حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3430

الدروس و المواعظ

الدروس و المواعظ

الدروس و المواعظ

09-08-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

الدروس و المواعظ كثير من الناس يخلط بين مفهومي الدروس و المواعظ و أغلبهم لا يفرق بين هذين النوعين من الخطاب. في الدروس يركز على الموضوع ان يكون مترابطا و ان تكون له بداية و نهاية و ان يخرج بنتيجة مفهومة و متفق عليها على الأقل بين المدرس و آخذ الدرس. اما في المواعظ فإن الحال مختلف فيركز على المعنى و تسلسله بطريقة مترابطة و مفهومة حتى لو كانت تلك المعاني مأخوذة من مواضيع (دروس) مختلفة. و هذا يقودنا الى الجدل حول الموضوع و المعنى. تحليل الدرس و الموعظة و فهمهما ليس شيئا بسيطا فبغض النظر عن الحالة هناك فرق. ففهم الدرس اسهل و فهم الموعظة اصعب. ففي الموعظة تنتقل في مواضيع شتى و ربما قصص شتى و احيانا بسرعة كبيرة لذلك مسك الخيط السالك بين كل هذه المواضيع هو امر ليس بالسهل بينما في الدرس الموضوع متسلسل و مترابط و سهل الفهم. ماذا يمكن ان نستفيد من كل هذا الكلام. نحن نتحدث كثيرا عن الذين يعطون دروس و مواعظ. و بصراحة قد تعبنا منهم. فلماذا لا نتعرف عليهم و ماذا يريدون. كتاب صحفيون, ساسة,برلمانيون,اكاديميون و حتى سائقوا تكاسي و غيرهم كثير. الذي يعطيك درسا يريد ان يسرق الموضوع من دماغك. و الذي يعطيك موعظة يريد ان يسرق المعنى من دماغك. ماذا أعني ب (يسرق). انهم يفترضون انك لا تعرف لا المعنى و لا الموضوع لذلك يريدون ان يوجدوا ارتباطات جديدة تخدم مصالحهم. و لأني لا احب الفلسلفة و لا التفلسف خاصة في المقالات التي للإستهلاك العام و التي لا اتوقع ان يزيد عدد قرائها على المائة- في ضوء الإحصائيات- سأعطي هذه الموعظة: لا تعرف معنى العدل الا عندما تظلم, و لا تعرف معنى النشاط الا عندما تسأم, معالم الحياة قيام الأدلة,العدل حيثما يوجد لا حيثما تريد ,الذي تحب في قلبك و الذي يحبك انت في قلبه فانظر ايهما اكثر إكراما (المعزب) او الضيف ,القوة حيث ارادة الله, البخل اسوأ من الفقر.الجمال حيث تريد. و اليكم ايضا هذا الدرس: هناك في المجتمع من يحمي قيمه و القوانين هي الوسيلة لحماية قيم المجتمع, لا يمكن الحكم على هذه الأشياء الا بالتجربة العملية, قد تكون هناك قيمة في مجتمع غير موجودة في مجتمع آخر لذلك هناك قوانين لحماية هذه القيمة في احد المجتمعات غير موجودة في المجتمعات الأخرى. ان المطالبة بنفس التعامل في كل المجتمعات و الثقافات مع الأشخاص و الأمور المختلفة هو كالمطالبة بتوحيد بسرعة سقوط الأجسام على الأرض و القمر. انا اطالب جميع الواعظين و المدرسين بالسكوت التام و الكف عن التعليم لأننا ببساطة (زهقنا) منهم. نريد لب الموضوع, نريد الاستنتاج الحقيقي, و الحسابات الخام, لا نريد حشو كلام لتمضية امسية او زيارة مهمة. ان تحليل الخطاب شيء مضني و قد تخرج باستنتاج ان القائل لم يقل شيئا. هذا ممكن اذا ركزت الدروس و المواعظ على المواضيع و المعاني و نسيت الأفكار: ابريق احمر, ماء ساخن,الم شديد...ماذا نستفيد من كل هذا. اعذروني و ارجو ان لا يكون كلامي موعظة او درسا جديدا بل فكرة جديدة تستخدمونها عندما تكتشفون ان هناك من يريد لي عنق البلاغة لخدمة المصالح.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3430
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-08-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم