حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25502

رجال المرحلة .. ومرونة القوانين

رجال المرحلة .. ومرونة القوانين

 رجال المرحلة  ..  ومرونة القوانين

28-08-2013 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور محمد أبوعمارة
مصطلحان دوماً يترافقان عند الخوض بموضوع سياسي أو اجتماعي وهما القانون وروح القانون، فعندما سنت القوانين منذ قديم الزمان احيطت بروح والمقصود هنا بالروح هو المرونة بتطبيق هذه القوانين حسب الزمان والمكان، فحتى أن بعض القوانين الإلهية تضم من المرونة الكثير فقد حرّم الله أكل الميت من اللحوم ولكنه أباحها إذا كان الامتناع عن أكلها يؤدي للموت، وفرض الاسلام الوضوء كركن لا تتم الصلاة الا به وسُمح بالتيمم في حال عدم وجود الماء أو في حال البرد القاسي، ونرى أن الخليفة الخالد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يطبق حد السرقة في عام انتشر فيه الفقر والعوز وغير ذلك العديد من الأمثلة التي يحويها التاريخ الاسلامي العريق، في حين أننا الان نرى أن معظم من يطبق القوانين البشرية في بلدنا الحبيب يتزمت ويلغي بند المرونة فعند مراجعة اي مواطن لدائرة ما لترخيص أو ختم معاملة ما نرى أن عليه حتماً الذهاب والقدوم عشرات المرات لاتمام المعاملة لأن الموظف يتزمت بالقانون وفي كل مره يتذكر إحدى النواقص في هذه المعاملة او يلتفت الى سنتيمترات مخالفة في بناية او عقار، نقول أن الالتزام بالقانون هو أسس وأساس الدول الناجحة والمتقدمة ولكن المرونة تجعل الطرف الثاني أكثر تمسكاً به، ومن هنا أرى أن رجال المرحلة يجب أن يتمتعوا بدرجة عالية من فهم للقوانين تمكنهم من جعلها مرنة تناسب حاجة المواطن وامكانياته وتجعله احد المساهمين في سن القوانين وليس منفذاً لها فقط.

علمت ان أحدهم قد قدم اوراقه لفتح مشروع بكلفة عشرات من الملايين وفي حال إتمامه يقوم بتوظيف الالاف من الموظفين الا انه قد رفض من الوزارة المعنية بسبب ان القانون يمنع ذلك والسؤال الآن : هل فكر الوزير قبل اتخاذه قرار الرفض بالوطن والمواطن ؟!!

فمشروع بكلفة عشرات الملايين سيحتاج لآلاف العمال وعشرات المقاولين والنجارين والبنائين والحدادين و... و... من عمال الانشاء وبعد ذلك يحتاج الى عشرات الحراس والمحاسبين والعاملين حسب نوع العمل أي أنه سينعش وضع المنطقة التي سيقام فيها وسيخفض من عدد العاطلين عن العمل، وهم جميعهم من الساخطين على الحكومات المتعاقبة التي لم توفرلهم فرصاً للعمل، أما فكـّر الوزير بأن هذه الملايين ستنفق لأولاد الأردن وبناته، فإذا كانت القوانين الربانية تتسم بالمرونة فهل قوانيننا نحن قاسية الى هذا الحد ؟!

لذا أتمنى أن يتسم رجال المرحلة وأصحاب القرار بالقدر الكافي من حب الوطن والمواطن ليكونوا فعالين ومنفذين للقوانين بخدمة الوطن والمواطن !

ملاحظة : القوانين البشرية هي قوانين سنها البشر والبشر كثيري الخطأ و الظروف تختلف من عصر لعصر أي أن ماقد صلح لجيل ما قد لا يصلح لجيلنا هذا، لذا؛ اقتضى التنويه !


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25502
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم