حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13068

التنمر الالكتروني

التنمر الالكتروني

التنمر الالكتروني

09-08-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

كل من حاول, او يحاول الكتابة على الأرض العربية هذه الأيام , لا بد أن يقع بشباك الانتقاد, الذي يصل أحيانا إلى سن خناجر الجرح والقطع, لتصل للشخص ذاته, لا للفكرة او الرأي.,ربما هذا حال العالم الإنساني في كل مراحل وسنوات تطوره, كثيرون من قتلتهم أفكارهم, ونبذتهم شعوبهم ,وقصدتهم أدوات القمع والاضطهاد ,في سعيهم إلى فكر منير وثقافة متنوعة تحتمل الجميع وتقر بانسانيتهم او إبقائهم في دهماء العقل, غير مبارحين عن اجترار أفكارهم ,حتى درجات التطرف, الذي يقتل الرأي ويوقف تنامي الثقافة والتنوع ,ويحجب اغناء عناصر الحياة حولنا وزيادة الخيارات والبدائل الفكرية, دون أن نتقوقع داخل أفكارنا الخاصة ,نرفض الفكر المضاد, ونقرعه, لا بل نعلن الحرب عليه, ولا بأس لو حكمنا عليه بالشنق او إطلاق الرصاص, وصفيناه جسديا حتى تخمد حرارة التبادلات والاختلافات. لقد بُلينا بالجهل والمجهولين, على صفحات الثقافة والمعرفة ,يصلون إلى المواقع يتركون أرائهم تحت أسماء غير معروفة ,يمارسون ما يعرف الآن" بالتنمر الالكتروني ",وإطلاق المسميات والشتائم , غير آبهين ولا مقدرين, في مواجهة لا تنم إلا عن الجبن وتقهقر الفكر. يصنفون تحت عبارة "جبناء القهر" فلا يستحقون منا الا الشفقة ,ودعاء بالصلاح , لا احد يدعي الصلاح المطلق والمثالية , ولا احتكار الحق والفكرة, فنحن بشر نخطي ونصيب ,نقترب ونبتعد عن الحقيقة ,نضع أفكارنا على الورق لأنها تؤرق إذا بقيت تدور في أفلاكها الفكرية ,فالكتابة هي وسيلة تعبير وطرح فكر, ومواضيع تثير اهتمام الكاتب ,لا يرجو منها إلا أن تصل به إلى مشاركة مخزون التعبير والكلام الدائرة رحى حربها في عقلة.ورسالة يحملها في ضميره ليشارك فيها هذا العالم وان لا يكون اسما مجهولا ,بل مجتهدا ومشاركا ,يتحمل مسؤولية اسمه وفكره المطروح في سوق التعاملات الفكرية الرخيصة والغالية.وأن يكون معنيا في مستجدات, مجتمعه وأمته, وقادرا على التعبير عن متغيرات الساعة, وانعكاسات الفكر على الإحداث والمواقف, وبهذا لا بد يرافقه الاستعداد الذاتي العلمي والثقافي القادر على مواجهة أجواء من القبول والرفض, المعقول.حتى لو كانت الكلمة تحمل في طياتها أفكار غريبة, او غير مقبولة, من أطراف معينة ,فهي بالنتيجة نتاج جرة قلم ارتبط بأحرف تحمل معاني ,وليست قذائف أر بي جي, او صواريخ عابرة للقارات , تلقى على الناس تجرح وتدمي وتقتل. الرد بالمثل و بنفس الأسلوب هو غاية الثقافة والمثقفين,واحترام الرأي والرأي الأخر حضارة عزت على الكثيرين من متلقينا, ومعلقينا ,وتناسوا أن الفكر حضارة , والتنوع جمال , والتبادل انفتاح واتساع في الرؤية . وان الاختلاف , مطلوب ومقبول ,فلكل منا غاياته ومداراته الفكرية,وزوايا نظر خاصة و مختلفة, لا تضعنا في طابق فكري واحد, موجه نحو فكرة او مبدأ بعينه , لا نقبل إلا ما قرب منه, ونرفض ما ابتعد عنه . التفكير والطرح الفكري حق أنساني, طالما , كانت الفكرة غير مؤذيه ولا تحمل شتيمة ولا تحقير للطرف الآخر. انه فن الفكر والطرح الذي عدمناه ,فلو تحدثت عن القتال في الصومال, وادعيت أنني مع المحاكم الإسلامية هناك, على سبيل المثال,فهل من حق الفكر المضاد أن يذكرني بأنني سيدة من الأفضل جلوسها في البيت لرعاية الأطفال وولادتهم؟؟ ..هل هذا انتقاد لفكرتي الأساسية في أنني مع المحاكم الإسلامية,على سبيل المثال ؟؟ انحراف الفكر هنا يكبر ويضيق ,عندما يقصد الكاتب شخصيا ,ووطنيا , وعقائديا,ويكبر عندما تنتقد الفكرة بايجابياتها وسلبياتها ,ومكامن اختلالها وانحرافها. لقد فقدنا بوصلة الاحترام والتواصل الطيب في غمرة الغضب والتوحش وضيق إمكانيات الواقع المعاش عند البعض ممن وجدوا أماكنهم داخل الغرف المغلقة وخلف أجهزة وشبكات أوصلتهم لواقع يصعب عليهم الوصول إليه إلا من خلف الأجهزة والأسماء المستعارة. مقارعة الفكر للفكر كمقارعة ,السيوف, الند بالند والفارس للفارس ,ولقد حذرنا العلماء والمصلحين, من مخاطبة الحمقى والجهلاء,لأنها حمق وانتقاص لهيبة العلم والمعرفة بكل المعايير,و"رحم الله امرئ عرف قدر نفسه", وصانها من أن تداس بجهل الجاهلين ,ورفعها وترفع بها عن مخاطبة الجهلاء والحمقى ,الذي أصبح سهلا في هذه الأيام وفي متناول اليد, من خلف المواقع والانترنت والشبكات العالمية . الانتقاص من كرامة الإنسان ووجوده, وعلمه وثقافته, ومرجعياته الوطنية الفكرية والمكانية, في ظل انعدام تقوى الله, ومخافته – سبحانه -, وتدني الأخلاق العامة ,سهل جدا .... أسهل بكثير من كبسة زر !!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 13068
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-08-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم