حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10711

الحمود يحث على جدية التعامل مع مؤشرات الجوع العالمية

الحمود يحث على جدية التعامل مع مؤشرات الجوع العالمية

الحمود يحث على جدية التعامل مع مؤشرات الجوع العالمية

18-10-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا - يُصادف يوم السادس عشر من أكتوبر ذكرى اليوم العالمي للأغذية، الذي يندرج ضمن سلسلة الأيام التي تستذكر فيها هيئة الأمم المتحدة أبرز الملفات والتحديات ذات الطبيعة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية حول المعمورة.

 

ويحل هذا اليوم مجددا، فيما بدا أن الأزمة المالية العالمية تكاد أو توشك أن تحط رحالها، وفق ما صرحت به عدد من المؤسسات المالية والنقدية الدولية أخيرا على هامش اجتماعاتها في العاصمة التركية إسطنبول، كما يأتي فيما لا يزال جرح نقص الأغذية واستمرار تفاقم نسب الفقر والجوع نازفا في مواضع مختلفة من العالم، فيما لم يكن العالم العربي بمنأى عن ذلك على الرغم من مقدراته المالية والطبيعية والبشرية المرتفعة، وهو ما يدفعنا للتفكير مليا في كيفية استثمار تلك القوى والميزات النسبية.

 

ويقول الدكتور نصير شاهر الحمود المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام”- المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة إن عودة ذكرى هذا اليوم مجددا تأتي السنة الحالية في وقت يعاني فيه ما يربو على مليار نسمة حول العالم من آفتي الفقر والجوع التي لا تمكنهم من الحصول على أبسط مقومات قوت يومهم، مؤكدا على أن البلدان التي تعاني نقصا في الأغذية، تتمتع بمقومات طبيعية تحتاج للفتة من المجتمع الدولي لتوجيه استثمارات القطاعين الخاص والعام لديه نحو المجال الزراعي في تلك البلدان، مشبها فقدان تلك الشعوب لأساسيات الغذاء بأنها ظاهرة قد تؤدي لإحداث خلل في الاستقرار العالمي في وقت ما لم يتم تدارك وطي صفحات هذا الملف سريعا.

 

وزاد "على الدول الغنية الاهتمام بشكل أكبر في هذا الملف، لأن تفاقمه قد يقوض من استقرارها وتبادلاتها التجارية الخارجية، ما لم تحسن تدبير هذا الأمر، إذ أنه لا يرق عن عُشر التفاتتها وتبنيها لأدوات ونفقات مالية كانت كفيلة بدرء الإفلاس عن مؤسساتها المالية والمصرفية".

وعلى الرغم من مساهمة الأزمة المالية العالمية في تراجع أسعار المواد الغذائية منذ خريف العام الماضي، وهو ما كان يدفع البعض للاعتقاد بأن مسلسل صعود الأسعار الذي بلغ ذروته صيف العام الماضي قد غادر دون رجعة، على أن الأزمة العالمية تسببت في فقدان الملايين لوظائفهم، وهو ما قلل من معدلات الدخل الفردي حول العالم، ما يعني تراجعا في القدرة على الحصول على الغذاء اللازم لتغطية كفايتهم وأسرهم .

 

ويحذر الحمود مما حذرت منه منظمة الغذاء والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، إذ يقول إن أعمال الشغب والمظاهرات التي شهدتها بعض الدول الفقيرة احتجاجا على نقص المواد الغذائية قد تمتد في الأمد القصير لتجتاح بلدانا أخرى كانت تكتفي بغذائها قبل سنوات قليلة، وهو ما قد يظهر جليا مع عودة النمو الاقتصادي العالمي خلال العام المقبل، وما قد يسفر عنه من زيادة في الطلب على تلك السلع الغذائية مقابل قلة الاستثمارات في هذا الميدان.

 

وأضاف "بحلول العام 2050، سيزيد عدد سكان المعمورة بواقع 3 مليارات نسمة، وعند الوصول لذلك التأريخ سيواجه العالم مخاطر التغيرات المناخية وشح مصادر المياه وتفوق المعروض على المطلوب من الغذاء، ما يتطلب مراقبة الدول العربية لإستراتيجيات نظيراتها المتقدمة، التي وضعت سياسات من شأنها قطع الطريق على الآثار التي قد تتعرض لها قبيل حلول التاريخ المذكور".

وعلى الرغم من إدراكه بأهمية الدور الذي أقدمت عليه بلدان خليجية من خلال توظيف سيولتها المالية نحو الاستثمار الزراعي في بلدان إفريقية وآسيوية، بيد أنه يؤكد على أن هذه التحركات ستكون ضمانة لأمن تلك الدول فحسب، فيما يتبقى على الدول العربية الأخرى عدم الإبطاء في اتخاذ إجراءات مشابهة على أراضيها، إذ أن نسبة الأراضي المستغلة من إجمالي الأراضي الزراعية في العالم العربي تظل محدودة، كما يجب أن يترافق ذلك مع تبني خطط سريعة التطبيق تأتي ضمن استراتيجيات ذات رؤى بعيدة.

 

وعاد الحمود لحض الدول العربية على الاستثمار بشكل في ميادين الري و البنية التحتية ورفع الكفاءة الإنتاجية الزراعية ومنع التوسع العمراني على حساب المواقع الزراعية، كما دعاهم لإقامة منشآت ملائمة صحياً لتخزين المواد الغذائية، فيما حث على ضرورة إدماج أساسيات الملفين الغذائي والزراعي في المقررات الدراسية المدرسية والجامعية لتحصين النشء الجديد ومنحه الجرعة الكافية من المعرفة حيال التحدي المقبل الذي يبدو ماثلا مع إطلالة العقد المقبل.

 

 

وتنادي منظمة الأغذية والزراعة العالمي بضرورة توفير استثماراتٍ قدرها 83 مليار دولار سنويا للقطاع الزراعي لدى البلدان النامية إذا ما أراد العالم أن يُهيئ ما يكفي من غذاء لتلبية احتياجات ما يناهز 9 مليار شخص من سكانه بحلول عام 2050، وهو ما يتطلب زيادة الاستثمار الزراعي بنحو 50 بالمائة قبيل حلول الأجل المذكور، إذ تتضمّن الاستثمارات المطلوبة مُستلزمات الإنتاج الزراعي والحيواني، إلى جانب خدمات الدعم اللازمة ومن أمثلتها سلاسل مرافق التبريد، ووسائل الخزن فضلا عن مرافق التسويق والمعالجة في مراحل الإنتاج الأولي.

 

ويحذر الحمود من اعتقاد البعض بأن الوقود الحيوي سيكون مخلص الإنسانية من براثن نقص تكاليف حيازة الأغذية المستقبلي المعتمد على أسعار الوقود، إذ يعتقد بأن هذا البديل – حال إنتاجه على نطاق واسع- سيُفضي إلى تخصيص مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لهذا الغرض، ما سيباعد بين الغذاء وقدرات الفقراء ويزيد الهوة المكونة بين الشمال الغني والجنوب الفقير.

 

 

وقال “سيلقي استخدام هذا البديل بظلاله على أسعار الزيوت واللحوم والخضار والألبان، التي ستعود لتحقيق ارتفاعات كبيرة في أسعارها، بالتوازي مع الإفراط في استخدام الوقود الحيوي".

ويؤكد الحمود على الدور الذي يتوجب أن تقوم به الدول الغنية يداً بيد مع نظيراتها العربية، لوضع حد لمسلسل تراجع القدرة على الحصول على الغذاء في العراق وقطاع غزة، إذ يحمل المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية وإنسانية لدرء نسب البطالة والفقر في هذه المناطق، حيث تسبب الاحتلال في إزهاق العديد من الأرواح من جراء عدم توفر إمكانية الحصول على ابسط مقومات العيش.

وقال “بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة نحو 85 بالمائة، في حين تصل في العراق لنحو 18 بالمائة، وهو ما يبعث بإشارات تفيد بتردي الحال الاقتصادي وبطبيعة النمط الغذائي في هذه المناطق، ما يفرض تطويق الآثار السلبية التي خلّفها الاحتلال والحصار على كل من المنطقتين العربيتين".

 

وعلى الصعيد العالمي، استعرض الحمود أبرز مؤشرات الجوع في العالم، فقد كانت أعداد الجوعى حول المعمورة بحدود 857 مليونا مطلع العقد الحالي، ثم صعدت بنحو عشرين مليون نسمة منتصف العقد ذاته، قبل أن تتجاوز عتبة المليار نسمة العام الحالي للأول مرة في تاريخ التدوين البشري.

وعن دور منظمة "أمسام" تبذل في مكافحة الجوع، قال الحمود "أن أمسام تبذل قصارى جهدها لمكافحة سوء التغذية وضمان الغذاء للجميع، وأنه من خلال برنامج سبيرولينا لمكافحة سوء التغذية الحاد، والذي يشكل مصدرا ممتازا للبروتينات والفيتامينات بحيث يساعد سبيرولينا في مكافحة سوء التغذية ويتوافق مع الأهداف الإنمائية للألفية التي تبنتها الأمم المتحدة والتي تقضي باستئصال الفقر المدقع والقضاء على الجوع"، وأشار إلى أن "أمسام" تتواصل مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في هذا المجال.

 

ودعا الحمود لحشد التأييد والمساهمة في ايصال رسالة منظمة "أمسام" إلي العالم أجمع لضرورة تكثيف ومساعدة الأنشطة الوطنية وتوفير الدعم لإنتاج واستخدام سبيرولينا لمكافحة سوء التغذية في جميع أنحاء العالم، وتقديم الدعم للمهمة التي تضطلع بها "أمسام" ما شأنه أن يساهم في انقاذ حياة 40 ألف طفل يموتون يوميا بسبب سوء التغذية، وأشار الحمود إلى أن سبيرولينا لا تعتبر مكملا غذائيا وحسب بل إنها تزيد من القيمة الغذائية المتنوعة، وآن الأوان ليكتشف العالم بأسره هذا العلاج المتدني الكلفة للقضاء علي سوء التغذية الحاد.

 

من الجدير ذكره بأن التوقعات تسير باتجاه نمو عدد الجياع في العالم بواقع 11 بالمائة في المدى القصير، ما يعني إضافة نحو 100 مليون إنسان لهذه القائمة، فيما حصدت الدول النامية غالبية تلك الأعداد، كما تعرض الفقراء في المناطق الحضرية إلى تضرر بالغ من جراء الأزمة المالية العالمية وارتفاع أسعار السلع، حين اضطروا لترك استثماراتهم الزراعية نتيجة زيادة تكليف الإنتاج في المرحلة الأولى ثم تعرضوا مجددا لتراجع الطلب بفعل الركود العالمي.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10711
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-10-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم