حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2301

أمريكا وإيران .. مصالح وأهداف مشتركه في منطقة الخليج

أمريكا وإيران .. مصالح وأهداف مشتركه في منطقة الخليج

أمريكا  وإيران  ..  مصالح وأهداف مشتركه في منطقة الخليج

05-05-2010 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

لا شك أن اكتشاف شبكة تجسس إيرانية تعمل لخدمة الحرس الثوري الإيراني في دولة الكويت والتي كشفت عنها صحيفة القبس الكويتية قبل أسبوع لم تكن ولن تكون هي الشبكة الوحيدة العاملة في منطقة الخليج وخاصة بعد الكشف في البحرين قبل ذلك عن تبييض أموال طائلة نفذها الوزير البحريني منصور بن رجب الذي يستقبل تحويل أموال الأفيون والمخدرات القادمة من شرق الصين وكولومبيا وأذربيجان وبيعها في دبي على يد تاجر إيراني متخصص في بيع السجاد ليتم تحويلها لصالح الحرس الثوري الإيراني ، إضافة إلى نجاح الحرس الثوري ببناء قاعدة إيرانية على البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن مكنت إيران من تزويد حركة الحوثيين بالاسلحه والعتاد لعدد من السنين دون معرفة الأجهزة الأمنية العربية في المنطقة التي انشغلت في شؤونها الداخلية بعيدا عن المخططات الإيرانية في المنطقة ، الى جانب اشتغال إيران بدولة البحرين و بالمنطقة الشرقية من السعودية ذات الأغلبية الشيعية والتي تشكل أكثر من 90% من إنتاج المملكة من النفط مما قد يعني سطوة إيرانية على إنتاج النفط في العالم ! وقد أقرت العديد من الدراسات ان حرب الحوثيين التي دعمتهم إيران في تلك المناطق على الحدود مع السعودية كان جزءا من تلك الخطط . ولكن يبدو ان الاختراق الأمني الذي نجح به لحرس الثوري الايراني في الكويت وحسب صحيفة القبس قد وصل إلى الأجهزة الأمنية ووزارتي الداخلية والدفاع والتي أشارت التحقيقات كذلك إلى امتلاك أعضاء الخلية خرائط لمواقع حيوية تستخدمها القوات الامريكيه التي يبلغ تعدادها في الكويت أكثر من 15 الف جندي ، بالإضافة إلى أجهزة اتصالات متطورة والتي يبدو أن إيران تستعد لأي تصعيد محتمل مع الولايات المتحدة الأمريكية واستهداف تلك القواعد الأمريكية في الكويت من خلال ضربها بالصواريخ او تنفيذ عمليات انتحارية تشن عليها من داخل الكويت عبر عملاءها المنتشرون في المنطقة . المتابع للإحداث والتطورات بات يدرك ان إيران تسعى وبطرق مختلفة من خلال استعراض قوتها العسكرية البحرية والصاروخية وكذلك الأمنية منها ومن خلال بناء قواعد لها في عدد من دول العالم وخاصة في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وشمال إفريقيا وبعد ان أوجدت لها موطئ قدم على البحر الأحمر الى فرض تسوية إيرانية تقبل بها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب للاعتراف بها كدولة نووية مقابل اتفاقيات إيرانية – أمريكية من اجل التعاون في العراق وأفغانستان ، وهذا يبدو جليا في تفرد إيران وإحكام قبضتها على القرار في بغداد خصوصا بعد نتائج الانتخابات العراقية الاخيره التي نجحت فيها إيران من جمع وحدة القوائم الشيعية الموالية لها لتشكيل الحكومة وإضعاف الكتلة الأكبر التي يقودها إياد علاوي الذي وجد نفسه مستسلما للهيمنة الإيرانية حيال كل التجاوزات الأمنية والقانونية وعمليات التطهير والتهجير والقتل التي نفذها نور المالكي للاحتفاظ بموقعه في رئاسة الوزراء مقابل صمت أمريكي و ضعف عربي لم يستطيع إيقاف أو حتى إدانة إجراءات المالكي لتغيير التركيبة السياسية في العراق و لم تحرك الولايات المتحدة الأمريكية ساكنا تجاه ما يحد من تلك التجاوزات ، وذلك من اجل حماية مصالحها المتمثلة بإبقاء قواتها في المنطقة من اجل تأمين موارد الطاقة من جهة ، وفتح أبواب التسلح الخليجي الذي ينعش اقتصادها من جهة أخرى ، فالعلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية مبنية على مصالح الطرفين على حساب المنطقة العربية التي ستوافق مكرهة على تعايش سلمي مع إيران النووية وخاصة في دول الخليج التي لا تفضل اية مواجهات أمريكية – إيرانية في المنطقة قد تدفع ثمنها غاليا وهذا واضح في اكثر من تصريح رسمي لقادة تلك الدول .. وبعيدا عن المخطط الإيراني الذي يهدف في نهاية الأمر إلى بقاء واستمرار النظام قويا وفرض مخططاته التوسعية فكرا وهيمنة وحتى توسعا عبر اتفاقيات معلنة او غير معلنة مع الولايات المتحدة الأمريكية تضمن للأخرى الحفاظ على مصالحها في المنطقة ، فعلى العرب أن يعيدوا النظر قي سياساتهم تجاه إيران من جهة وتجاه الولايات المتحدة الأمريكية التي تبحث فقط عن تأمين مصالحها باتفاقيات أجبرت على القبول بها مع ايران القوية رغم كل التوترات التي تشوب تلك العلاقة ، فالمحاولات الأميركية لبناء طوق عربي حليف لخنق إيران لم ولن يجدي من الأمر شيئا. وربما كان هذا هو السر في هلع بعض "المعتدلين" من الساسة العرب، فقد أحس هؤلاء أن قيمتهم الوظيفية للإستراتيجية الأميركية أصبحت رخيصة، وهم لا يرون لأنفسهم قيمة سواها مما يستدعي ومن الضروري تطوير نظام إقليمي في المنطقة يشمل إيران، وهو ما يعني حمل الدول العربية على قبول إيران جزءا من منظومة النظام الإقليمي الخليجي شاءت أو أبت ، وهذا ما حاول عمرو موسى القيام به في مؤتمر القمة في ليبيا لولا الرفض العربي من اجل استثناءايران ، وحتى إسرائيل فأن البعض من مفكريهم يدعونها وخاصة قادة اليمين المتعصب الذين يمسكون زمام الأمور الآن في الدولة العبرية أن يعدوا أنفسهم من الآن عقليا وعمليا للتعاطي مع إيران مسلحة بسلاح نووي قادر على الوصول إلى إسرائيل، كما تنصح بعدد من الخطى الاستباقية ، ومنها التخلي عن لغة التصعيد والدعاية حول الخطر الوجودي الإيراني، والبحث عن وسائل التعايش معها، وحل القضية الفلسطينية بسرعة سدا للذريعة أمام المواجهة النووية . فهل سيتأخر النظام العربي في حسن التعاطي مع إيران ! أم إننا سنجد أنفسنا خارج أية اتفاقيات او ترتيبات إسرائيلية وأمريكية وإيرانية فرضتها سياسة الضعف والتراجع والتمسك بالخيارات الأمريكية التي أنهكت بلادنا اقتصاديا وامنيا واستراتيجيا !


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2301
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-05-2010 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم