حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29795

أنثى و زنزانة

أنثى و زنزانة

أنثى و زنزانة

20-04-2013 09:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد نوفل
هكذا إذاً ، تسكبُ الريحَ في كأسٍ الأمنيات .. جولةٌ ليلةُ تتفقد فيها مهاجع الأحلام ، هنا حلمٌ تصافح لحيته وجهَ الأرض ، ولا يترك أي سبيلٍ ليتقرب للرب ، حيث لا حاجة هناك إلا لبعض الطمأنينة والإيمان ، وحلمٌ آخر يتجول في زنزانته وتتعلثم خطواته بأفكاره اليسارية عن الحرية والحرب وما بين إيمانه الكامل بأن أعظم حرية له الآن هي أن يلامس قضبان الزنزانة .

الزنزانة تلك الأنثى التي لن تستطيع إلا أن تحبها ، تمنحك حق الإختيار فإما أن تكون مرآتكَ التي ترى فيها نفسك ، وتكون فيها أقرب لذاتك ، وتمنحها الحب بكل نُبلٍ واحترام ، أو أن تكرهها وتبدأ رحلة التأقلم معها .

هذا الرأس المعتقل ، الذي يقتاد أحلامه بسلاسل الضعف والخوف إلى سجون الوحدة ، هذا الرأس المجنون ، الذي يفتت أحلامه ويصنعها قوتاً لصمته ، أي شئ ذلك الذي يقودك للعزلة ؟ ، وأي عزلة تلك التي ستؤويك ؟
تتمثل فيك كل أشكال الحزن ، وتقرع أجراس الهزيمة في ماضيك ، إلى أين اللجوء ؟ وأين المنفى ؟ ، هذ الفوضى التي تجوب الرأس الآن تحتاج إلى تلك العناية الإلهية كي تهدأ .

يستذكرني الآن قولهم " ولدتهم أمهاتهم أحراراً " ، وإني الآن استعبد نفسي ، وأشعل الفتنة بين طوائف القلب .

هذا القلب المتشبث بأطراف ثوبها ، المهاجر منها إليها ، المتمردُّ عليّ ، الثائرُ الممزق المرابط المنكوب المعانق ظلها ، الهارب اللاجئ منها إليها ، يصرخ " لا " ، يقول أن الحرية هي أن تقول لا في وجه النَّعَم ، وتمسح جبهة القدرِ بكفيك وتقاتل ، اصمد !!
لن تتجرد من أحلامك ، ولن تقتل نفسك ، فذاتك المقرونة بذاتها ، وعينك التي لا تدرك إلى عينها ، وقلبك النابض من قلبها ، وشمسك المشرقة من صوتها ، وليلك المرسوم بكحلها ، واسمك المخطوف من اسمها ، وكلُّ كلِّكَ راحل إليها ،
هكذا هما الحب والحرية لا يأتيان إلا من الممرات الضيقة جداً.
ومن الزنازين تولد الحياةْ .



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29795
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم