حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19013

الدكتور طراد سعود القاضي

الدكتور طراد سعود القاضي

الدكتور طراد سعود القاضي

19-12-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

ما نشرته سرايا الأسبوع الماضي عن الذكرى السابعة لرحيل ابن الوطن البار الدكتور طراد سعود القاضي ، فتح الجروح والأشجان وكانت لفة رائعة من سرايا للتذكير بذلك العملاق الوطني الكبير الذي رحل عن عالمنا منذ سبعة أعوام وبضعة أيام تقريبا ، والوطن بأمس الحاجة لأمثاله ، أكتب اليوم عن ذكرى رحيل طراد القاضي الإنسان قبل الطبيب والمناضل الوطني في زمن عز فيه النضال وتحول لدى الكثير من المحسوبين على الصف الوطني لأعمال البزنس أو النضال الحنجري الذي بعضه مدفوع الثمن للأسف من فنادق خمسة نجوم . أكتب عن طراد الإنسان الذي عرفته عن قرب خاصة عام 1996 م بعد اعتقالي في أحداث الخبز بالجنوب أو ثورة الخبز كما يسميها الكثير من أبناء شعبنا الطيب ، أتذكر كيف احتفل بي الدكتور الطراد القاضي عندما تشرفت بزيارته شخصيا في عيادته بسوق البخارية القديم بإربد ، لأشكره على موقفه الوطني من أزمة الاعتقال والمعتقلين الذي كنت واحدا منهم ومطالبته وزملاءه الوطنيين الشرفاء نذكر منهم بالفخر والاعتزاز المناضلة توجان فيصل بإطلاق سراح المعتقلين ومتابعتهم الحثيثة لذلك ، كما أتذكر مئات البسطاء من القرى والمخيمات اللذين كانت تعج بهم عيادته أتذكر تلك المرأة المسنة التي تجاوزت السبعون عاما من عمرها كما يبدوا وهي تراجعه وبعد الكشف طلب من سكرتيره وهو من عائلة الغرايبه ويدعى محمد إذا لم تخونني الذاكرة أن يذهب للصيدلية ويأتي بالعلاج لتلك المرأة المسنة على حساب الدكتور الطراد وكانت قيمة العلاج وقد رأيت ذلك بنفسي (13.750 ) ثلاثة عشر دينارا وفلســ750ـا ، وقد انشغلت تلك السيدة المسكينة بمحاولة فتح عقدة منديلها وكان بها خمسة دنانير وأكيد أنها لا تملك غيرهم لكي تحاسب الدكتور طراد الذي قال لها في إنسانية لا تعرف التصنع والتمثيل (يا خالة خلي فلوسك في جيبك وخذي هذا العلاج وتوكلي على الله ) تسمرت مكاني وأنا أتابع تلك الحالة وذلك المنظر الذي تعجز الأقلام عن وصف تلك الحالة وقلت للدكتور الطراد مازحا والله أنت والدكتور نزيه عمارين يجب أن تضعوا على عياداتكم آرمات تحمل (حالات إنسانية فقط) ضحك رحمه الله وقال بما معناه إن الطب أساسه إنساني وأقدس مهنة إنسانية ، وقد تركت تلك القصة في نفسي أثرا كبيرا ومن رأى ليس كالذي سمع وحمدت الله أن الوطن بخير بوجود مثل تلك النماذج الإنسانية الرائعة ، كما أتذكر ترشحه للانتخابات النيابية بعد رحيل شقيقه المرحوم بإذن الله نواف القاضي ، وقد حصل الدكتور على أعلى الأصوات في انتخابات حقيقية لم يحدث فيها أي شوائب كونها تكميلية ، وأتذكر الحماس الوطني لنجاحه خاصة من أبناء دائرته وقد رأيت بتلك الانتخابات التكميلية حضور أصناف من البشر لم يصوتوا بحياتهم ومنهم كاتب هذه السطور ، واذكر أنني قلت للدكتور طراد أثناء الإعداد للانتخابات بما معناها أن عدد النواب المعارضين في المجلس (24) نائبا وأنت ستكون (25) ولن يؤثر ذلك بشيء ولكن ما هو مهم بالنسبة لي شخصيا أن يخرج من هذه الدائرة وتلك المنطقة من يقول لا لحكومات الفساد والإفساد والتبعية . وأنت يا دكتور بموقفك الوطني خير من يمثل هذه المرحلة وقد أسره ذلك كثيرا وقال كلاما جميلا رائعا كله من أجل الوطن وبعد النجاح لم يخيب آمال ناخبيه فقد كان انحيازه واضحا للوطن وللشعب وعندما وجد نفسه في حرج بين حكومات تشخصن حتى القضايا الوطنية والإنسانية وبين شعب يطلب منه الكثير وبعض تلك المطالب خاصة ، وقدم استقالته من ذلك المجلس وكان رحمه الله يقول وقد سمعتها منه ( كيف أعارض أخطاء الحكومة والتجاوزات التي تحدث وبعد ذلك أطالب بأشياء وخدمات تخص قطاعات أو أشخاص معنيين ) وقد عدل عن الاستقالة نتيجة الضغوط الشعبية وتفهم الناس لموقفه وانه نائب وطن وليس نائب حارات وأيضا نتيجة جهود زملاءه النواب وعاد إلى المجلس مرفوع الرأس كما كان دائما وهو بالفعل من الشخصيات الوطنية التي يفخر بها الوطن ، وقد جالت في خاطري تلك الذكريات التي فتح جروحها موقع سرايا الرائع رغم أن الدكتور طراد القاضي كان وسيبقى الغائب الحاضر في ذاكرة الوطن وكل الشرفاء من أبناءه المخلصين ، وسألت نفسي لماذا نتذكر من رحل عن عالمنا منذ سنوات في الوقت الذي نلف الكثير من الأحياء في أكفان النسيان . رحم الله الدكتور الإنسان طراد سعود القاضي وأسكنه فسيح جنانه وتجاوز عن أخطائه فقد كان نموذجا وطنيا صافيا مشرقا فهو وأمثاله من هذه النماذج ستبقى عصية على النسيان لأنها مكتوبة بأحرف من نور في سجل الخالدين حتى يرث الله الأرض ومن عليها والسلام . عبد الهادي الراجح


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19013
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-12-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم