سرايا - سرايا – كتب خلدون الشيخ: هناك في عالم كرة القدم أسئلة نخشى ان نطرحها... أسئلة نتطلع الى تفاديها... لأن أجوبتها قد تكون مؤلمة أو ملغمة أو مخيفة... في هذه الفقرة سنفتح الباب على مجموعة من الهواجس لنتناقشها بتفصيل بسيط وقد نصل الى نتيجة تكون مرضية للجميع... مجرد محاولة لجعل الامور المحيرة تبدو بسيطة ومنطقية...
 
جاء هدف سانتي كازورلا في الوقت القاتل ضد ريال مدريد، ليعيد الاثارة الى الدوري الاسباني... الهدف لم يكن سوى التعادل لملقا ضد النادي الملكي، لكنه كافياً لاقتناص نقطتين من الآلة التدميرية الملكية، التي لم تبد أي نقاط ضعف أو مؤشرات الى اخفاق او اهدار لنقاط... لكن لبرشلونة كان هذا الهدف نصراً معنوياً وبصيص أمل لعل وعسى يتقلص الفارق، مثلما كان عشر نقاط وأصبح ثمان فقط، فان الامل باق بتعادلين أو ثلاثة وخسارة في المباريات الاحدى عشرة الاخيرة... لكن هل يملك برشلونة حقاً فرصة للعودة الى الصراع على اللقب؟
 
الفارق ما زال كبيراً وعدد المباريات قليل... ليست هناك عودة منطقية لبرشلونة!
ربما، لكن في عالم كرة القدم، نبدأ في التحليل الحسابي الذي يشير الى ان فرص برشلونة ما زالت قائمة، ومنطقياً نستطيع ان نحلل قدرة الفريقين وعروضهما الحالية (الفورمة) وحالة نجومهما ومبارياتهما المتبقية، من هنا نستطيع ان نرفع من فرص برشلونة منطقيا كون لدى الريال مجموعة صعبة من المباريات المتبقية، بدءاً من الليلة عندما يحل ضيفاً على فياريال، ثم هناك دربي مدريد ضد أتلتيكو والكلاسيكو في كامب نو، عدا عن رحلته الى بلباو وهي أكثر المباريات المرشح فيها ان يهدر نقاطاً.
 
التعادل الاخير لا يكفي لاعادة الامل للبارسا... حتى ان الريال قد يخرج بتعادل من كامب نو
هذا احتمال وارد بالتأكيد، وستكون فترة نهاية ابريل حاسمة لفرص الريال لانه سيحل خلالها ضيفاً على برشلونة واتلتيك بلباو ويستضيف اشبيلية، لكن التاريخ يقول ان عودة البارشا ممكنة، خصوصاً انه بدأ يستعيد تألقه المعهود، وأفضل من يعلم هذا الامر هم أنصار الريال الذين عاد فريقهم في موسم 2006-2007 تحت قيادة فابيو كابيلو من تخلف كبير بالنقاط الى الفوز باللقب بعد تعادله النهائي بالنقاط مع برشلونة لكن كانت له الافضلية في مواجهتي الفريقين، وهناك مثل آخر في الدوري الانكليزي عندما كان مانشستر يونايتد متخلفاً بفارق 12 نقطة عن نيوكاسل في موسم 1995-1996 قبل النهاية بعشر جولات، ونجح في احراز اللقب.
 
لكن هذا قد يعتبر انهياراً مفاجئاً للمتصدر!
بالتأكيد، وعلى الفريق المنافس ان يبدع بالحرب النفسية والتحدي السيكولوجي كي ينجح في تقليص الفارق واحراز الدوري، وهو ما أبدع فيه أليكس فيرغسون قبل 16 عاماً ضد غريمه مدرب نيوكاسل حينها كيفن كيغان، وهو ما يفعله حالياً وفعله في الاسابيع الاخيرة في صراعه ضد السيتي، لكن للأسف لا أرى حنكة أو خبرة لدى مدرب او مسؤولي برشلونة للقيام بهذا الامر، لان تصريحاتهم عادة ما تكون مسالمة ولا تنم عن تحد للخصم او لا تدغدغ مشاعر الرياليين الانهزامية، وبالتالي لا يؤثرون عليهم سلبياً، ولهذا سيظل اللقب أقرب الى الريال.
 
الخلاصة: لو كان الامر معكوساً، والريال هو المتخلف بهذا العدد من النقاط، لراهنا على الحرب النفسية التي سيشنها مورينيو ورجاله، لكن رهان البرشلونيين سينحصر باخفاق الريال امام منافسيه والخسارة امامهم في الكلاسيكو لعل وعسى... لكن الواقع يقول ان ثمانية أصابع ريالية تقبض على الكأس... فقط اصبعان حائران!!!

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا