حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10626

لا تنسوا النكبّة يا أحفاد الجدّة

لا تنسوا النكبّة يا أحفاد الجدّة

لا تنسوا النكبّة يا أحفاد الجدّة

14-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :





تحدثَ الأجداد و الآباء كثيراً , و اليوم نجلس على ضفاف جرح الألم و الدماء ما زالت تجري كالنهر , جرحٌ عميق يأبى أن يُضمد و دماءٌ قدر لها أن تبقى تنزف , نتذكّر و نُذكّر الأحفاد بالنكبة و التي أنجبت لنا نكسة .


هذا اليوم لن يختلف كثيراً ؛ فما زلنا نعيش النكبات و النكسات و التي تنتقل من وطـنٍ إلى آخر , و سنبقى نتحدثُ إلى أن تعود فلسطين حـرّة , ربما هو حُلم الكثيرين و لكنه حقٌّ للمظلومين .


قصّوا لنا الحكايات و الروايات , قالوا كل شيء ولم تبق أي كلمات , لم يبق شيء لم يقل , سنرى اليوم الدموع تتساقط من جديد ألماً من عيون عاصرت ذلك اليوم , سنسمع اليوم من الجدّة قصة ليست جديدة و لكن ألمها يتجدد كل عام .


اليوم تحتفل ما يقال عنها إسرائيل بقيام دولتها المزعومة , اليوم الفرحة في معظم بيوتهم , فكيف تكون الفرحة عندهم ؟!!


في إحدى بيوت المستوطنات " المغتصبات " يجلسُ صهيوني مع عائلته بجانبه زوجته و أبنائه و أحفاده على الطاولة توجد كعكة مرسوم عليها فلسطين مطعونـه بستين شمعة بالإضافة إلى زجاجتين من الدماء , زجاجة دماء عُمرها ستون عاماً ، و زجاجة أخرى عمرها أيام , الأولى للأب الصهيوني و زوجته و الثانية لأبنائه و أحفاده .


يتحدث لهم عن بطولاته و عن تاريخه المزيف , يتحدث لهم بفخر و بإنجاز كيف قتل و شرّد , وكيف اغتصب و دمّر , فتبدأ حفيدته بتقطيع الكعكة و مع كل قطعة يروي الصهيوني كيف قطّع فلسطين هو ورفاقه , رغم إختلاف السكين إلا أنّ هناك رابطاً ليس بعجيب بينهم , و كلما أراد أن يروي عطشه يشرب كأساً من زجاجة الدم العتيقة , و أبناؤه و أحفاده يشربون من الزجاجة الأخرى بتلذذ , الزجاجة الأولى حقاً إنها مؤلمة و لكن الزجاجة الأخرى مؤلمة أكثر , فالأولى هي دماء الأجداد المقاومين , و الثانية هي دماء الأطفال و العرب متفرّجين .


في الجهة الأخرى تتألم فلسطين بسلبِ ترابها و بمقتلِ أجدادها و تشريد أبنائها ؛ فاليوم الحزن في كل بيوت فلسطين في الداخل وفي الشتات و المخيمات , واليوم الألم في كل بيوت العرب الأحرار , فدعونا نسمع كيف تكون النكبة بلسانِ الجدّة ؟!!


في إحد بيوت فلسطين تجلسُ الجدّة مع من بقيّ من أبنائها و أحفادها بيدها مفتاح بيتها القديم " مفتاح العودة " , و على الحصيرة توجد زجاجتان من الدموع واحدة بطعم الحسرّة و الثانية بطعمِ الألم , حسرّة عمرها ستون عام و ألم يتجدد مع الأيام , الجدّة و الأبناء يشربون من الزجاجتين دون اختلاف رغم اختلاف الزمان .


تتحدث الجدّة للأبناء و الأحفاد عن اغتصاب الوطن , تتحدث بألم و حسرّة كيف افترقت عن أهلها و كيف استشهد زوجها و وكيف سُجنّ أبناؤها, و مع كل رواية و قِصة تنزل الدموع تروي تجاعيد الوجه المضاء المحفوف بالأمل , أملٌ بالأحفاد أن يعيدوا البيت للجدّة قبل أن تفارق الحياة .


يا أحفاد ماتت الجدّة على الألم رغم الأمل و فلسطين هي الألم , لا تخيبوا أمل فلسطين بكم , ولا تنتظروا موت فلسطين كما ماتت الجدّة , ولا تنسوا حكاية الجدّة , لا تنسوا النكبّة .


فلسطين لنا هكذا كانت و غداً ستعود و إنْ طالت .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10626
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم