بقلم :
اعتذار الاردن الرسمي عن استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو يتوافق مع موقف الاردن الشعبي الذي لاقى ارتياحا ورضى في اوساط الاردنيين وهم الذين لايتذكرون شيئا او حدثا واحدا ايجابيا منذ توقيع اتفاقية وادي عربة بين الاردن واسرائيل منذ ما يقارب عقدين من الزمان بل على العكس تماما ازدادت كراهية الاردنيين لاسرائيل وطواقمها الحاكمة المتتابعة .
فيوميا يقتل اخوانهم الفلسطينيون بدم باردفرادى وجماعات والسجون الاسرائيلية مكتضة باعداد كبيرة من المناضلين والمناضلات والقوات الاسرائيلية تقتلع اشجار الزيتون وهم بذلك يؤكدون ان لاسلام بيننا وبينكم . نتينياهويمس باستمرار مشاعر المسلمين ويحاول باستمرار انكار قدسيتها في نفوسهم ونفوس المسيحيين فهو القائل ان القدس لم تذكر صراحة في القرآن الكريم بينما يرد ذكر القدس عشر مرات في التوراة .
وضمن هذه الرؤية فان الحفريات حول الحرم القدسي لم تتوقف منذ عدة عقود ةهي تهدد بانهيار المسجد الاقصى واذا تم لهم ذلك فان التهديد سوف يطال قبة الصخرة وكنيسة القيامة وقبر السيد المسيح عليه السلام ورغم كل حفرياتهم فانهم لم يصلوا لغاية الان لاي اثر يثبت ادعاءاتهم بوجود رموز يهودية مثل هيكل سليمان وهو ما يؤكده علماء الاثار الاسرائيليين ولكنه يتناسى انه حتى وقت قريب وهو عام 1896(قبل مائة واربعة عشرسنة) عندما اصدر مؤسس الحركة الصهيونية السياسية ثيودور هرتزل كتابه الدولة اليهودية وكان يقترح فيه اقامة دولة يهودية اما في اوغندا او موزنبيق او الارجنتين او قبرص او ليبيا وبعدها قررت الحركة الصهيونية القاء مصيبتها على فلسطين.
انت يا نتنياهو غير مرحب بك من شعب الاردن وهو يرى ويسمع مجموعة كبيرة من زملاؤك وعلى راسهم المتطرف ارييه الداد في الكنيست يطالبون بالغاء الاردن واقامة دولة فلسطينية في شرق النهر وترحيل ملايين من ابناء الشعب الفلسطيني اصحاب فلسطين الشرعيين الى اصقاع العالم المختلفة في اكبر عملية ترانسفير شهدها عصرنا الحديث ففي كتابه ( مكان تحت الشمس) يعرض نتنياهو مفهومه للسلام ويقول فليأت اليهود الى هنا ويعنى فلسطين وليذهب الفلسطينيون الى هناك وهذا هو اساس الحل وهنا نتساءل ما المقصود بهناك ؟ اعتقد ان الجواب واضح ، كما يقول يهودية اسرائيل لا تقبل التفاوض فاسرائيل هي الوطن الام لكل اليهود وهناك اجماع واسع في اسرائيل على ان قضية اللاجئين الفلسطينيين يجب ان تجد حلا لها خارج حدود اسرائيل
اذن فان عقليته ومفهومه هو الالغاء والقتل والتهجير والسحق بدون اية اعتبارات انسانية او اخلاقية وهاهم يخططون لاستقدام مليون مهاجر يهودي الى فلسطين خلال العام الحالي وما بناء المستوطنات المحموم الا تعبيرا عن هذه النوايا فحكومة نتنياهو نكثت بالاتفاق الذي تم موخرا خلال زيارة السناتور الامريكي جورج ميتشل لاسرائيل بعد ساعات من مغادرته ، فالخارجية الامريكية اصدرت بيانا اكدت فيه ان اسرائيل عرضت خطوات تمهيدية لمحادثات السلام منها وقفها بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية بينما اصدرت حكومة نتنياهو بيانا نفت فيه ان تكون تعهدت وقف البناء في القدس . وبعد نقول لنتنياهو فلا جئت اهلا ولا وطئت سهلا.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا