حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16413

الطفل ابراهيم .. قتلته سيارة وهو يحمل قالب حلوى عيد ميلاده

الطفل ابراهيم .. قتلته سيارة وهو يحمل قالب حلوى عيد ميلاده

الطفل ابراهيم  ..  قتلته سيارة وهو يحمل قالب حلوى عيد ميلاده

02-05-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا – ماهر ابو طير - قتلوه يوم عيد ميلاده.. بهذه الكلمات الحزينة المرة المتساقطة مع دمع والدته ، حكت لنا ام ابراهيم ، كيف رحل ابنها ، ابراهيم ذو الاربع سنوات ، يوم عيد ميلاده ، حين ذهب ووالده ليشتري قالب الحلوى ، من اجل ان يحتفل بعيد ميلاده.

 

برغم ، كل ما قيل وما يقال عن حوادث السير ، الا اننا بلا ذاكرة ، فما ان نخرج ، من مأساة لطفل حتى تحل اخرى ، وما زال من يقودون سياراتهم ، بذاك الطيش والجهل ، يواصلون ذات الاسلوب ، فقد خرج ابراهيم ووالده ظهر الخميس الماضي ، لشراء الحلوى والالعاب ، بمناسبة عيد ميلاد الطفل الذي صادف ذات يوم ، وعند عودتهم الى منزلهم ، في ام السماق الجنوبي ، وفيما كان الاب والى يمينه الطفل الطاهر الملاك المجلل بعطف السماء ، ينزلان من السيارة في ساحة ترابية بعيدة عن الشارع ، حتى كانت الصاعقة ، حين جاءت سيارة سياحية يسوقها بصورة جنونية ، احدهم ، ليفقد السيطرة على السيارة ويصطدم بالاب ، ثم يصطدم بالملاك الطاهر ، فيطير من موقعه اثني عشر مترا ، حتى وصل سور حديقة الجيران ، والحلوى غرقت بدم طفولته المنساب امام هذا الجهل والطيش اللذين ادانهما جلالة الملك وجلالة الملكة ، وكل مسؤول ، الف مرة ، مرت لحظات ، حاول الاب الوقوف ، لم يستطع.. صرخ بأعلى صوته... وين الولد وين الولد ، حتى دمعت السماء لاجله ، سمعت الام صوت الحادث وجاءت تركض تبحث عن ابنها ، وجدته بعيدا مهشما غارقا في الدم ، والعابه منثورة في التراب الممزوج بالدم ، وجدته بين الحياة والموت ، حملوه الى المستشفى حيث فارق الحياة ، تاركا يوم ميلاده ، وتاركا شموعه والعابه وحلوى العيد ، بعد ان غرقت في الظلمة كل الدنيا ، امام هذه المأساة.

 

اليوم ، يرقد الاب في المستشفى ، وجنازة الطفل الصغير اليوم ، وحول الاب والام المئات من الاقارب ، والغضب في عيونهم ، والدموع تتساقط وكأنها عودة للشتاء قبل وقته ، وهم يسألون من يتحمل مسؤولية هذه الحوادث ، من يتحمل مسؤولية قتل هذا الطفل الطاهر البريء ، من يتحمل ان يفقد الاب والام ، وحيدهم وتبقى امه تبحث عنه في الصور والذكريات.. هنا اكل وهنا جلس ، هنا ضحك ، وهنا بكى.. هنا كان ابراهيم ، هنا كان ابراهيم ، يرقد والده في المستشفى وقد تكسرت ساقاه ، وهو يقول.. الى متى سيقتلون اطفالنا ، ويصبح بديل الروح "فنجان قهوة" ويعود كل سائق الى عاداته ، الى متى سيقتلون اطفالنا.. وهل بوسعي اليوم ان اسامح بروح ابراهيم؟ يسأل الاب ، معبرا عن دم ابراهيم ، لن ينسوه ابدا ، مهما حدث ومهما صار.. ابراهيم الطفل الطاهر البريء ، جنازته اليوم ، يرحل عنا ، ووالده ووالدته ، يبحثون عن وحيدهم فلا يجدوه ، ولعل السؤال.. الى متى هذه الجرائم التي تسمى حوادث السير؟ الى متى هدر الارواح وخراب البيوت ، ومن يجبر اليوم روح الام التي تبدد ضياؤها ، وروح الاب ، التي ما زالت تبحث عن ابراهيم. سؤال برسم الاجابة لدى اصحاب القرار.

 

عن الدستور


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16413
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-05-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم