بقلم :

بسم الله الرحمن الرحيم لقد ساءني جدا ما سمعته من الدكتور عمرو خالد في الخامس والعشرين من رمضان في الحلقة التي كانت تتناول قصة بقرة بني اسرائيل فقد راى الاستاذ ان يشد الرحال الى البتراء ليقف هناك ويعلن باعلى صوته ان هذا هو المكان الذي ذبح فيه بنو اسرائيل البقرة,ثم يردف قائلا ان بني اسرائيل كانوا في منطقة البتراء يسكنون في قرى وعند كل قرية نبع ماء. ولا يخف على العارفين في الاثار والتاريخ مثل هذه المغالطات التاريخية التي لااساس لها من الصحة من هنا رايت انه يجب علي ان اوضح للقارئ الكريم ولكل من يهمه الامر ان البتراء لا علاقة لها من قريب اوبعيد ببقرة بني اسرائيل ولا ببني اسرائيل انفسهم الذين لم تطا اقدامهم ارض البتراء او ما كان يعرف بارض ادوم وتاتي خطورة هذا الكلام في الوقت الذي لايخف على احدالاطماع الصهيونية في الاردن ومحاولة البحث عن أي شي يثبت لهم تاريخ وانا لست مهنتما بالحديث عن الخروج من مصر الى ارض كنعان او فلسطين فهذا حديث اخر لايسع المقام لذكرة ولكني او د ان اسوق بعض البراهين والدلائل من التوراة نفسها يعترف فيها كتبة التوراة ان بني اسرائيل لم يدخلوا ارض الادوميين بتاتا والتي كانت تمتد من وادي الحسا شمالا الى العقبة جنوبا بما فيها مرتفعات الشراة المحيطة بالبتراءوالتي تسمى في التوراة بجبال سعير ويجب علينا ان لانخاف من ترديد هذه الاسماء فهي كلها كنعانية عربية لا دخل للاسرائيليين او اليهود فيها فلنستعرض اذا هذه البراهين والتي ياتي اولها من القران الكريم في سورة يوسف تحديدا والتي يذكر فيها عليه السلام ابيه وواخوانه تاويل الحلم ويحمد الله اناتى بهم من البدو قال تعالى (ورفع ابويه على العرش وخرو ا له سجدا وقال يا ابت هذا تاويل رءيى من قبل قد حعلها ربي حقا وقد احسن بي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو....الاية 100 من سورة يوسف وهنا على لسان يوسف عليه السلام فان اهله كانوا بدوا لا يسكنون المدن والقرى وانما امتهنوا رعي الغنم وقصة يوسف مفصلة في القران والتي على اثرها ذهب يعقوب عليه السلام مع بنيه الى مصر وقد قربهم يوسف اليه ولكنهم استضعفوا من بعد يعقوب عليه السلام الى ان جاء موسى عليه السلام وخرج بهم الى ارض كنعان والتي لم يكن ابوهم يعقوب او اسرائيل لايملك فيها شبرا واحدا انما سكنها كسكنا البدو للصحراءثم رحل عنها بعد القحط الذي اصاب المنطقة في ذلك الوقت وقد سكن بنو اسرائيل في فترة الخروج في الخيام والمظال (جمع مظلة وهي عبارة عن عرائش من الصفصاف وسعف النخل) تقيهم من ا الحر والقروقد بعثوا لادوم ان يسمح لهم بالعبور من ارضه لكنه رفض تقول التوراه(قال الرب لكي تعلم اجيالكم اني في مظال اسكنت بني اسرائيل لما اخرجتهم من ارض مصر) لاويين23-44 وقد استجدوا ادوم العبور من ارضه تقول التوراة(دعنا نمر في ارضك لا نمر في حقل ولا في كرم ولا نشرب ماء بئر في طريق الملك نسير لا نميل يمينا ولا يسارا حتى نتجاوز تخومك فقال له ادوم لا تمر لئلا اخرج للقائك بالسيف وارتحلوامن جبل هور في طريق بحر سوف ليدوروا بارض ادوم ) الخروج21-22، 14-21 ثم انه يا استاذي العزيز كيف جعلت لبني اسرائيل الذين بلغو ا ادوم بعد اربعين عاما من التيه والضياع كيف جعلت لهم قرى في البتراء او محيطعها وهم الذين لم يبنوا حجرا على حجر طيلة اربعين عاما في سيناء وانما كانوا يتنقلون من مكان الى الاخر في خيام صنعوها من الشعر كانت جميعها تبنى حول خيمة الاجتماع التي امرالرب موسى ان يبنيها لتكون المكان الذي يلتقي فيه كبراء بني اسرائيل تقول التوراه (واخذ موسى الخيمة ونصبها خارج المحلة وكان الجميع اذا خرج موسى من الخيمة يقومون ويقفون كل واحد في باب خيمته وينظرون وراء موسى حتى يدخل الخيمة) خروج 23-9 والخيمة هذه كانت النقطة التي تلتف حولها خيم بني اسرائيل كل حسب موقعه المحدد في الاسباط الاثني عشر وكان القوم كما تقول التوراه يرتحلوا وينزلوا حسب علامة عرفوها وهي غمامة فوق خيمة موسى تحدد لهم مدة مكوثهم في هذه البقعة او تلك اذا انقشعت هموا بالرحيل واذا حلت حلوا مقيمين الى ما شاء تقول التوراة(كان بنو اسرائيل متى ارتفعت السحابة عن الخيمة يرتحلون ومتى حلت يقيمون فاذا تمادت السحابة ليوم او اياما كثيرةكان بنو اسرائيل يحرسون حراسة الرب ولا يرتحلون)عدد 9-20 وقد اشارت الحفريات الاثرية في االمنطقة والتي بدات في الستينات من القرن المنصرم على وجود عاصمة الادوميين في قرية بصيرة في الطفيلة وانتشرت القرى الادومية على المرتفات في البتراء خاصة مناطق طويلان وام البيارة وبعجة وغيرها الكثير وقد انتهت مملكة الدوميين على يد نبونئيد البابلي سنة 552 ق م ومن الجدير ذكره في هذا المقام ان عملية تتبع الاماكن التوراتية ليست بالجديدة اطلاقا فقد بدات جمعيات غربية كثيرة في القرن التاسع عشر بايفاد الكثير من الدارسين لبلادنا ومنهم عدد كبير من المدرسة التوراتية الباحثين عن احياء المناطق التوراتية ودراسة الارض والناس وطبائعهم وكان ذلك مقدمة لاحتلال فلسطين ومن الجدير ذكره مؤسس ةصندوق اكتشاف فلسطين حتى سئم الاثاريين انفسهم من مثل هذه الدراسات الدينية المتعصبة التي تحاول ان تجعل من كل شي توراتيا ولو بالكذب والتظليل واكثر من ذلك فقد اثبتت الحفريات الاثرية خاصة في مدينة اريحا انها لم تكن ماهولة في الفترة التي يعتقد بخروج اليهود فيها وهي اواخرالقرن الثالث عشر قبل الميلاد واذن لايمكن التحقق من احداث التوراة على ارض الواقع اطلاقا كما انه يجب ان لا نننسى ان كتبة التوراة قد دونوا هذه الاحداث بعد مئات السنين عندما اختلطت مع الحكايا الشعبية والمثيولوجيا والخرافات الدارجة بين الاسرائيليين ومن هنا يتبين لنا خطورة الكلام الذي قاله موشي دايان بعد شهور من حرب سنة 1967 قال :اذا كنا نملك التوراة واذا كنا نعتبر لنفسنا شعب التوراةفمن الواجب علينا ان متلك جميع الاراضي التوراتية) ويا ليت الاستاذعمرو خالد استشار ايا من علماء الاثار الاردنيين في الموضوع لحصل على الفائدة المرجوة وبعد كثيراعن هذه القصة غير الواقعية والتي ليس لها أي سند علمي او اثري وانما استفاد منها اليهود كثيرتا وانا على يقبين انها ترجمت واحتفي بها ولا نستغرب اذا ما جاء الى البتراء بعض السياح اليهود يريدون ان يعرفوا اين بالضبط ذبحت البقرة او اين سلخت من أي نبع شربت اين رعت من راعيها اين ذهب جلدها ولا تستغرب اذا ما اتخذوا لهم مبكى من احد جدران البتراء الكثيرة وجدوا فيه شعرة من جلد البقرة محمود الفقير

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا