حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 52952

والد الدرة : إذا كان محمد حياً .. فمن يرقد في هذا القبر ؟!

والد الدرة : إذا كان محمد حياً .. فمن يرقد في هذا القبر ؟!

والد الدرة : إذا كان محمد حياً  ..  فمن يرقد في هذا القبر ؟!

20-05-2013 08:57 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - "يزعم الاحتلال الإسرائيلي أن محمداً حي، وإذا كان كذلك فليروني إياه لآخذه بأحضاني"، هذا ما قاله جمال الدرة - والد الشهيد محمد الدرة الذي استشهد برصاص الاحتلال في 30/9/2000- أثناء وقوفه أمام ضريح ابنه في مقبرة مخيم البريج وسط قطاع غزة.
ويتساءل مستهجناً في حديثه لوكالة "صفا" مشيراً إلى الضريح: "إذا كان ابني حياً.. فمن هو ساكن هذا القبر؟!"، وذلك تعليقاً على التقرير الذي أصدره الاحتلال نافياً علاقته باستشهاد الطفل الذي كان في ال12 من عمره، فضلاً عن ادعائها بأنه كان حياً.
ويقول إن مواصلة الاحتلال تناول هذه القصة فإنه يمعن في إدانة نفسه، وفي كل مرة يأتي بقصة جديدة، مثل: "الشريط مفبرك"، "لم نطلق النار"، "لم نقتل الدرة"، ووصل الأمر إلى إلباسه هو وابنه قلنسوتين لتصويرهما وكأنهما يهوديان تعرضا لإطلاق نار فلسطيني.
ويضيف: "لم يبق إلا أن يقولوا: لم نكن هناك"، مردفاً بأن الادعاءات زادت بعد انتشار المقطع المصور للجريمة، أثار الرأي العام الدولي باتجاه إدانة المحتل، فيما أصيب الاحتلال بحالة من "السّعار"، فبدأ يشوه ويكذب، حسب تعبيره.
"مليار مرة"
ويوضح أن العالم رأى كيف استشهد ابنه، لكن آلاف الأطفال الفلسطينيين استشهدوا ولم تكن العدسات موجودة لتصورهم، مؤكداً استمراره في الدعوى المرفوعة في فرنسا بشان الجريمة، موضحاً أن جلستها تأجلت حتى 20/6 المقبل.
جمال الدرة (50 عامًا)، رب أسرة مكونة من 10 أفراد تسكن مخيم البريج وسط قطاع غزة، لاحقهم الاحتلال حتى في منزلهم الذي دمر في قصف استهدفه خلال الحرب على القطاع شتاء 2008. ويعلق على ذلك بالقول: "يريدون دفن الحقيقة، ولن يضيرهم قتل ابني مليار مرة فهذا ليس غريباً عليهم".
ويشير متحدياً للترهيب الإسرائيلي: "محمد ليس ابني وحدي، فهو ابن الشعب الفلسطيني، ويجب أن ندافع عن حقه وإدانة قاتله"، مضيفاً أنه دعا الله بأن يرزقه صبياً وأن يسميه باسم أخيه الشهيد، "وها هو محمد يعود مجدداً، ويبلغ من العمر أحد عشر عاماً".
محمد "الآخر" يحمل ملامح واضحة من الشهيد، ويعرف أنه سمي باسم شقيقه ويحمل صورته باعتزاز، وهو في الصف الخامس، وعند سؤاله عن رأيه في ادعاءات الاحتلال، رد بقوله "كذابون"، مشيراً ببراءة خلال جولة وكالة "صفا" معه ومع والده في المقبرة: "ها هو قبر أخي كما ترون".
الشهيد الحي
وفي ذلك، يقول جمال: "أرى محمد الشهيد في محمد الحي، وإن كان الأول يرافقني وأشعر به معي دائماً. هذه القضية لن تموت أبداً"، ويلفت إلى حاجته إلى عمليات جراحية معقدة في يده وساقه، وهو أمر يشق عليه ويزيد وجعه، "فمع كل وخزة ألم أتذكر ما جرى معي ومع طفلي".
"كان محمد إلى جانبي عندما أصبت، وقضى لحظاته الأخيرة محتمياً بي قبل استشهاده، هذا الإصابات ما تزال وستبقى تذكرنا به. محمد غادرنا، لكن روحه حية. دماءه ودماء الشهداء من قبله وبعده ستظل تلاحق المجرمين".
ويشعر بالأسى من عدم التجاوب الرسمي من سلطة رام الله أو حكومة غزة مع حالته، متمنياً مساعدته في استكمال العمليات اللازمة لعلاجه على الأقل، داعياً إلى دعم لملف قضيته وإيصالها إلى المحكمة الجنائية الدولية، حتى يحاكم الاحتلال.
وفي هذا، لم يعارض الوالد المكلوم فتح قبر الطفل محمد عبر لجنة تحقيق دولية مستقلة تضم خبراء عرب لفحص الجثمان، وإظهار الحقيقة التي تحاول "إسرائيل" إخفاءها عن العالم، بل وتشويهها وتزييفها بكل استطاعة، وإظهار الضحية جلاداً كعادتها.
وراء العدسة
وكان التقرير الإسرائيلي طالب القناة الفرنسية الثانية بالتراجع عن روايتها، وكأن ما أورده التقرير حقيقة قاطعة لا تقبل التشكيك، كما قلل من شهادة مصور القناة، الذي وثق الجريمة ونقلها، الصحافي طلال أبو رحمة.
ويستهجن أبو رحمة هذه الادعاءات، قائلاً لوكالة "صفا": "الحقيقة لا تغطى بغربال، التصوير حقيقي، وأنا واثق مما صورت بنفسي، كما أن العديد من الصحافيين والمواطنين كانوا متواجدين في المكان حينها، وشاهدوا ما جرى وبشكل يدحض هذه المزاعم ".
ويعرب عن استعداده للمثول أمام لجنة دولية مستقلة والإجابة عن الاستفسارات بشأن القضية، موضحاً أنه وحتى اللحظة لم يتم الاتصال به من أية جهة أو لجنة، إلا بعض المؤسسات الحقوقية التي طلبت توضيحات حول الأمر.
واستذكر ما جرى بعد استشهاد الطفل وإصابة الوالد، حيث نقله السفير الأردني في فلسطين إلى عمّان لتلقي العلاج وزاره الملك عبد الله الثاني، مشيراً إلى وجود تقارير طبية من غزة وعمان بشأن حالته وإصابته.
الفرنسية الثانية
ووصل وكالة "صفا" بيان من القناة الفرنسية تؤكد فيه استعدادها للمشاركة في أي تحقيق رسمي مستقل متوافق مع المعايير الدولية، مشددة على أن موقفها هذا معروف وأوضحته للمحكمة العليا الإسرائيلية في 23/4/2008.
وتقول القناة في البيان الذي أصدرته عقب الكشف عن التقرير الإسرائيلي، إن اللجنة التي ترأسها وزير الجيش حالياً موشيه يعالون لم تتواصل معها أو حتى مع والد الشهيد لفحص ما جرى، على الرغم من استعداد الدرة لفتح قبر ابنه.
وتعرب القناة عن التزامها "بمساعدة جمال الدرة في هذا الأمر لأغراض الفحص، ومن ضمنها الاختبار الجيني إن لزم، لكشف الحقيقة، وتوضيح حيثيات ما جرى"، موضحة أنها لم تعلم بشأن اللجنة الإسرائيلية سوى من وسائل الإعلام.
وكان لجنة حكومية إسرائيلية أعلنت عصر الأحد عن تقرير سلمته لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعمت فيه أنه "لا أساس للادعاءات وللاتهامات التي وردت في التقرير الفرنسي حول مقتل الدرة، ولا توجد أي أدلة تشير إلى مسؤولية الجيش".
الطفل "حي"
ويدعي التقرير أن "فحص شريط الفيديو الأصلي من قبل اللجنة يشير الى أنه في نهاية الشريط مقطع لم يبث, ويبدو الطفل فيه حياً"، قائلاً إن الفحص يشير إلى أنه "لا توجد أدلة على إصابة محمد أو والده كما زعم التقرير وشريط الفيديو، حتى أنه لم يظهر إصابة الوالد بشكل خطير".
ويضيف: "كما لا توجد إشارات بالنسبة لإصابة الاثنين بعيارات نارية على الإطلاق"، فضلاً عن نتائج وتوصيات أخرى تكشف عن محاولات إسرائيلية واضحة لتجنب أية مسئولية عن ارتكاب الجريمة بحق الشهيد ووالده.
وكان الطفل الدرة قتل فيما أصيب والده بعد محاصرتهما وسط نيران إسرائيلية كثيفة أطلقها الجنود المتواجدين في ثكنة عسكرية على مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة، وهو ما نقلته القناة الفرنسية بوضوح، ويظهر أن التوثيق الصريح لما جرى يومها يؤرق الدعاية الإسرائيلية وسيبقى كذلك.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 52952

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم