حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11458

قضية للنقاش : لا كرامة لمبدعينا في بلدهم

قضية للنقاش : لا كرامة لمبدعينا في بلدهم

قضية للنقاش :   لا كرامة لمبدعينا في بلدهم

18-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

 


 سرايا ( خاص)- ماجد الخواجا تزداد بصورةٍ ملحوظة وغير مبررة تلك الاحتفاليات المتعلقة بالإعلام أو الثقافة، كذلك جاءت تلك النتائج التي تتحدث عن أهم مائة شخصية عربية مؤثرة في العالم العربي، حيث تضمنت القائمة مفارقات مدهشة تبيّن درجة التناقضات والتشوّهات في الوعي والحياة العربية، فقد بينت النتائج أن شخصيات الكليبات والأغاني والرياضة تؤثر بشكل كبير على الرأي والمزاج العام، فيما كادت تختفي تماماً صورة وتأثير المثقفين والأدباء وحتى السياسيين.. كما يلاحظ بأن دول الخليج العربي قد دخلت بقوة حلبة مثل هذه المسابقات والجوائز والمؤتمرات الباذخة سواء من حيث الكلف المادية أو الدعاية المبهرة لها.. لقد احتضنت عمان في العام الماضي المؤتمر الإعلامي العربي الرابع، وشاهدنا تلك الاحتفالية التي تواصلت على مدار ثلاثة أيامٍ دون أن تتمخض عن هذه الفعالية سوى أخذ الصور وتوزيع الجوائز وبعض التوصيات والإعلان عن مكان انعقاد المؤتمر في العام الذي يليه.. والملاحظ أننا في الأردن لا زلنا نفتقر إلى الرؤى الواضحة في عمليات ما تدعى ( التنجيم) للإعلاميين والمثقفين.. فلا زال الأردني يعاني لوحده في إثبات حضوره في المحافل العربية والعالمية، ولا زلنا نسمع أخبار وإنجازات العديد من الأردنيين عبر وسائل الإعلام العربية، والذين يستحقون الرعاية والدعم، لكنهم لا يلقون أية عناية في الداخل.. ولو أردنا ذكر الأسباب في تجاهل المبدعين الأردنيين داخل الوطن، فسنجد عدة عوامل ومنها وجود ما يسمى بالوصاية البطركية الأبوّية في مجال الإعلام والثقافة والفكر والأدب والأحزاب والنقابات وحتى منظمات المجتمع المدني والجمعيات التعاونية والخيرية.. فنحن وبالرغم من تبنينا النهج الديمقراطي شكلياً، إلا أن الممارسة الفعلية هي أبعد ما تكون عن الديمقراطية، حيث لا زال هناك الزعماء التاريخيين الملهمين للأحزاب والنقابات والجمعيات والاتحادات والروابط والأندية الرياضية والمراكز الشبابية.. بل لقد تم في حالاتٍ كثيرة اتباع سياسة ( التوريث) لمنصب الرئيس أو الأمين.. وهذه السياسة الاجتماعية عملت على تقييد الناس ولجم إبداعاتهم، لن أتحدث عن تجربة شخصية، لكن هذا ما وقع فعلاً.. فقد تقدم أحد المثقفين لوزارة الثقافة من أجل دعم نشر مخطوط وهو عبارة عن مجموعة قصصية ونصوص، لكن الأوصياء الجاهزين رفضوا تقديم الدعم بحجّة أن المخطوط لا يصلح للنشر على حساب وزارة أوصياء الثقافة.. المفارقة أن إحدى قصص هذه المجموعة فازت في مسابقة أدبية عربية، بل وكان صاحبنا هو الفائز الوحيد من الأردن.. وهناك حديث دائم حول كيفية قبول المخطوطات.. وكيفية الترشيح للزيارات الثقافية الخارجية.. وكيفية الترشيح لجوائز التفرّغ الإبداعي وما تدعى بالمخيمات الإبداعية.. هذه وغيرها مثل كيفية النشر في المجلات الثقافية التي يهيمن عليها عدد من الأوصياء.. بحيث يستطيع أياً كان ملاحظة تكرار ذات الأسماء وتنقلّها بين المجلات.. فتارةً يكون هذا الوصّي كاتباً.. وتارةً يكون ناقداً.. أو منقوداً.. أو عضو هيئة التحرير.. أو مستشار للمجلة.. وهكذا.. هذا هو المشهد الثقافي في الأردن.. حيث أن تجربة مدينة اربد الثقافية بحاجةٍ إلى مراجعةٍ جادة ومحايدة ومخلصة لنكتشف حجم الوصاية المعتادة.. وحجم الكلف والنفقات، وبالتالي العائد ( الثقافي) لمثل هذه الأفكار.. عندما يقول وزير الثقافة الأسبق في مقابلتي الصحفية له بأن أكثر من مائتا وعشرين هيئة ثقافية في عداد الأموات.. وعندما يصرّح في المقابلة تلك بأن أكثر من 60% من موظفي الوزارة لا يحملون الثانوية العامة.. وعندما يصرّح وزير أسبق بأنه قام بتعيين أكثر من عشرين ملحقاً ثقافياً من محافظته، منهم من لا يحمل الثانوية.. وعندما نقرأ كيف تتم عمليات تعيين المستشارين الثقافيين والإعلاميين.. هذه وغيرها تؤكد أن المشهد الثقافي هو مشهد بائس متهالك مهما حاولت الوزارة تجميله بالأرقام والورشات والمخيمات.. فالحكاية أن كل ما تقوم به الوزارة لم يشفع لأحد أوصيائها بأن يكون ضمن أسماء المثقفين العرب اللامعة.. إننا ندرك بأن وزارة الثقافة لا تنتج الثقافة.. لكنها عندما تقوم بدورها المحايد والموضوعي.. فهي تستطيع أن تسند وتدعم العمل والجهد الثقافي.. حينها لن نقول أبداً: أغلقوا وزارة الثقافة..  


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 11458
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم