سرايا - أثار التقرير الذي رفعه جمال المحيسن عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" سخط التيار المتشدد من القادة التاريخيين في الحركة وجدلاً في الصالونات السياسية الفلسطينية التي تسرب لها محتوى تقرير المحيسن الذي يحمل صفة ( سري للغاية ).

 

 

ويحمل التقرير في صفحاته معلومات تدين بشكل مباشر مفوض التعبئة و التنظيم السابق في حركة فتح ابو ماهر غنيم بتسليم ملفات تنظيم فتح للموساد بواسطة القيادي المعروف محمد دحلان لدى عودته للاراضي الفلسطينية. وتضمن التقرير نسخة منه شكوى رفعها المحيسن للجنة المركزية للحركة تشير الى صعوبة المهمة التي أوكلت اليه بخلافة ابو ماهر غنيم كمفوض للتعبئة والتنظيم .

 

 

 ويشير المحيسن في تقريره الى انه اثناء زيارته مفوضية التعبئة والتنظيم في تونس لاستلام الأقراص المدمجة التي فرغت عليها وثائق التعبئة والتنظيم (اكثر الوثائق سرية بين وثائق الحركة)والتي كانت بحوزة سلفه غنيم فوجئ بان هذه الأقراص المدمجة قد اختفت قبل مغادرة ابو ماهر غنيم الى الأراضي الفلسطينية . المعلومات التي اوردها تقرير المحيسن افجعت بعض اعضاء اللجنة المركزية وإعادة الى الاذهان ملفات اعدتها اجهزة فتح الامنية حول تجنيد غنيم لصالح( الموساد) في ايطاليا .

 

 

مصادر مطلعة قالت ان غنيم واثناء مباحثات عودته لفلسطين للمشاركة في المؤتمر العام لحركة فتح الذي عقد في مدينة بيت لحم قام بتسليم هذه الوثائق لمحمد دحلان عراب الوساطة مع الإسرائيليين في موضوع عودة غنيم والذي قام بدوره بتسليم هذه الوثائق للإسرائيليين كجزء من الصفقة . المصادر ذاتها لم تبد استغرابها مما اورده التقرير،مشيرة الى ان غنيم بالأصل محاط بشبهات امنية رصدتها له اجهزة فتح الامنية ابان عملها في تونس, والعراق تدينه بعلاقة قديمة ( بالموساد ) بدأت هذه العلاقة التي عرب لها محيطين به في ايطاليا فترة مقاطعته من قبل قادة فتح بسبب اصداره سلسلة من الاوامر الانهزامية كذلك أوردت الاجهزة ان ابو ماهر غنيم اجرى لقاءات مع ضباط من جهاز الامن الخارجي الاسرائيلي ( الموساد ) واثناء هذه اللقاءات قدم ضباط ( الموساد ) كاسيت يحتوي على تصوير فيديو لفضائح جنسية صورت لغنيم فترة مراهقته المتأخرة ربما كانت هذه الكاسيتات وسيلة لاسقاطه وارتباطه بالموساد .

 

 

 واشار المصدر بان جزء من مضمون هذه الكاسيتات نشر مؤخرا على شبكة الانترنت ولا يستبعد ان يكون محمد دحلان وراء نشره حيث يسعى دحلان المتخصص بجمع وتسجيل كل ما تطاله يداه لادانة واسقاط كل من يستطيع النيل منهم وتوريطهم لتسهيل تنفيذ الوعود التي تلقاها من الأمريكيين والإسرائيليين لتولي مناصب عليا بالسلطة الفلسطينية . ويعمل دحلان على ذلك منذ اكثر من ثلاث سنوات بالتحديد عندما بدأت الاجهزة الصهيونية تتداول اسمه كأحد خيارات بدائل الرئيس الشهيد ياسر عرفات .

 

 

ويحاط ابو ماهر غنيم بمجموعة مشبوهة ومعروفة لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبعض الأجهزة الأمنية العربية تؤكد تورطهم بالجاسوسية لحساب ( الموساد ) الصهيوني وهذه المجموعة تسيطر على ابو ماهر غنيم بحكم ضعف شخصيته وتردده وهوسه بالخوف وهذه الصفات كانت المدخل للسيطرة عليه بحيث أقنعته بالإحجام عن التنظيم والإبقاء على مجموعة لاستخدامها عند الطلب والتخلي عن ادعائه عدم قناعته بالمسار السياسي لفتح والعودة لفلسطين تحسبا من ان يفقد مكتسباته ويتم استبعاده من اللجنة المركزية الجديدة لحركة فتح وهذه المجموعة حضرت بكاملها مؤتمر فتح في بيت لحم بتنسيب وتزكية من غنيم ولها الفضل في إنجاحه في انتخابات اللجنة المركزية للحركة . ومن ابرز أعضاء مجموعته جاسوس معروف لدى أجهزة فتح الأمنية ولديه ملفات لدى الأجهزة الأمنية العربية ويدعى ( نظمي الحزو ري ) الذي ارتبط ( بالموساد ) في أوروبا عن طريق زوجته وعديله بعد أن أسدل الستار عنهما و ( لؤي عيسى )سفير فلسطين الحالي في مسقط الذي جنده الموساد في موريتانيا .

 

 

وقالت المصادر : أن نصحا قدم للمحيسن بعد إن قدم تقريره للجنة المركزية بان يبدأ عمله بتأسيس مفوضية التعبئة والتنظيم من جديد وكأن شيئا لم يكن وان يحسن اختيار العناوين والتعامل مع الأقاليم الحقيقة للحركة من خلال التعامل مع عرابين حقيقيين للحركة على جميع الساحات لإصلاح ما أفسده المؤتمر السادس بالحركة والعاملين في تصفية فتح والنهوض بمفوضية جديدة حقيقة تصلح ما أفسده سلفه غنيم بفعل الجهل والتآمر وإنصاف من تم غبنهم وتغيبهم وقالت المصادر: إن جمال المحيسن يعتمد أسلوبا جديد من إعادة بناء مفوضية التعبئة والتنظيم من الصفر تتسم بالسرية المطلقة بأسلوب إداري متطور يحمل تصور لكل ساحة على حدة،ومبنية على دراسات تقدم له من قبل مساعديه الذين يجرون حاليا دراسات على كافة الساحات التي تنشط عليها حركة فتح والتقوا ممثلين حقيقيين عنها .

 

 

 

وتشير المصادر بان حراكا جادا تشهده صفوف قادة عسكريين وسياسيين مخضرمين أثمر في بداية خطواته عن إنشاء دائرة موسعة بعد نتائج مؤتمر فتح السادس مهام هذه الدائرة التي تعمل بعيدا عن الأضواء وبمعزل عن قيادة السلطة الفلسطينية وأعضاء اللجنة المركزية جمع الملفات الأمنية والسياسية التي اختفت من دوائر الحركة ورصد ما هو جديد بطرق إدارية حديثة للجم كل المحاولات ردم حركة فتح وتصفيتها من خلال تدمير دوائر الحركة وأجهزتها . يشار اخيراً الى ان عودة ابو ماهر غنيم للأراضي الفلسطينية العديد من الشبهات بعد سنوات من إقامته في الجمهورية التونسية وادعائه بمعارضته لاتفاقية اسلوا جنبته فتح ملفات كانت مدار جدل واخرجته من مرمى مجهر اجهزة فتح الامنية .

 

 عن البوصلة