حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17468

كيف يعيش الأسرى في سجون الاحتلال في ظل البرد القارص ؟

كيف يعيش الأسرى في سجون الاحتلال في ظل البرد القارص ؟

كيف يعيش الأسرى في سجون الاحتلال في ظل البرد القارص ؟

12-12-2013 06:14 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - فصل الشتاء يثير في العادة مشاعر متضاربة عند الناس، لكن صنفاً من الناس اجتمعوا على أن هطول أمطاره كانت لهم بمثابة أمل يشعرهم بالحياة، ويخرجهم من ظلمات العتمة إلى أنوار الحرية والانطلاق.

فقد أجمع أسرى محررون اتصلت بهم دنيا الوطن على أن للشتاء داخل السجون طعماً آخر مختلف عنه في خارجها، فقطرات المطر التي تتساقط من بين فتحات السقف المرتفع لساحة الفورة كانت تأخدهم لتنطلق بهم إلى فضاءات الحرية بعيداً عن قسوة السجن وتعذيب السجان.

فرغم المشاكل الكثيرة والقسوة الكبيرة لبرد الشتاء القارس داخل غرف السجون إلا أن للشتاء عند الأسرى طقوساً لا يمكن إلا أن تكون عندهم داخل تلك السجون.

الأسير المحرر حمودة صلاح وقد كان محكوماً بالسجن لاثنين وعشرين عاماً قضى منها اثني عشر عاماً وخرج في صفقة تبادل الأسرى عام 2010 بين حماس والاحتلال الأسرائيلي (وفاء الأحرار) يستذكر آلام الشتاء داخل غرف السجون، التي يرى أن أشدها هو البرد الشديد داخل تلك الغرف التي لا يتحكم الأسرى بشبابيكها التي يجبرهم السجن على ابقائها مفتوحة بحجة أمنية.

فالأغطية المتوفرة حسب وصف صلاح لا يحتملها الإنسان لسوئها وقلة نظافتها، عدا عن منع الاحتلال لدخول أغطية أخرى من خارج السجون، ومنع وسائل التدفئة الكهربائية كالدفايات مثلاً.

وعن أمر آخر يجعل من الشتاء قاسياً داخل السجون، يثير صلاح الانتباه إلى عمليات التفتيش الليلي لغرف الأسرى، فالاحتلال يقتحم الغرف ويخرج الأسرى إلى ساحة الفورة وسط البرد القارس والأمطار المتساقطة، ويخرج معهم أغراضهم وملابسهم وكل حاجياتهم وتترك عرضة لمياه الأمطار التي تأتي على كل شيء فتفسده حسبما يقول المحرر حمودة صلاح.

ويستذكر صلاح بحرقة كيف أن مصلحة السجون كانت تتعمد نقل الأسرى من سجن لآخر أو إلى العيادات في الشتاء، حيث يمكث الأسير في كثير من الأحيان أكثر من 10 ساعات في البوسطة( وهي عبارة عن باص جميع المقاعد بداخله حديدية تستخدمه مصلحة السجون لنقل الأسرى من مكان لآخر) التي يصف الجلسة فيها بالجلوس على "لوح من الثلج".

ويضيف:"لم يكونوا يسمحوا للأسير المنقول عبر البوسطة إلا بلبس لباس خاص عبارة عن بنطلون خفيف وقميص من نفس القماش وسط أجواء برد قاسية ما يجعل رحلة النقل عذاباً فوق احتمال البشر".

وكم كره الأسرى زيارة ذويهم في فصل الشتاء رغم اشتياقهم ولوعتهم للقياهم، كما يقول حمودة صلاح، بسبب المعاناة التي كانوا يعانونها أثناء رحلة الزيارة، فالتفتيش العاري كان ينزع عنهم ملابسهم وسط أجواء الشتاء الباردة جداً ، عدا عن ساعات الانتظار تحت المطر قبل الدخول إلى الزيارة.

لكن حمودة صلاح لم يخف حالة السعادة التي كانت تعتري الأسرى لحظة سقوط المطر وسماعهم لصوت الرعد ورؤية البرق، مؤكداً أن هذه الأجواء كانت تعيد للأسرى ذكريات طويلة، وتعطيهم شعوراً بأجواء الحرية، وتحلق بهم خارج زنازين الأسر ليعيشوا لحظتها فرحة غامرة تخفف عنهم مصاب السجون.

وأشار إلى تجمع الأسرى خلال فصل الشتاء في سهرات بعد صلاة العشاء وتناولهم لمشروب الشاي أو السحلب الساخن وحديثهم عن الذكريات الجميلة خارج السجون.

أما الأسير المحرر عبد الهادي غنيم "أبو ثائر" والذي كان محكوماً بالمؤبد ستة عشر مرة إضافة إلى 480 عاماً قضى منها ما يزيد على 23 عاماً فيوافق حمودة صلاح في حديثه عن ردائة الأغطية ومحدوديتها ورفض الاحتلال واعاقته لدخول الأغطية التي قد يرسلها أهالي الأسرى لأبنائهم داخل السجون.

ويرى أبو ثائر أن التفتيش الليلي لغرف الأسرى في فصل الشتاء يعد أمراً مؤلماً جداً للأسرى، الين يتم إخراجهم بملابس النوم إلى الفورة وسط الرياح والزوابع والامطار ما يجعل في نفس المناضل الأسير المقيد حرقة لا يعرف لهيبها إلا من عاشها، كما يقول.

ويتفق أبو ثائر مع زميله صلاح في حديثه عن مشاعر الفرحة التي تعتري الأسرى لحظة هطول الأمطار فيقول:" عن سقوط المطر يعتري الأسير حالة من الفرح لا يمكن وصفها بالكلمات ويصعب الحديث عنها، فهي مزيج من الشعور بالراحة والأمان والهدوء والسكينة والحرية والانعتاق من القيد".

ويؤكد أن الأسرى في أوقات البرد يلجؤون إلى السهر الجماعي والاقتراب من بعضهم البعض ليشعروا بالدفء عدا عن شربهم للمشروبات الدافئة، والاعتناء بشكل كبير بإخوانهم المرضى من الأسرى عبر تزويدهم بالمشروبات الدافئة وصنع الشوربات ومحاولة علاجهم بشتى الطرق ليعودوا إلى حالتهم الصحية الطبيعية والجيدة.

أما الأسير المحرر نادر أبو تركي والذي كان محكوماً خمسة عشر عاماً قضى منها تسعة أعوام فيرى أن الأسرى المرضى داخل السجون يشكلون حلقة قاسية من حلقات العذاب في فصل الشتاء الذي يرمز للخير عند كل الناس.

فالتعامل الإجرامي الذي تمارسه مصلحة السجون ضد الأسرى المرضى يجعل مرضهم وحالتهم الصعبة فصلاً جديداً من فصول التعذيب المنظم، في غياب متعمد للعلاج رغم وجود ما يطلق عليها "عيادة السجن" كما يقول المحرر نادر.

ويضيف:" الممرضين والأطباء في هذه العيادة يتلذذون على معاناة الأسير، وهي لا تقدم للأسرى المرضى أكثر من شرب الماي وحبة الأكامول كعلاج سحري لكل شكواهم وآلامهم".

ولفت أبو تركي النظر إلى ناحية لم يأت على ذكرها أحد من زملائه المحررن السابقين وهي تتعلق بالأجواء الروحانية التي تسود أقسام السجن لحظة هطول الأمطار، فيقول:" في السجن يعلم الأسرى أن الدعاء مستجاب لحظة هطول المطر فيهرعون إلى الصلاة والدعاء والاستغفار ويتمنون على الله أن يكرمهم بالنصر والحرية في أسرع وقت ممكن".

هذه شهادات ممن تحرروا وينعمون اليوم بدفء عائلاتهم، لكن أسرى آخرين لا زالوا داخل السجون يعيشون شتاء يتلوه شتاء على أمل بحرية قريبة وشتاء دافئ بصحبة العائلة والأهل والأحباب.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17468

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم