سرايا - سرايا - بدت علامات الحسرة والحزن واضحتين على وجهه المواطن أحمد اصليح وأشقائه الثلاثة محمد وفتحي وعبد المنعم، أثناء تفقدهم لما تبقى من مزرعتي الدواجن والأغنام التي يمتلكوهما، بعد أن أحيلتا رمادًا وأثرًا بعد عين، في أعقاب الاستهداف الإسرائيلي الذي تعرضتا له الليلة الماضية.

واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية الليلة ثلاثة مزارع لتربية الدواجن والمواشي وأرضًا خالية شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما استهدفت بثلاث صواريخ موقعًا للمقاومة الفلسطينية شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

وخلفت الغارات الإسرائيلية المفاجئة أضرارًا مادية بالغة بالممتلكات والمناطق المستهدفة، قدرها أصحاب المزارع المستهدفة في لقاءاتٍ مع مراسل "صفا" بما يزيد عن 45 ألف دولار أمريكي.

خسائر فادحة

وقال محمد اصليح لـ مراسل وكالة "صفا" بصوتٍ غاضب: "تفاجأنا بسماع أصوات انفجارات ضخمة عند الساعة 8:30 مساءً، ولم نعرف مكانه، لكني تلقيت بعدها اتصالا من أحد أقربائي أبلغني بقيام الطائرات الإسرائيلية بقصف مزارعنا".

وأضاف اصليح "توجهت مسرعًا لمكان القصف فوجدت المزرعتين مدمرتين بالكامل، من ألواح زينجو واسسبست وجدران خراسانية وقضبان حديدية وأعلاف وتبن، ونفوق نحو 3 ألاف صوص وخمسة عشر رأس غنم عشار"، مقدرا خسائره بنحو 45 ألف دولار.

وأشار إلى أنَّ نحو 45 فردًا يعتاشون من تلك المزارع، وقال: "حجج إسرائيل لقصف المدنيين واهية ولا أساس لها من الصحة، وتدلل على التخبط الواضح لدى الجيش الإسرائيلي وقادته، الذين لا يستخدمون قوتهم سوى بحق المدنيين".

وينوّه اصليح إلى أنّه يعتمد على تلك المزارع هو وأشقائه الثلاثة منذ نحو 20 عامًا، وتعتبر مصدر رزقهم الوحيد والمُعيل لهم في ظل الحصار وقلّة فرص العمل، مطالبًا كافة الجهات المعنية بالتدخل لتعويضهم عن خسائرهم الفادحة ووضع حدّ للممارسات الإسرائيلية.

تراكم الديون

ولم يختلف حال أحمد اصليح شقيق محمد كثيرًا، فهو الآخر بدت عليه علامات الحسرة والاستياء والغضب جراء ما حدث لمزرعتهم، وقال: "كنت داخل المزرعة وخرجت منها متجهًا لمنزلي، بعدما وضعت الطعام للأغنام والدواجن، وأشعلت اسطوانات الغاز التي تُستخدم للتدفئة على الصيصان".

ويتابع اصليح "بعد حوالي نصف ساعة من وصولي المنزل وصلني اتصال من أقربائي بقصف المزرعتين، ولم أصدق في البداية، حتى هرولت مسرعًا للمكان، فتفاجأت بأنّ الخبر صحيح، وأن المزرعتين دمرتا بالكامل".

وبيَّن اصليح أنَّ "القصف أدى لنفوق الصيصان والأغنام التي كانت متواجدة بالمزرعتين، والأرض تشققت من شدة القصف الذي أتى على الأخضر واليابس بالمكان"، لافتًا إلى أن هذه الخسائر تُضاف لحوالي 30 ألف دولار خسائر نتيجة العدوان الماضي عام 2012.

ونوه إلى أن قصفًا إسرائيليًا استهدف مجموعة من المواطنين محيط مزرعته بالعدوان الماضي، مما خلق حالة من الخوف دفعته لعدم القدوم للمزرعتين، ونفقت الدواجن التي كانت بداخلهما من الجوع، مشيرًا إلى أنه لم يتمكن بعد من دفع الخسائر التي لحقت به حتى اليوم.

ودعا اصليح كافة الجهات لتعويضه عن الخسائر الفادحة التي لحقت به، مناشدًا كافة الجهات بالضغط على الاحتلال لتحييد المدنيين من أي عدوان، لأن كل حرب أو عدوان تكون الخسائر جلها بالمدنيين، خلافًا لم يدعيه الجيش الإسرائيلي من قصف لمقاومين ومخازن لصواريخ المقاومة.(صفا)
 
 

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا