حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11057

تلك الرياح

تلك الرياح

تلك الرياح

31-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 هي الرياح تصفر في القلب .... والقلب اصغر من دمعة حين يتأجج الغضب، فيقال قلبه صغير وخلقه ضيق... وفلان قلبه واسع ولا أدري أهو واسع بحجم قبره لشدة صبره أم بحجم دمعته المتقمصة ؟ فكلنا في تلك الرياح غاضبين ناقمين أم مستسلمين للقدر ولأصحاب الضربات أم صابرين ! .. ففي الرياح ...نعمة الحقيقة المتسمرة في وجوهنا المتصاغرة المتقلصة في كل الحالات ، سواءً في الصبر والتقمص أم في الغضب والفوران ، ففي الرياح نعمة التكثيف البارد لحوصلة مشاعرنا المثلجة الصادقة ، وتلك الساخنة اللاهبة ، وكلنا مع الأسف سواسية كأسنان المشط في نظر الرهان على الحياة السادرة ... وسواء غضبنا وفرقعنا الموائد المنضدة الأنيقة حولنا وفجرناها لأي سبب تافه أو لأي سبب عظيم أم قمنا لتنضيد موائد غيرنا بالهدوء والاتزان والحكمة ، فلا شيء يترأس الجلسات أو الوقفات سوى الرياح ! والنتيجة تبقى واحدة ، ألا وهي الانقلابات والتغييرات ، وتغيير الوجه الباسم إلى مكفهر أو عابس ، وتغيير الوجه العابس إلى باسم متلاقح الأسنان فجأة ، وتلك هي الضحكة على الدنيا وعلى الملأ المغرورين والمتمتعين ، وكأن الحياة في حالات التغييرات كلها لم تسم دنيا ، وكأن السماء بسقفها الأعلى لم تنطبق يوماً من الأيام على سافل القوم وأصبح عاليها سافلها ! وكأن قوم عاد وثمود وفرعون وقارون تسللوا إلى البيوت في راحة من أجسادهم وجيوبهم ولم تحنهم الرياح ! وكما نقول أو تقول الريح للدنيا والإنسان والبذور المتلاقحة يوماً لك ويوم عليك ، فكيف تختفي حقيقة الرياح وأسرارها عن عيون وبصيرة الطامعين في النسيم دوماً ؟ وكأنهم ينسون أن حفيد الرياح المتعالي الهادي والمترنم بهبات الرضا ليس سوى إنذار جميل هاديء الطبع يأتي للوجوه يمس أصحابها بتذكرة الرياح ، مع أنه يذكرهم بالعواصف ولا يستذكرون ؟ وكأن الرياح المتلذذة بالاختباء في غياهب الفصول ، غائبة عن الشجر والحجر والبيوت ؟ وغائبة لا تأتي فجأة لتدق تلك الأبواب ؟ وتزعق في عمق مفاتيح الأبواب ؟ وتصفر في الأجساد حتى عقيق الأرواح ؟ فالرياح تبقى واحدة رغم اختلاط أنسابها ومحاورة الفضاء عن حقيقتها اللولبية ، هي واحدة ونحن لا وحدة فينا سوى الرضوخ لتياراتها ، والانحناء لدرجة الالتواء تحت هبوبها ، فمتى ندرك أننا لا نساوي سوى ذرة لقاح في أمواج الرياح ؟ وأننا بذرة متطايرة في عالم حدوده الروح فقط ، وأننا لا نملك من الحدود سوى حدقات البكاء على بعضنا البعض ، والوقوف على الطرق ملوحين للراحلين منا أمام أعيننا ، ولا يظل في الطريق الطويل والقصير سوى الرياح ، وبعض من بذور تلاقحنا في أزيز الأحزان التي دفعتنا لتحدي الرياح !!

 

 

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11057
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم