بقلم :

البارحة وفي برنامج إذاعي صباحي سمعت أحد المسؤولين ذي الثقة العالية بالنفس يتحدث عن مستشفى البشير كأنما يتحدث عن مستشفى خاص بدرجة خمسة نجوم حيث "الله يحميه" يقول: " لقد قمت بزيارة الى مستشفى البشير ووجدت التغيير وأنها ليست كما كانت قبل عشرة أو خمسة عشر عام"!! أقول للسيد المسؤول هل تسمي زيارة مبنى أو مبنيين محدَّثين تغييرآ؟ هل تعتبر قليلآ من الدهان تغيير؟ وهل زيارة المسؤول التي لاتتجاوز عشر دقائق كافية لتفحص مدى سوء الوضع الراهن داخل مستشفى البشير؟ إذا كنت بالفعل تريد الحقيقة فاسمح لي بأن أقول لك ان وضع البشير يرثى له والكثير من الناس يعلمون ما هو البشير. لقد قام جلالة الملك بأكثر من زيارة إلى قسم الطوارىء في هذه المشفى وأوصى بتحديث وتغيير المبنى وعمل صيانة وتحسين نوعية الخدمة المقدمة للمريض ..و.. وأنا لا أنكر بأني لمست التغيير في الطواريء.. لكن ماذا عن باقي المشفى؟؟؟ المشكلة تكمن في المسؤول نعم !!! سأبقى "أعيد وأزيد" المسؤول ثم المسؤول ثم المسؤول. لأن زيارة جلالة الملك وأوامره وتوصياته لم تعني الطوارىء فقط بل عنت جميع الاقسام الإدارية والخدمية والطبية في المستشفى لكن المسؤول على قولة محمد العسود: "يبعت الله". صدقآ أنا أعلم بأن هناك مبانٍ حديثة بتمويل سعودي قيد التجهيز وقد رأيتها وشربت القهوة على عتباتها أعلم بأن التغيير قادم وأن المباني القديمة ستزول وستصبح هذه الجديدة هي البديلة لكن ما يؤلم حقآ واقع الخدمة المقدّمة والتعامل مع المواطنين فكم من أم كانت تلد وكانوا يصرخون بها"وطي صوتك" وكم من مريض نادى وصاح والله وبأم عيني ولم يجبه أحد. الآن اسمحوا لي ان أتحدث عن تجربة شخصية في قسم الجراحة في مستشفى البشير ومن منا لا يعرف قسم الجراحة، حيث كنت مرافقآ لأخي ووجب أن أنام عنده ليلة وما اقساها من ليلة.... نعم فبينما كنت بجانب اخي فإذا بعدة صراصير يمرون بجانبي فلم اتفاجأ لأن من منكم رأى الغرفة سيدرك من خلال قذارتها كم هي بيئة مناسبة وخصبة للحشرات والزواحف وليست للمرضى والبشر. انتظرت قليلأ فإذا بمريض بجانب أخي وهو مصاب بعيار ناري يصرخ وينادي: "يا دكتور مشان الله صدري بوجعني ومو قادر اتنفس" أقسم بالله العظيم لم يجبه أحد حتى استفزني الموقف وأحضرتهم بنفسي ولكن ما اذهلني اكثر أن الممرض كان يقرأ القرآن الكريم!!!!!! نعم يقرأ القرآن لكنه لايطبقه أو بالأصح هو لا يفهمه....! أليس العمل عبادة أليس القيام بواجبك وتفقد المرضى هو الإسلام أليس من الواجب أن تترك القرآن وتذهب لنجدة المريض يا ملائكة الرحمة!!! لكن كيف يفهمون الدين صدقآ لا أعلم؟!!!! موقف آخروفي نفس الليلة كان بجانب اخي مريض قادم من البتراء حالته الصحيه لاتسمح له بقضاء حاجته في الحمام وفي هذه الحالات المشفى توفر" فوط" كبديل لكن الفوطة تحتاج الى تبديل كل فترة من الزمن وعندما حان الوقت رفض الطبيب تبديل الفوطة وقال: "ليش ما تجيب مرافق معك هاي مو شغلتنا نغيرلك قرفك، اتصل بأي حد من قرايبك خلييه ييجي" فأتى أخ المريض وقال للطبيب : "انا المرافق ولكن ما بقدر اغييرلوا إياها لانو أخوي معاه كسر بالحوض ونزيف وعامل عملية وبخاف إني ائذيه أو أفتحلوا العملية وعفوآ هاي شغلتكم وشغلة الممرضيين والتمرجية" فأجاب الطبيب: "اذآ ليش حضرتك كمرافق موجود؟ ليش جاي؟؟ خلص مزع كرت المرافقة وروّح عبيتكم". تلاحظون من هذا الحوار ايها القراء أن هذا الطبيب بالإضافة الى الممرضين يتهرب من المسؤولية الموكلة إليه لا بل يفتقر الى اسلوب اللطافة في التعامل مع البشر والمرضى بل يفتقر الى الصفات التي تليق بطبيب من إنسانيه ونزاهة وتفاني واخلاص وتأدية الواجب وأهمها إحترام المريض...... وأتخيل لو أن أحد الوزراء أو المسؤولين كان هو المريض لعلمتم نوع المعاملة التي سيتلقاها ولعلمتم أن الطبيب سيبدل الفوطة ام لا!؟!؟!؟!؟ إن اكثر ما كان يضحكني تلك الإعلانات"المبروزة" تسمى حقوق المريض صدقاَ لا تمت بأية صلة بالواقع الذي يثير الإشمئزاز في هذا القسم. عدا عن سرقة ما لايقل عن ثلاثة اجهزة محمول للمرضى علنآ من قبل أحد اصحاب الإسباقيات الذي كان يصول ويجول دون رقابة والمستشفى لم تحرك ساكنآ لما حصل!!!! إن ما رأيته وما عايشته تلك الليلة جعلني اشعر بالإستياء فعلآ من درجة الإهمال والتسيب...عدى عن طلب الرشاوى علنآ من قبل البوابين في قسم الأمراض الباطنية. اعتقد ان هذا المشفى ليس بحاجة الى تجديد في المباني والأجهزة فقط بل هو بحاجة الى تجديد في الكوادر نعم هو بحاجة الى كادر إنساني بشري تأخذه الرحمة بأولئك المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة. سليمان القريني Sulaiman.qurini@gmail.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا