25-11-2009 04:00 PM
الحـــل هـــو الحــــل كنت في طريقي إلى الكرك مع الصديق عدنان الروسان لسماع محاضرة لمعالي أبو هزاع في الكرك وذلك يوم الأحد ، وفي الطريق جرى نقاش حول أداء مجلس النواب ، فقلت إنني بصدد كتابة مقال بعنوان الحل هو الحل ( فيما يتعلق بمجلس النواب ) وفعلاً كتبت جزء من المقال يوم الاثنين وبقيت الرتوش الأخيرة لإرساله للنشر ، إلى أن كان القرار الموفق لجلالة الملك الذي وصلته رسالة الشعب وأحاسيسه وقرر التخلص من هذا العبء بعد أن تبين أن فترة الشهرين الذي منحها للمجلس لتصويب أوضاعه قبل بدء الدورة العادية لم تثمر ، إذ بقيت الأمور على ما هي عليه بل أسوء وكانت رصاصة الرحمة للشعب والنواب والحكومة وكل من له علاقة بالموضوع السياسي مطلقاً بالتزامن بتعليمات لوضع نواة لإصلاح ديمقراطي سياسي فعلي ، إنطلاقاً من تعديل قانون الإنتخاب وصولاً إلى إجراء إنتخابات عادلة شفافة ونزيهة . وهذا يقتضي أولاً إعداد قانون إنتخاب مختلط يعطي القائمة النسبية للأحزاب نصف عدد المقاعد كحد أدنى والدوائر النصف الآخر إبتداءً وصولاً إلى إنطلاقة حزبية ديمقراطية تضع الأردن في مقدمة الدول العربية كما نتمنى له . والعدالة تقتضي توزيع المقاعد الانتخابية على الدوائر حسب عدد السكان تحقيقاً للعدالة ، فلا يصح أن مدينة تعدادها السكاني نصف مليون لها أربع نواب في البرلمان في حين منطقه عدد سكانها 30 ألف يكون لها أربع نواب ، ولتكريس مبدأ الشفافية والنزاهة لا بد من تشكيل لجنة عليا من أشخاص مشهود لهم بالنزاهة ونظافة اليد ، وبإشراف قضائي مع السماح للمؤسسات العربية والعالمية بالإشراف والمشاهدة لكي يشهدوا أمام العالم بنزاهة الانتخابات ، حتى يصل الشعب إلى قناعة أنه من اختار هؤلاء النواب ويتحمل نتيجة اختياره . وعوده إلى المجلس المنحل ، فإن طريقة وصول النواب اعتمادا على المال السياسي وتزكية ومباركة الدوائر الأمنية شكلت الموقف المبدئي للشعب الأردني من النواب ثم ممارسات النواب خلال عمر المجلس ، عززت قناعة الناس بضرورة حل المجلس لأن بحث النواب عن مصالحهم الشخصية وتكريس الشللية والمحسوبية والفساد ، أصبحت ممارسة يومية لكثيرين منهم ، وكذلك تشكيل كتلة الأكثرية التي تشكلت تحت مسمى ( نواب الأَلو ) مما أدى إلى ضياع حقوق الكثيرين وتهميش المؤهلين وحرمان المجلس من طاقات الكثيرين من المتخصصين وتوزيع مناصب رؤساء اللجان والمكتب الدائم بين أعضاء الكتلة مما أدى إلى انقسام داخل الكتلة وعزوف المستقلين وباقي الكتل من المشاركة الفاعلة وحتى الامتناع عن حضور الجلسات كما أن تهريب النصاب لكثير من الجلسات لأسباب معروفة وعدم حضور كثير من النواب لمعظم جلسات المجلس أدى إلى شعور شعبي مناهض للمجلس. وكذلك غياب المجلس عن الأزمات الإقليمية وضعف دوره الرقابي ، كما أن استخدام التشريعات كأداة عقاب لمن يناهض كتلة الأكثرية ، والتعامل الهامش مع القضايا الأساسية والبحث عن الأجندات الخاصة ، وكذلك تقلب الآراء وتبعية الأشخاص ، وضعف شخصية الكثيرين من النواب كان له أعظم الأثر في تسريع حل المجلس ولا ننكر أن هناك نواباً مخضرمين حاولوا تعديل المسار دون جدوى . وكان أن جلالته وبرؤيته الثاقبة للأمور أقدم على هذه الخطوة التي تحسب له حتى لا يؤجل الإصلاح السياسي سنتين ، وحتى نهاية المجلس أدام الله الملك ذخراً وسنداً لهذا الشعب وملجأً تستند إليه عند الصعاب .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-11-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |