حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32856

إعادة صياغة المشهد العربي

إعادة صياغة المشهد العربي

إعادة صياغة المشهد العربي

15-05-2013 10:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حماده فراعنه

شهدت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وصعود حركة الإستقلال الوطني للبلدان العربية ، نجاح التيار القومي في الإستيلاء على مؤسسات صنع القرار في عدد من البلدان العربية ، مقابل هيمنة التيار المحافظ ، على أغلبية العواصم الأخرى ، في غياب فاعل أومؤثر للتيارين اليساري والأصولي ( الإسلامي ) . 

وقد سعى التيار القومي لتحقيق إنجازات في العناوين الثلاثة التي تحظى بإهتمام المواطن العربي وهي : الإستقلال والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، ولكن على الرغم من محاولاتها الحثيثة وربما إخلاصها في العمل ، سواء في 1- مواجهة التدخلات الأحنبية ، أو 2- توسيع قاعدة الشراكة في إدارة الحكم من خلال الجبهات الوطنية ، أو 3- تحقيق فرص أفضل للشرائح الفقيرة والمتدنية وصولاً للطبقة الوسطى ، ولكن أنظمة التيار القومي أخفقت في تحقيق تطلعات المواطنيين في العناوين الثلاثة حيث شهدت تلك البلدان معارك مع العدو الخارجي أدت إلى الإحتلال ( مصر وسوريا والعراق ) والرضوخ إلى الأجنبي في اليمن والسودان ، وإنقسامات عمودية في المجتمعات إضافة إلى تدني الخدمات وغياب مظاهر الديمقراطية وعدم الأعتماد على صناديق الأقتراع .

بعد نهاية الحرب الباردة بداية التسعينيات بدأ صعود التيار الأصولي الإسلامي ، إعتماداً على ثلاثة عوامل هي :
1- تحالفه مع الولايات المتحدة طوال الحرب الباردة في مواجهة الشيوعية والإشتراكية والإتحاد السوفيتي .
2- تحالفه مع الأنظمة المحافظة ودعمها له ( النظام الخليجي ) والسادات وجعفر نميري والحكومات الأردنية المتعاقبة .
3- ضعف التيارات اليسارية والقومية والليبرالية .

وأثمر هذا الصعود بجني ثمار ثورة الربيع العربي التي فتحت له بوابات سدة الحكم ومؤسسات صنع القرار ، لدى العديد من العواصم العربية في القاهرة وتونس والرباط وطرابلس أو مشاركته في الحكم كما حصل في السودان والصومال والعراق والجزائر ، أو قيادته للمعارضة في الأردن وسوريا واليمن والكويت ، وذلك بعد تفاهمه مع الأميركيين ، على قاعدة حماية المصالح الأميركية الخمسة 1- تدفق النفط و 2- أمن إسرائيلي و3- مناهضة الإرهاب و 4- السوق العربي مفتوحاً للبضائع الأميركية و5- إستثمار المال العربي لدى الأسواق الأميركية ، مقابل السماح له وخاصة لفصائل حركة الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة عبر صناديق الإقتراع .

ولكن مقاومة البعثيين للإحتلال الأميركي ورفضهم للصراع الطائفي في العراق ، وصمود نظام البعث في سوريا ، وصعود الحركة الشعبية اليسارية والقومية في مصر ، ومبادرة الشيوعيين لتنظيم أنفسهم والعمل على وحدتهم في الأردن ، بدايات حالة نهوض قومي ، مستفيدين من هزيمة السياسة الأميركية في أفغانستان والعراق وسوريا ، وعودة روسيا للعب دوراً مؤثراً في السياسة الدولية ، وإخفاق الإخوان المسلمين في تقديم نموذج يحتذى في إدارة الحكم ، عوامل تساهم في إعادة صياغة المشهد السياسي العربي الذي يُعاد تشكيله من رحم الشارع ومعاناة الناس وفق تطلعات القوميين واليساريين والليبراليين .

h.faraneh@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 32856
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-05-2013 10:52 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم