28-05-2010 04:00 PM
قبل أن تصعد روحها الى السماء بساعتين تقريبا، كانت تنادي بأسماء أولادها الثلاثة الذين تركوها في ملجأ العجزة و المسنين منذ سبعة شهور. تصمت برهة، ثم تتصفح ذكرياتها مع تجول عينيها في مساحات صورهم الموضوعة قرب مخدتها و كأنها تبحث عن بريق أمل في أن تقبّلهم و تضمهم قبل الرحيل! و عندما أجهشت بالبكاء بسبب آلام شديدة في صدرها، أشارت الى قلبها الضعيف بأصبعها الذي لم يكف عن الإرتعاش، مثل بقية أصابعها، و قالت لرفيقتها في الغرفة: " إنهم هنا، و ليت الذين لم يغيبوا عن عينيّ يزوروني لمرة واحدة كي أروي ظمأي، فقد تركوني في منتصف حبهم ! ليت الذين كانوا يناموا على سرد قصصي فوق دفئ ساعدي أو حضني ، و يمشوا ورائي و أنا أحضر الطعام أو الدواء لهم أو أشتري ملابس العيد أن يسمعوا صوتي لأن ، حتى صوتي، قد إشتاق الى آذانهم !" يذكرنا المشهد السابق، الذي يدل على أقصى درجات العقوق، بأولئك الزملاء و المدراء و المسؤولين في كل المواقع، أبناء الوطن و مؤسساته، الذين قست قلوبهم علينا و على الوطن عندما تمكنوا و تولوا مناصبهم، رغم أننا و الوطن كنا الأكثر وفاءا و إخلاصا و سندا لهم ، و تركونا و نحن ،في حالة الوهن !، نلملم جراحنا ، و نسوا الوطن و قد أكلوا حقوقنا و حقوق أسرنا و أنكروا جميل الوطن و جميلنا. إنها مناسبة أن نقول لمن ينكر الجميل: حسبنا و الوطن الله و نعم الوكيل shafiqtdweik@yahoo.com
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-05-2010 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |