حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24612

صحوة القيم

صحوة القيم

صحوة القيم

17-08-2013 10:01 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور محمد أبوعمارة
لا شك أننا جميعا ً نستشعر بالمأساه التي يعيشها أبناؤنا من تدن في القيم الأخلاقية ، أغرقت المجتمع في العديد من المشاكل التي كان يخلو منها سابقا ً كارتفاع نسب الجرائم المختلفة وعلى مختلف المستويات الاجتماعية ، ووهن في العلاقات الاجتماعية بالاضافة الى الميل الى الاتكالية وضعف المشاركة الاجتماعية والسياسية ناهيك عن التمحور حول الذات وأقصد بالذات هنا الفردية المطلقة من اهتمام بالمصالح الخاصة على حساب تدمير المصلحة العامة او المشتركة ، ومن مشاهدات أخرى في سطحية التفكير خاصة عند اصحاب القرار وابتعادهم عن خلق الصبر والجلد والبحث والتفكير والتمحيص قبل اتخاذ القرار ونزوعهم ايضا ً الى فصل العمل عن القول ، فهم خطباء محترفين عند القول ولكنهم ذوي اعاقات شديدة الدرجة عند التنفيذ ، وميل المعظم الى الأنا والحديث بلغة المفرد وشخصنة الأمور والبعد عن العمل والحديث الاجتماعي وغير هذه التي اوردت العشرات من المظاهرات التي نشاهدها بأعيننا يوميا ً ونلمس أثرها على مجتمعنا وعلى سياستنا وسياسينا .
فكثيرا ً ما يستوقفني بعض الممارسات المزعجة من الكثير من الاشخاص في الطرقات كعادة إلقاء النفايات على الأرض أو الاعتداء على مكونات الشارع أو الاملاك العامة أو حرية الآخرين فكل هذا مرده الى الميل الى التمحور حول الذات والنزوع الى الذاتية دون النظر الى ان التعاليم الدينية والتقاليد الاجتماعية التي تميل دوما ًالى رد الفرد الى جماعته ومجتمعه وقديما ً تبنى الكثيرون مقولة (ان الفرد للجميع) ولكن هنا نرى أن الفرد للفرد والجميع غالبا ً ما يخدم أفراد بأعينهم وهو ما يشكل فقرا ً كبيرا في القيم الجديدة ، وفي مشاهدة اخرى ترى سطحية التفكير وعدم العمق في الطرح وعدم دراسة المواضيع المطروحة الا من زاوية واحدة هو ديدن معظم اولى الامر الذين يأخذون القرارات جزافا ً دون مشورة المعنيين بالامر وان كانت هناك مشورة تكون لبطانة مستهلكة تتوارثها الحكومات وهي نفس البطانة التي ادت الى الازمة الحالية ، المستشارون والامناء العامون للوزارات في معظم احوالهم قديما رافقوا العديد من الوزراء اي أنهم ساروا بالطريق الذي ادي بالبلد ومستقبله الى الهاوية فكيف نكرر نفس الخطأ باعتماد ارائهم مجددا ً وآراؤهم هي نفسها التي قادتنا لما نحن فيه ، والمشورة تكون من اصحاب الرأي السديد واصحاب الاختصاص والذين يشهدلهم تاريخهم وهم كثر في اردن الخير ، والديمقراطية تكون في ابهى صورها اذا كان اتخاذ القرارات الحساسة صادر ٌ عن رأي عام واستفتاء شعبي فأننا حينما نشرك المعني بأتخاذ القرار غالبا ً ما أنه سينفذه وسيلتزم ببنوده ، ولكننا – للأسف - نفيق في كل يوم على قرار سطحي ، وننام مفتوحي العينيين خوفا ًمن أن يباغتا قرار آخر !! وعند استماعك لكلام افراد شعبنا تجدهم غاية في الابداع ولكن التناقض يحل ّ عندما ترى عملهم ، فكم نحن مبدعون في الكلام مقصرون في التطبيق ، فالتنظير هو لغة غالبية أولي الأمر وما ابعدهم عن التطبيق العملي علما ً أن جميع الحضارات التي خلدها التاريخ ، نقلت ابناء شعبها الى حيز التنفيذ وابتعدت به من الجدل والسفسطائية وأمام هذه المشكلة وتلك تجد بأننا بأشد الحاجة لصحوة في القيم كالعودة الى قيمة الصدق بما لها من فرعيات كثيرة تشمل جميع جوانب الحياة والعودة لما دعا اليه ديننا الحنيف لهو فرض علينا وان كان الكثيرون يرون ان صحوة القيم أمر مستحيل ، أذكرهم بأن الامة فترة صلاح الدين الايوبي كانت اشد قساوة وبُعدا ًعن القيم في زمننا هذا ولكن العمل بجد وبذل الجهد في اعداد الجيل وترسيخ القيم الاجتماعية والديمقراطية والعدالة والصدق وغيرها في ذهنه لابدّ وأن يسفر عنها صلاح في المجتمع ككل وخلال فترة اقصر من المتوقع ، فإصلاح النشئ كإصلاح الأرض البور التي تحيا فتحيي الزرع الجديد وتعطي الكثير للزرع القديم .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24612
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم