سرايا -

سرايا - اجمعت دوائر سياسية أردنية على أن إعادة تشكيل مجلس الأعيان الأردني أو ما يعرف بمجلس الملك المكون من 55 عضوا أعطى مؤشرا واضحا لصورة مجلس النواب القادم خلال العام المقبل إذ إن مجلس الأعيان الجديد جاء بعد أن استقال زيد الرفاعي من منصبه واعتزاله العمل السياسي فور إعلان نجله سمير تشكيل الحكومة الجديدة.

ويرى المراقبون أن التشكيلة الجديدة بمثابة هندسة طريق جديد لمرحلة مقبلة فرضتها الأحداث السياسية الحالية أو ما ستكون عليه مستقبلا سواء بتعنت إسرائيل حول عملية السلام أو ما يجري من انقسام بين حركتي فتح وحماس في فلسطين، إذ إن صاحب القرار بدأ يستشعر عن بعد أن هناك متطلبات دولية سيتم فرضها على الأردن تكون مرتبطة بالمساعدات المالية والاقتصادية، لذلك سارع الأردن إلى ترتيب أوراقه قبل أن تفرض عليه أجندات خارجية تخل بميزان القوى على الصعيدين السياسي الداخلي أو الاقتصادي وتبعات الأزمة العالمية.

وهذه التغييرات طالت السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وستشهد المناصب العليا في الدوائر الحكومية المستقلة وإحلال كفاءات جديدة تواكب متطلبات المرحلة المقبلة.

وجاء إعلان النبأ في وقت متأخر من يوم الخميس يكون عادة الأردنيون فيه قد خرجوا من عمان لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مختلف المحافظات وغير متابعين للأنباء وتفاجأ البعض منهم بالخبر صباح اليوم التالي أو ظهر يوم الجمعة لذلك أحدث التغيير الدهشة لدى بعض النخب السياسية المتابعة خاصة أن التوقعات في البداية كانت تشير إلى أن الملك سيعين رئيسا جديدا للأعيان هو طاهر المصري وإبقاء أعضاء المجلس على حالهم لما بعد الانتخابات النيابية المقررة قبل نهاية العام المقبل غير أن الوقائع خالفت التوقعات مرة أخرى.

وعلى الرغم من أن مجلس الأعيان ليس له دور تشريعي ورقابي في غياب النواب وينحصر حضورهم في تمثيل الأردن في المحافل العربية والدولية. ويظل وجودهم شاهدا دستوريا على السلطة التشريعية في البلاد فإن إعادة تشكيله كان بحد ذاته رسالة يؤكد فيها صاحب القرار أن سياسة التغيير لن تقف عند مؤسسة أو شخص وستطال جوانب العمل السياسي كلها في البلاد.

وأبرز معالم التغيير تعيين رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، الشخصية الديمقراطية والليبرالية، رئيسا للمجلس بعد دورات عديدة كان الاختيار فيها يقع دائما على وجوه محافظة حيث يتمتع المصري برصيد سياسي وشعبي ولقي تعيينه في المنصب ارتياحا واسعا في الأوساط العامة ووجوده على رأس الأعيان سيغير الكثير في صورة المجلس لدى الرأي العام ، كما أن اختياره لهذا الموقع المتقدم في الدولة سيساهم في تخفيف الضغوط الداخلية والخارجية.

ويضيف المراقبون أن ضم رئيس الوزراء الأسبق عبد الرءوف الروابدة ورئيس مجلس النواب (المنحل) وعبد الهادي المجالي شكّل مفاجأة لهم وأن الهدف من ذلك واضح وهو قطع الطريق على ترشحهما للانتخابات النيابية المقبلة لإفساح المجال أمام بروز قيادات برلمانية جديدة في الانتخابات المقبلة وإفساح المجال أمام الحركة الإسلامية للمشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة التي من المتوقع أن تظفر بنحو 25 في المائة من مقاعد المجلس (110 مقاعد) ، إضافة إلى أن إعادة توزيع الدوائر الانتخابية في المناطق التي يوجد فيها أردنيون من أصول فلسطينية سيفتح لهم المجال للوصول إلى 30 في المائة من عدد مقاعد المجلس.

لذلك فإنه من غير المستبعد أن يتولى أحد أعضاء الحركة الإسلامية رئاسة مجلس النواب القادم كما حصل عام 1993 عندما تولى المنصب عبد اللطيف عربيات الرئيس الحالي لمجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

وأكدت رسالة رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري التي بعثها إلى الملك عبد الله الثاني على جملة من الثوابت المتعلقة بدور مجلس الأعيان في المرحلة المقبلة والحرص على ترسيخ دور السلطة التشريعية مؤكدا أن دور مجلس الأعيان في التشريع والمراقبة والمساءلة يتزامن مع دور مجلس النواب.

رسالة المصري التي أكدت أيضا قيام السلطتين التنفيذية والتشريعية بدورهما الدستوري دون أن تتغول سلطة على أخرى، الرسالة حملت دلالات مهمة متعلقة بدور مجلس الأعيان في المسيرة الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدل والمساواة وترسيخ دولة المؤسسات وسيادة القانون.

خارطة التشكيلة الجديدة ضمت أعضاء جددا وآخرين من المجلس السابق، فأما الجدد فكانوا 28 عينا جديدا بعضهم كان عينا في مجالس سابقة لكنه لم يكن عضوا في المجلس السابق، فيما احتفظ 27 عينا بعضوية المجلس إذ دخل الأعيان الجدد وهم نادر الذهبي، عبد الرءوف الروابدة، عبد الهادي المجالي، طاهر حكمت، عبد الله النسور، الدكتور عوض خليفات، حمدي الطباع، صالح ارشيدات، بسام قاقيش، محمد عفاش العدوان، فواز أبو الغنم، راتب السعود، محمد سالم الذويب، سميح دروزة، محمد عودة انجادات، محمد خير مامسر، سميح بينو، حاتم الحلواني، تمام الغول، أمل الفرحان، محمد علي العلاونة، حمد الكساسبة، عيسى الريموني، ظاهر الفواز، نزيه عمارين، عبد الله الهباهبه، ناديا بشناق ونائل الكباريتي.

تشكيلة الأعيان ضمت أيضا جميع رؤساء الوزارات في عهد الملك عبد الله الثاني، وهم الدكتور فايز الطراونة، عبد الرءوف الروابدة، المهندس علي أبو الراغب، فيصل الفايز، الدكتور عدنان بدران، الدكتور معروف البخيت، المهندس نادر الذهبي.

كما دخل إلى مجلس الأعيان ثلاثة نواب من مجلس النواب الخامس عشر المنحل وهم رئيس المجلس المهندس عبد الهادي المجالي وعبد الرءوف الروابدة وسميح بينو.

وضمت التشكيلة الجديدة أربعة حزبيين وهم رئيس حزب التيار الوطني المهندس عبد الهادي المجالي والأمين العام لحزب التيار الوطني الدكتور صالح ارشيدات كما ضمت التشكيلة المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين عبد المجيد ذنيبات الذي لا يزال قياديا في الحركة الإسلامية والذي كان أيضا عضوا في مجلس الأعيان السابق كما احتفظت نوال الفاعوري بعضوية المجلس وهي عضو في حزب الوسط الإسلامي.

وضمت التشكيلة رئيسي غرفتي صناعة وتجارة الأردن وهما حاتم الحلواني ونائل الكباريتي.

ودخلت مجلس الأعيان سبع سيدات منهن من دخلن لأول مرة وهن: تمام الغول، أمل الفرحان وناديا بشناق.

فيما حافظت أربع سيدات على عضويتهن في المجلس وهن ليلى عبد الحميد شرف، ووجدان الساكت، ونوال الفاعوري، وهيفاء أبو غزالة.

عن الشرق الاوسط

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا