إلى روح الشهيد البطل العائد ..

23-04-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

في خبر لوكالة الأنباء الأردنية ( بترا) انه قد تم عصر أمس تشييع الجثمان الطاهر للشهيد البطل محمود محمد الحكوم العبيدات من بلدة يبلا / لواء بني كنانة / محافظة اربد , الذي استشهد في القدس دفاعا عن ثرى فلسطين في حرب حزيران 1967 , حيث شيعته إلى مثواه الأخير جموع كبيرة من الأردنيين ومن كافة الفعاليات الرسمية و الشعبية التي قدرت بالآلاف , في احتفال وطني كبير و موكب جنائزي مهيب ملفوفا بالعلم الأردني قي تابوت من الخشب المعتق الفاخر محمولا على أكتاف ثلة من جنود الجيش العربي الباسل , تتقدمهم موسيقات القوات المسلحة التي عزفت للشهيد لحن الرجوع الأخير ووسط مشاعر الفخر والاعتزاز وإطلاق الرصاص وزغاريد النساء اللواتي كن يرفعن الأعلام الأردنية فوق أسطح عشرات المنازل في بلدة يبلا مسقط رأسه . نعم آيها العم الشهيد البطل هؤلاء الذين شيعوك بالأمس ,هم اهلك الأردنيون, الطيبون ,الشرفاء, الشجعان ,الوطنيون ,القوميون, المؤمنون بالله ,والمحبون للشهداء الأبطال ,والراغبون في الشهادة والاستشهاد , في سبيل الله دفاعا عن الوطن وعن كرامة آلامه وكبريائها و مقدساتها كلما دعا داعي الجهاد, وهم على الرغم من كل قدموه في استقبالك وتوديعك إلى مقرك الأخير, يشعرون انهم مقصرين بحقك...... ولكن اسمح لي أيها العم الشهيد المبجل الفاضل البطل, العائد مرفوع الرأس موفور الكرامة بعد واحد و أربعين حولا ....ومازلت تلبس الفوتيك الأخضر .... أن اجثوا تحت قدميك اقبلهما ...وأن أتقدم إليك سائلا مستفسرا ....لماذا هذه العودة المتأخرة ؟؟....هل.... انك قادم في إجازة أم في مهمة رسمية ...تضع فيها رفاتك الطاهر هنا وتعود روحك الطاهرة إلى هناك ... لكي تبقى مرابطه هناك...... حول القدس وإلى جوار الأقصى؟؟؟.... أنا اجزم أنني اعرف لماذا عدت أيها البطل المجاهد المقدام , أنك قد عدت لتذكرنا وتذكر العرب والمسلمين بأن موعد ( ثأر العربي بعد أربعين حولا ) قد استحق .... ....نعم انك عدت لتقرع أبوابنا بابا بابا ...وتدق على رؤوسنا رأسا رأسا ....انك جئت لتوبخنا جميعا , وتكشف عوراتنا جميعنا .....وتقول لنا لماذا لم تثأروا لنا ... هل ذهبت دماؤنا هدرا .....عدت لتقول لنا إنكم نسيتم لماذا قاتلنا هناك واستشهدنا هناك ........القدس مازالت محتلة ...فماذا انتم فاعلون؟..... نعم... لقد عدت لتذكرنا بالهزيمة المرة التي حصلت ... ولكنك ( أنت) (وأبي )وكل رفاقكم من الشهداء الأبرار ... الذين قد خضتم (معامعها )...لستم مسؤولون عن أسبابها ولا عن نتائجها .... خضتموها برجولة وشهامة وشرف وإيمان ... وحدكم فزتم بإحدى حسنيينها ...نعم لقد عدت لتقول لكل المغرضين والمشككين بأننا ...نحن الأردنيين كنا هناك وقاتلنا هناك, واستشهدنا هناك , دفاعا عن فلسطين والقدس والأقصى ... وعن كرامة آلامه العربية ومازلنا مستعدون للقيام بهذا الواجب المقدس .... يا حبيبنا أيها العم الشهيد البطل ....بالنفس أسئلة كثيرة وددت لو اطرحها عليك ... يا رفيق درب ( أبى ) بالشهادة في تلك الحرب ,هل لقيته ؟؟, خبرني عنه وعن كل الشهداء الأبطال الأبرار ...خبرني كيف لقيتم العدو مقبلين غير مدبرين .. وكيف قاتلتم ...وكيف استشهدتم ....وما ذا كنتم قد قلتم وتحدثتم وتسامرتم وهزجتم ...وبماذا انتخيتم .... وكم من أي الله البينات قرأتم ......قل لنا ...حدثنا .... خبرنا ....أعدنا إلى زمن البطولة والتضحية والفداء ... حدثنا عن الشهداء .... وعن حماسة الشهداء ... إلى روحك الطاهرة أيها العم الحبيب العائد ....أيها الشهيد المجاهد البطل محمود محمد الحكوم العبيدات آلف آلف تحية وقبلة و سلام ..وإلى جنات الخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا ...

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا

طباعة

المشاهدات: 16297


1 -	ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.	23-04-2008 04:00 PM سرايا
لا يوجد تعليقات