم من ويلات ومصائب ومكائد بحثا عما يخفــف مصابهم ويشفي جرحهم . هي رحلة البحث عن منطقة الألم ومحاولة تحسسها ووضع الآصبع على منطقتها أن أحسنا تشخيصها ووصفها بدقة متناهية لأن حتى الأطباء يخطئوا كثيرا في وصفهم للحالات واعطاءها العلاج الصحيح فإن لم يكن فحتما ستكون مضاعفاتها كثيرة وقاتلة وهي ما لا يريده أحد في قرارة نفسه لأن أهم مقومات انسانيتنا أن نرى السعادة والفرحة وراحة البال ترستم على وجوه البشر وليس همنا (( التنغيص )) عايهم والاجهاض على احلامهم وكل ما يسعون لتحقيقة في مختلف مناحي الحياة التي يحلمون في تحقيقها أو التعبير بحرية عما يجيش في اعماق صدورهم لأن الهم الأول هو وصف الدواء المناسب لحجم الألم والمعاناة للمساعدة في تخفيفها وليس استمرار الألم . الحزن في عالمنا أصبح الهم الأكبر الذي يسيطر على قلوبنا وتراه كل يوم عيوننا .. عيوننا عندما تنظر حولها في مختلف الاتجاهات وكأننا طلبنا في هذه الحياة أن نبحث عن التعاسة والمآسي ولا نجد الفرحة او البسمة الا في لحظات نادرة ونتعامل معها كأنها سحابة فائتة ما تلبث ان تشرق عليها الشمس لتبددها وتزيل تلك الفرحة عن وجوهنا (( المكشرة )) والمتلبدة بالغيوم الحزينة ,, الحياة يجب أن نعيشها بحلوها ومرها وعلقمها الذي هــو ما نتذوقه فيصبح الأنين يلازم قلوبنا المجروحة او المشروخة او المقسومه في مناطق كثيرة وكأن كل منطقة من هذا القلب يعيش على لحظته الحزينة بدون أمان وفرحة وسكينة فقد ابتلي هذا القلب بما ابتلي لتصبح المعاناة وعدم انتظام دقاته هي لحظات في جوفه حزينة قد تعايش معها رغما عن ارادته الحرة.. ننظر الى الغد بأمل لنعيش خيراته ومسراته فيأتينا حاملا محملا بالهموم والمآسي بسحب كثيفة متلبدة بسمائنا وفوق رؤوسنا تكاد تصب جام غضبها على رؤوسنا لأنها لا تريد لنا أن نفلت من قبضتها بل تشيح بوجهها عنا لترسم السواد من حولنا بظلمة القــبر حيث لا يوجد فيه بارقة أمل ان نرى من خلاله نورا ولو بعد حين ,,, فتسدل علينا عتمتها لتبقينا نأن ونحمل المعاناة في قلوبنا بجراح مفتوحة نزفها لا يتعرف التوقف . ليس من الحكمة أن تسمع (( أنين )) البعض أو صدى صوته يتردد في آذانك ولا تعرف كيف تقدم لهم المساعدة اللازمــة لأنك لا تملكها وهم ليسوا بحاجة الى كلمة انما بحاجة الى فعل يساندهم كي يخلصهم من تلك المعانة المتلازمة لحياتهم وانت ومن حولك العالم ينظر اليهم ولا يترحم عليهم حتى عندما يصبحون جثثا هاتمة بفعل اسلحة غير تقليدية تفتك بأجسادهم ولا تسمع سوى التنديد والاستهجان او كلمات بسيطة من قاموس السياسيين لا تمت للانسانية بصلة بل اصبح الصمت يطبق على أفواههم وألسنتهم لم تعد قادرة على الحراك وأن تكلمت فطابعها التلعثم في اختيــار المفردات والمصطلحات التي تعبر عن واقع الحــال ,,, لكن البعض هوايتهم في ان يروا ذلك في عيونهم وهمهم أن تزداد المعاناة وتفتح الجروح ولا تجد من يعينهم على إغلاقها . لكن في اثناء جلوسك في هذا الكون الفسيح والتنقل بين أرجائه وأنت تشتم نسمات هوائه سواء كان عليلا ام ملوثا بسمومه المختلفة لا يلبث البعض أو اصبحت مهنتهم في الحياة هي تصويب سكين من الألم الى قلبك وإن لم يقم بغرسة كاملا لتكون النهاية المريحة بل يضغط على تلك السكين بقــوة قبضــة يدية على (( جرعات )) ودفعات لا تريحك .. لتبقى تتألم فاصبحت يده تمارس هوايتها على جسدك في كل الأوقات وهذه الهواية التي يمارسها بجبروته هو أن يسمعك (( تأن )) تحت وطآته المتعددة القوالب وأنت ترزخ تحت أقدامه أو تبقى على مرآى من عيونه وهي تراقبك وهو يــشعر بشهيقك وزفيرك لأنها أصبحت هوايته المفضلة هي تعذيب البشر وملاحقتهم في كل صغيرة وكبيرة لأن خطوطهم المتلونة تحتلف عن الخطوط العامه المرسومة المعلنة لتستمر المعاناة مرات تلوها مرات ولا ثغـرة في جدار الزمن تستطيع من خلالها ان تنظر لتزيل المعاناة ولو للحظات قليلة , لأنك اصبحت محاط حولك بجملة من القوانين عــفــوا السكاكين الحادة التي تصوب نحوك والهدف أنت .. ولم يعجبهم دائما سوى سماع أنينك لأنها النغمة الوحيدة التي تسعد آذانهم بسماعها عبر أثيــــر كونهم .
 
Dolat19@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2039
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-06-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم