حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21297

الحياة " هيك "

الحياة " هيك "

الحياة " هيك "

07-09-2013 10:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
تقف الحياة غريبة على قارعة الطّريق تنتظر من يسير بمحاذاتها دون أن يقوم بالإساءة إلى وجدانها ، قد تطلق الوعيد ، قد ترفع الأصوات ، قد تطفئ الأنوار ، وقد تشعل فتيل الأشجار ، أمور كثيرة في لحظات الغضب قد تحصل دون إدراك لماهية الوجود ، ولكن الحرب التي تدمّر ، والصّواريخ التي تقتّل ، والأسلحة التي تنكّل ، والأرواح التي تُزهق ، والدّماء التي تفيض أنهارا في الشّوارع والوديان ، لا بدّ لها من تخطيط وتدبير ، فليست الأمور ببسيطة ولا بمعقدّة بعيدة.


قسّمنا قديما وما زال التقسيم في طريقه يمضي و يسير ، كنّا نقول في الإتحاد قوة ، والبعض يردّ بالتفريق والتّمزيق ، لعلّ ذلك صحيحا إن تذكّرنا مغايرا لما قلنا ، حيث نجد القول الشّهير ( فرّق تسد ) ، ولعلّ الجهلاء يسيرون في الطّريق دون إنارة ضيائه ببريق المعرفة والتّوثيق ، ولعلّ الحكيم يتدبّر في العواقب قبل فعله لما يريد .


بلاد عربية تحتضر على فراش الموت ، تريد إنعاشا ومواساة ، ويبقى السؤال المطروح ؛ ماذنب أطفال أزهقت أرواحهم ، وفاضت في الطّرقات دماؤهم ؟!

خيارات كثيرة ، ولعلّ أخيرها مرّ المذاق ، ولكنّها تحليلات وتفصيلات ولا نريد التّعمق في عرض البحر السّاحق فلنبقى بالقرب من الشّاطئ ، فالخيرة نستطيع أن نصل إليها بقليل من المعاني دون زيادة وابتعاد .


لا بدّ للمجرم من حساب ، ولا بدّ لمن عاقب ظلما أن يحلّ عليه العقاب ، سيأتي اليوم الذي يشعر فيه الأحياء بأنّ الأرض أصبحت في نقاء ، ستأتي السّاعة التي يلاحظ فيها المرء بأنّ الزّمان تغيّر ، والأحوال استقرّت ، والسّحابة السّوداء أصبحت بعيدة ، وأن الخير منتشر في الأنحاء ، يؤذن بالعطاء ، ويعطي الضّياء ، فهذا الأمل الذّي ينبغي أن نوجده في أعماقنا بالتخطيط والعمل ليكون منقوشا بضياء العطاء والمحبة والإخاء .


الأمانة إن ضيّعت ، والحضارة إن أهدرت ، والأسطر التي في الأوراق إن مزّقت ، والمعرفة إن فُقدت ، والحكمة إن أُخفيت ، فلا بدّ حينها من إعادة الحسابات ، ليكون النّظام في الحياة باتساق ، فلا بدّ من التّنظيم مهما طال المسير ، ولا بدّ من التعليم مهما زاد العلم في عقل القويم .

لا نريد حروبا فكرية ، ولا فتنة إعلامية ، ولا حتى حروبا عسكرية ، هذا ما نريده ، ولكنّ الواقع يلبي نداء الإنعكاس ، فهلّا تفكّرنا في أفعالنا ، وهلّا قليلا أدركنا عواقب مجريات حياتنا .

الماضي انتهى والحاضر ابتدى والمستقبل نرسمه الآن !

الحياة " هيك " لأنّنا نريد أن نراها هكذا ، فلنحسن الرؤية ليكون الإبصار عظيما ، فلنحلّق في الأجواء الحقيقية في كون الوجود دون أن نصل إلى خيال لا محدود ، فليس التفكير في مجرّة غير مجرتنا بتفكير الواقع ، بل لعلّه إلى الخيال أقرب وإلى الصّحة أبعد ، فمن تراب خلقنا و على تراب وجدنا و في تراب وضعنا ، هكذا هي حياتنا ، فلنحسن عيشنا ولنصلح ذاتنا، لنكون بعد التراب في خير وضياء .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21297
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم