بقلم :

بعدما أطاحت الشعوب العربية بالأنظمة الفاسدة،وأصبح في هذه الدول جو ديمقراطي،وذهبت سيطرة الحكام الفاسدين،استطاع الإسلاميين أن يحققوا نجاحات باهرة في أكثر من دولة عربية ،فقد حصل الإسلاميين على أغلبية البرلمان في تونس وأيضا في مصر والمغرب.

وللأسف الشديد نرى بعض المفكرين ذات التوجهات الفكرية الأخرى يهاجمون صعود الجماعة الإسلامية في الوطن العربي، فلماذا هذا الهجوم وهذا الانتقاد.

أن صعود الإسلاميين في الدول العربية دليل أن الشعوب العربية اختارتهم،وصندوق الاقتراع الذي يجعلهم في المقدمة،وصندوق الاقتراع هو الذي يجعلهم في المؤخرة وفق الدستور،فهم لا يحكمون شعوبهم بالانقلابات العسكرية،بل يحكمون شعوبهم بالخيارات الديمقراطية.

وانتم أيها المنتقدون للنجاح الإسلاميين،أليس بعض من تأويدهم من أصحاب التوجهات الفكرية الأخرى حكموا بلدان عربية،ووضعوا الشعوب العربية في تمنيات وأحلام ووعد الشعوب العربية بحياة فضلى وكريمة، وتحولت هذه الاتجاهات الفكرية إلى أنظمة قمعية مستبدة،ومثال بسيط على هولاء نظام حزب البعث في سوريا،فإذا توقفوا عن هجوم على الإسلاميين وعلى صعودهم في الوطن العربي،وقد يتقولون على الإسلاميين ،أنهم يسرقون ثورات الشعوب العربية،فهذا كلام خاطئ وغير دقيق فالإسلاميين قد عانوا من ظلم الأنظمة القمعية،وناضلوا كما ناضلت الشعوب العربية في سجون الأنظمة القمعية،وهولاء المغرضين يتشدقون أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تضع الإسلاميين في السلطة،فهذا كلام غير دقيق ومجحف في حق الإسلاميين،فلو كان الغرب يريد أن يضع الإسلاميين في الحكم،لوضعهم في السلطة ما قبل الربيع العربي،أن الغرب كان يسلط حكام القمع وأجهزتهم على الإسلاميين،إذ هم عانوا مثلما عانت الشعوب العربية من الطغاة،فلا نحكم عليهم إلا بعد أن يمارسوا فترة طويلة من الحكم تكون ضمن القانون إما أربع سنوات أو فترة محددة،ثم نقيم خلال هذه الفترة بايجابيات حكمهم أو سلبياته،وحتى لو تحول البعض منهم إلى مستبد فاسد أو قامع،فان الشعوب العربية ستقصيهم أما بصندوق الاقتراع أو الخروج في الميادين.

أن بروز الإسلاميين في هذه المرحلة حق مشروع لهم كغيرهم من التيارات،التي برزت في العقود الماضية،وحتى لو فشلوا في إدارة البلدان العربية أو فشل البعض منهم،لا يعني نهاية المطاف ولا تكون ذريعة لبعض الاتجاهات الفكرية لتهجم على الإسلاميين أو أصحاب التوجهات الإسلامية.

وان الإسلاميين لا يختزلوا في اتجاه فكري معين ،كالإخوان المسلمين والسلفيين أو الاتجاه الصوفي،ولا يعني أن الاتجاه الإسلامي سقط، فهذا ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية، لتتقول وتتشدق انه إذا فشل الإسلاميين في الحكم،أن الاتجاه الإسلامي أو الدين الإسلامي منهاج فاشل،لقد حاربت الولايات المتحدة الأمريكية الإسلاميين بشتى الوسائل والطرق ،فقد حاصرت الولايات المتحدة الأمريكية حركة حماس بجميع الوسائل ،بسب مواقف الحركة من الاحتلال الصهيوني ،وبعدما فشلت في محاربة حركة حماس حاولت التحاور مع الحركة ،وقد بعث الأمريكان شخصيات مرموقة إلى حركة حماس،مثل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عندما التقى مع حكومة حماس في غزة،والرسائل التي بعثها الرئيس الأمريكي اوباما في بداية حكُمة إلى حركة المقاومة حماس .

أن صعود الإسلاميين في هذه المرحلة يتطلب من الشعوب العربية استعايبهم وعدم الانتقاد والهجوم عليهم.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا