حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 22305

بين د.الطورة والبريشي .. وأين الله؟

بين د.الطورة والبريشي .. وأين الله؟

بين د.الطورة والبريشي .. وأين الله؟

13-06-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 مدخل: شدني حوار أثير في (وكالة سرايا) بين أحد القراء المعلقين باسم "البريشي" (وأظنه مهندس نفط في أبو ظبي) .. وبين د. منصور الطورة (وهو طبيب فيما أعلم) على هامش مقالة الأخير الأخيرة (أميرة عمان التي أعشق) ملخصه أن القارئ العزيز وجد في بعض تعبيرات الكاتب العزيز تجديفا من زاوية رؤيته. فرد الكاتب ردا لطيفا. لكنه طرح سؤالا أتطوع للإجابة عنه نيابة عن القارئ العزيز. ولعلي تعمدت تذكر التخصصين لإحساسي بقربهما من التفكير العلمي الذي يبشر بأنهما سيلتقيان بود في نهاية حوار منطقي. فلا شك عندي أن الطبيب يدرك أن الله يشفي.. ولكن ليس دون دواء.. وأن مهندس النفط يعلم أن أموال الطفرة النفطية لم تذهب إلى طريق تغيير حال الأمة. أما بعد: صديقي الدكتور منصور يحفظك الله... تحياتي لك ولنصك الجميل، وإن كنت لا أرى الثلاثين عاما التي بلغتها تستحق كل هذا الأسى. أو أن تستحث الخطى رغم ما في روحك من شلل. باعد الله بين روحك والشلل.. فما زال قلبك غضا.. قادرا على مزيد من اللهاث والحب.. سلني أنا عن الحب الذي لم يكن له سقف من عمر.. وكيف كانت روحي حين وصلت.. وستصل يا منصور منصورا. أنا واثق من هذا تماما. هذا عن مقالك. أما عن تعليقك في الرد. فأقول بعد ركعتي ضحى: هذا الموضوع يذكرني بردود فعل بعض الناس حين شاهدوا انهيار البرجين الشهير في 11 سبتمبر المشؤوم. حين قال بعضهم وبفرح غامر: إن لله يريد أن يدمر أمريكا.. ضحكت طويلا أنا وصاحبي ( طبعا خميس بن جمعة ما غيره) الذي كان لحظتها يبكي على ما ستؤول إليه أمتنا بعد ذلك التاريخ. وكان ردنا البسيط هو: هل تظن أن الله بجلاله وقدره سيدمر أمريكا من أجل عينيّ وعينيك؟.. نحن الذين تركنا قوانين الطبيعة تعمل بمعزل عنا وركبنا سيارتها (أي أمريكا) وأكلنا قمحها وقاتلنا بسلاحها حتى باتت أمنا التي لا نعيش دونها؟ هل نحن مؤهلون لتدخل المعجزات من أجلنا ؟ إذا كان المحذوف في تعليقك الأخير (وأين "...." من كل ما يجري)) هو لفظ الجلالة.. وأنا الشاعر والمسرحي الذي ينظر من زاوية تقترب من زاويتك (حسب قولك).. وليس من زاوية البريشي الحميم (المختلفة حسب قولك أيضا). فأنا مذ خط قلمي شعرا وأنا أصر على عنواني الدائم (حنجرة غير مستعارة) ومثلك (ما زلت أشمئز من الضآلة وأترفع عن الأشباه..حسب قولك) فإن سؤالك ببساطة يجاب عليه بالآية الكريمة(( قال لا تخافا.. إنني معكما أسمع وأرى)).. لكأني به جلت قدرته وهو يخاطب موسى وهارون في طريقهما إلى فرعون الموت المحقق ((قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى)) كأنه يجيبك وقارئك عن سؤالك.. الله سبحانه لا يدير كونه كما يحلو لي ولك.. وأنت تحديدا كواحد من طبقة الإنتلجنسيا الأكثر وعيا في مجتمعنا.. لم أحسبك يوما ممن ينتظرون المعجزة الإلهية لتغيير (ما يجري.. حسب توصيفك) لأنه وكما تعلم منذ أرسل الله نبيه الأخير عليه السلام وكتابه الأخير للبشر كافة.. ترك قوانينه التي خلقها علمية بطبيعتها تجري في الكون.. لكأنه استأنس في البشرية النضوج والإدراك بعد زمن المعجزات واجتراح وسائل الإهلاك منذ عاد وثمود.. فأوقف معجزاته التي كانت قبل ذلك تليق بطفولة البشرية .. وحاجتها إلى التدخل المباشر.. فهو سبحانه لا يغضب لغضبنا ولا يرضى لرضانا.. أيها الصديق (العلماني المتدين حسب توصيفك) .. كنت أربأ بك أن تسأل هذا السؤال.. فالمفترض هو أن تدينك يمنحك الإدراك بأن الشروط الموضوعية للتغيير جعلها الله تعالى علمية تخضع لقوانين طبيعية. (وعلمانيتك) تمنحك الإدراك أيضا أن (ما يجري) هو النتيجة الطبيعية لما نمارس من إصرار على التخلف. والانقياد . والكسل.والجنوح إلى مشاريع الخلاص الفردي. والأنانية. وتبديد المقدّرات في العبث. أما الله جل جلاله فإن له في دورة التغيير شأناً آخر.. التغيير الرباني (بتقديري) يأتي حسب دورة زمنية تعمل فيها قوانين لا شأن لها بالخوارق أو المعجزات. ولا شك عندي أن تدخله حاصل وقريب. ومشروط.. مشروط باتخاذ الأسباب الطبيعية من قبلنا. ففي التفسير لآية ((أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)) معنى المضطر هو: الذي اتخذ كافة الأسباب ولم يصل إلى ما يريد.. فأي أسباب العزة والنصر اتخذنا حتى نكون "مضطرين" فيستجاب لنا؟؟ صديقي: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وآه من أنفسنا كم خربت. ويذكرني هذا أيضا بحال البعض إبان الاجتياح المغولي.. حين كان الجندي المغولي السكران يصرخ في بعض أبناء أمتنا قائلا: انتظروا حتى أحضر السيف لأقتلكم.. فيتسمرون في أماكنهم ولا يجرؤون حتى على الهرب.. إلى أن يذهب ويعود ليقتلهم. فهل يحق لأحد منهم أن يسأل: أين الله لينقذنا من هذا المغولي الثمل؟ إن صحت الرواية أو لم تصح.. إنها حالنا يا صديقي. تحياتي د.منصور.. تحياتي م.البريشي (أ.ك) فيما أحسب http://atefamal.maktoobblog.com /


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 22305
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-06-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم