حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14052

اذا مات الحصان فلاتبكي البردعة

اذا مات الحصان فلاتبكي البردعة

اذا مات الحصان فلاتبكي البردعة

09-08-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

اذا مات الحصان لاتبكي عالبردعة زياد البطاينه بين الحقيقة والزيف خيط رفيع اسمه الضمير هذا الخيط عجزَ المتخصصين في علم الخيوط أن يجدوا طريقة لكي يرونـه بوضوح .. ! باعونا وسرقونا وجوعونا وعطشونا واستغلوا فينا كل شئ حتى الضمير فمات الضمير عند الاكثرية ..ماذا حلّ بالبشرية؟ أين ذلك الضمير الذي طالما حلمت بمقابلته والانحناء له؟ الم يكشف العلماء والأطباء والباحثون عن موقع «الضمير» في دواخلنا. هل هو قطعة شفافة متوارية عن الأنظار؟ ام هو النفس اللوّامة التي تجلدنا بقسوة وتقف لنا بالمرصاد لحظة ارتكاب الخطأ واقتراف الذنب؟ أهو العمود الفقري الذي يحركنا نحو اتخاذ القرارات وترجمة ما نفكر به في الباطن وتحويله الى واقع في حياتنا؟ و لماذا نبحث عن مبررات وأسباب ونفندها لاخماد ألسنة نيران ضمائرنا؟ ولماذا نسمع أن «فلانا» من الناس باع « ضميره»؟ هل حقا الضمير يباع ويشترى؟ وهل كنوز الأرض كافية لاخماد تلك الحرقة التي تلهبنا بعذاب النفس الداخلي الذاتي عندما ندخل مملكة الليل ونضع رؤوسنا على وسائد بلون البراءة من الصراع الذي يسمى عذاب الضمير؟! اغضبوا و عاتبوا و حسسوا على رؤوسكم ماتت ضمائر الكثير منا لأن مخافة الله ماتت في قلوبنا .. و لأن مكارم الأخلاق ماتت في أعماقنا .. و لأن العفة ماتت في نفوسنا .. و لأن الوطنية ماتت في وجداننا فتحولنا إلى وحوش ضارية لا هم لها إلا جمع المال الحرام بكل الطرق و الوسائل و أصابنا النهم وانعكس على الوطن المسكين ماتت ضمائر البعض فانكبوا على قصعة المال العام لا يرفعون رؤوسهم منها أبدا و لا يتوقفون عن التهام ما فيها إلا عندما يواجهون حساب الحياة الدنيا فتنال منهم عدالة الأرض أو يفلتون منها فينتظرهم الموت نعم.. اغضبوا و عاتبوا و حسسوا على رؤوسكم.. فكل لص مال عام هو معني بتلك المقالة و إن لم أسمه أو ألمح له أو أرمز إليه لالسعاتكم لن تؤذيني ايتها العقارب والعناكب لانني لم أسمِّ أحدا، أو ألمح أو أرمز إلى أحد إلا أن الأمر لم يمنع البعض من أن يظهر غضبه أو عتبه أو «يحسس على البطحاء التي على رأسه» و يظن أنه المقصود على قاعدة كاد المريب أن يقول خذوني!! لصوص المال العام يا ساده ليسوا اختراعا جديدا أو ظاهرة فريدة حتى أبدوا كما لو أنني أنقب عنهم في مجتمعنا، بل هم أصحاب مهنة عريقة راسخة تضرب بجذورها في أعماق تاريخ الدول و الحضارات، و ربما تتبدل الأزمنة و تتغير خريطة العالم و تتنوع حضاراته و ثقافات شعوبه إلا أن أحد الأشياء التي لا تتغير أبدا هو حضور لصوص المال العام الذين قد تتغير وسائلهم و أساليبهم على مر العصور و الأزمنة و اختلاف الظروف إلا أن رابطا أساسيا يجمع بينهم لا يتبدل أبدا و لا يتأثر بعوامل تعرية الزمن و هو الضمير الميت ليتنا كالأسماء، لا يغيّرنا الزمن بمغرياته التي لا تنتهي، ولا نفقد صدق أنفسنا ونحن نقف أمام مرآة الحياة بأنواع من الضمائر المتناقضة: الحي مقابل الميت، والصادق في مواجهة الكاذب، والجريء امام الجبان، ثم الشبعان والجائع والشبعان والامين والراشي والمرتشي.. فأنا أنظر للأمر بنظرة انسانية أخلاقية بعيدة عن اختلافات الدين او الجنس او العرق او اللون او المذهب. : مال، سلطة، نفوذ، مركز، لقب.. الخ. وفي المقابل، هناك سلة أجمل وأرقى منها هي «سلة جماليات الحياة» التي نحصد غلالها الشهية بالتعب والمثابرة والطموح والرغبة الخالصة والصبر بطريقة صحيحة وسامية، تجعلنا نستنشق اوكسجينا نظيفا ونقيا في ممر طويل مزين بباقات ورد، وابتسامة الرضا تزين ضمائرنا النظيفة البراقة، كما قال بلزاك «حاول ألا تفقد نعمة سماوية تسمى الضمير». هذا الضياع والجهل بالمصائر يدفعهم الى تجميل أمور نتنة جدا، منها مفهوم «الرشوة» الذي غزا مجتمعاتنا العربية وطفا على السطح، بالاضافة الى الصفقات الدنيئة التي توقع على أرصفة الطرقات، في عتمة الليل مع عواء الكلاب المسعورة المشردة. دعونا نعيش بسلام نفسي وذاتي.. دعونا ننصت للضمير.. ذلك الصوت الخفي في داخلنا، وهو صوت حر لا ينتمي الى تيار ولا الى حزب او سلطة معينة، بل هو أسمى من ذلك بكثير.. هو حر بنفسه، ينبع من انسانية كل انسان يقاوم حتى النخاع ليظل نظيفا شريفا يستحق أن نطبع قبلة على جبين ضميره الحي.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 14052
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-08-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم