حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24188

الخليل القديمة .. سجن دائم ومعاناة تتجدد

الخليل القديمة .. سجن دائم ومعاناة تتجدد

الخليل القديمة ..  سجن دائم ومعاناة تتجدد

08-12-2013 03:44 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - يعاني المواطنون القاطنون في حي واد النصارى وحارة جابر في البلدة القديمة من الخليل؛ الأمرين جراء استمرار إغلاق سلطات الاحتلال لطرقاتهم وأزقتهم، فمنعوا من فتح نوافذهم، وأرغموا على السير مشيا يحملون أشياءهم.

النوافذ التي تطل على الطريق التي يطلق عليها المستوطنون اسم 'طريق المصلين'، أغلقت بالصفائح الحديدية والمكعبات الإسمنتية لمنع الأهالي من مشاهدة ما يجري من تهويد وتزوير متسارع للتاريخ والمكان، وعج الشارع بالكاميرات التي أضحت تسجل كل تحركات وخطوات الأهالي.

سلطات الاحتلال تدعي فرض هذه الإغلاقات المشددة على مواطني المنطقة، إضافة إلى نصبها العشرات من كاميرات المراقبة لتوفير الأمن لمستوطني 'كريات أربع' المقامة على أراضي مدينة الخليل، إضافة للمستوطنين العابرين للمنطقة عند توجههم للحرم الإبراهيمي لأداء صلواتهم التلمودية.

المواطن زياد أبو رميلة التميمي (50 عاما) يقطن المنطقة ويعيل 8 أفراد، قال لـ'وفا'، 'نصبت قوات الاحتلال بين منزلي ومدخله المؤدي للطريق الرئيسية جدارا يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار، محاولين توسيع طريق المصلين عدة مرات لتسهيل عبور مستوطنيهم منها حسب زعمهم'.

وأضاف أن جرافات الاحتلال دكت بيته القديم الملاصق للطريق عدة مرات في محاولة لهدمه، مدعين أن ذلك يحدث بغير قصد، الأمر الذي أدى إلى تشققات في جدران المنزل الذي شيده أجداده قبل مئات السنين.

وتابع التميمي، 'تم نصب كاميرات مراقبة في زقاقنا لا تبعد الواحدة عن الأخرى إلا بضعة أمتار، كما ينتشر الجنود في أحيائنا يوميا على مدار الساعة مدججين بأحدث الأسلحة، أصابعهم لا تفارق الزناد بحجة توفير الأمن للمستوطنين'.

وبحرقة قال، 'سرقوا أرضنا وقطعوا شجرنا وحرقوا العديد من بيوتنا، وكسروا نوافذها وأبوابها ويتهموننا بالإرهاب..هم الإرهابيون.. إنهم يحاولون تزوير تاريخنا العريق وحضارتنا التي أنشأها أجدادنا الفلسطينيون منذ آلاف السنين'.

فيما، قالت زوجة التميمي، نجاح (45 عاما) 'هذه الطريق الملاصقة لبيتنا التي تربطنا بالحرم الإبراهيمي ومنطقة السهلة، ويحاول المستوطنون السيطرة عليها، يصل طولها إلى مئات الأمتار، أغلق القسم الشمالي منها أمام حركة المركبات عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، وفي عام 2000 أغلق القسم الجنوبي منها أيضا، وهدد المستوطنون بإحراق الحي وسكانه قبل عدة أعوام عقب قرار صدر عن حكومة الاحتلال يسمح لسكان الحي من الفلسطينيين بالوصول إلى منازلهم من خلال سياراتهم الخاصة؛ لكنها سرعان ما تراجعت عن القرار تلبية لرغبات مستوطنيها'.

وأثناء سيره في الطريق المؤدية لمنزله حاملا بيده خضروات وأشياء خاصة بمنزله، قال المواطن منور جابر (40 عاما) لـ'وفا'، 'معاناتنا هنا لا توصف ولا تطاق، حرمنا الاحتلال من أبسط معاني الحياة، مركباتنا ممنوعة من الدخول، كذلك سيارة الإسعاف التي جاءت لنقل والدتي المريضة التي تعاني هشاشة العظام منعت من الوصول للمنزل، هم يضيقون الخناق علينا لإرغامنا على الرحيل لكن ذلك لن يكون وسنبقى صامدين مهما كلفنا الأمر'.

وأضاف جابر، 'نمنع من اعتلاء سطح منزلنا، لصيانة خزانات المياه، ونمنع من حفر الآبار ولا يسمحون بدخول شاحنات نقل المياه، أصبحنا في سجن ولا أحد ينظر إلينا'.

وتابع: 'أناشد جميع الجهات الحقوقية والإنسانية في العالم مد يد العون لرفع الظلم الواقع علينا من قبل الاحتلال ومستوطنيه الذين يهاجمون بيوتنا بكلابهم البوليسية، ويعتدون علينا وعلى أطفالنا ونسائنا بين الفينة والأخرى'.

من جانبه، قال محافظ الخليل كامل حميد، لـ'وفا'، إن 'الحكومة الإسرائيلية لن تستطيع أن تزور التاريخ والحضارة الفلسطينية، وعليها أن تتحمل مسؤولياتها تجاه ممارسات مستوطنيها وأن تضبط تصرفاتهم المستفزة لأهالي الخليل، وفلسطين، والعالم الإسلامي، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك لوضع حد لهذه الغطرسة الإسرائيلية التي يمارسها المستوطنون تحت مرأى ومسمع جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية في كل مكان، والتي تؤثر وتضر بكافة المناحي الحياتية لنا كفلسطينيين'.

وأضاف حميد، أن وضع كاميرات المراقبة ونصب الجدران وإغلاق مداخل بيوت المواطنين ونوافذها في حارة جابر وحي واد النصارى، ومنع عبور المواطنين من الطريق المؤدية إلى الحرم بحجة تأمين وصول مستوطنيهم إليه، حجة أصبحت لا تنطلي على أحد.

وطالب أحرار العالم بالتدخل لرفع الظلم عن هؤلاء المواطنين الصامدين في بيوتهم رغم غطرسة الاحتلال الذي يسعى من خلال ممارساته لتهجيرهم من منازلهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، مؤكدا أن اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال 'لن تثنينا عن المدافعة عن تاريخنا وحضارتنا العريقة وستجعلنا أكثر تشبثا وتمسكا ببلدتنا القديمة التي هي عنوان الخليل'.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24188

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم