بقلم :

صدرها واسع وقلبها كبير تحملت العطش والجوع وعانت الفقر وظلم الأقارب حقها مهضوم وفمها ملجوم بعيدة عن العين وابعد ما تكون عن القلب منسية هناك على سكة البابور غمرتها مناجم التراب فنالت حتى من قمحها وشعيرها لم تعد تراه لا ماء ولا كلأ حتى الوجه الحسن سرقت نظارته مواسم المعاناة والبؤس هل تعلمون من هي أيها الأحبة إنها "محي" بلدتي الصغيرة اجزم تماما أن نواب الكرك جميعهم يعرفونها فكلهم جاءوا إليها إنها الورقة الرابحة في يد كل نائب كركي يأتيها أيام الانتخابات ليصغر خده لأهلها ويرثي حالهم ترتسم على وجهه ملامح الاستنكار لمن سبقه من نواب كيف لم يقدم شيئا لهذه البلدة الطيب أهلها . ويعود إلى عرينه منتظرا صناديقها التي ملئت باسمه العظيم وتنقطع أخباره وتبقى الحال على ماهي عليه قرية فقيرة منسية ينبش أهلها قبور الرومان موتى يبحثون عند موتى فالحياة قاسية أيها الأحبة. قرية تعيش على الهامش فلا هي هنا ولا هي هناك معلقة بين الشرق البدوي والغرب الحضري لا تدري لمن تنتسب. نواب الكرك تمسكوا بها لأنها البلدة الوحيدة التي لا يترشح منها نائب فهي ملاذهم لحسم المعركة والبدو رفضوها لان وجودها يخدم جهة على جهة التقت مصالح الكبار واتفقت. فظلت القرية وأهلها ضحية الانتخابات صرخت كثيرا ونادت كثيرا ولكن لم يصغي لها احد الكل تخلى عنها وكأنها جاءت بافك عظيم أعطت ولم تأخذ شرعت أبوابها لمن صدوا عنها قرية تحتضر هناك على الخاصرة الشرقية الجنوبية لمحافظة الكرك.كيان بدأ يشعر بالغربة ويبحث عن هويته التي ضاعت يموت أبناءها قبل أن يصلوا المستشفى ويمشط شبابها الشوارع والطرقات يحلمون بنادي يلتئمون فيه آبارها التي فيها ترتوي منها الكرك وأهلها عطشى تمنوا لو يخصص لهم احد هده الآبار لاستغلاله في الزراعة يبحثون عن مبرر لوجودهم فيها زيتونها يؤكد للمارة فيها إن أهلها باقون فيها إنها بوضعها الحالي توحي بأنها حالة مؤقتة وان من فيها على وشك الرحيل قرية لا نائب فيها ولا وزير ولا حتى مديرا في أية دائرة ضعيفة مستضعفة طريقها المغلقة مند سنتان لا يزيد طولها عن عشرة كيلومترات هل يعقل انه هذه المسافة تحتاج لسنتان أنا متأكد لو أنها بمكان آخر لن يتجاوز انجازها الستة أشهر ولكن من يسمع؟ قال عنها سمو الأمير غازي يوما من الأيام بأنها "دلة الكرك" لان من يأتيها من نواب يأخذ نصيبه منها ولكنها لم تأخذ نصيبها من برامج التنمية يطالب أهلها بالانضمام إلى البادية عسى أن ينالون منها ما لم ينالون بتبعيتهم للكرك. مكتب التنمية الاجتماعية في نفس القرية فيه عدد من الموظفين ليس منهم من أهل القرية سوى المراسل أما الباقون فحدث ولا حرج لن أبالغ لو قلت انه تم استحداثه وفتحه من اجل أشخاص معنيين تم تعيينهم فيه فهل هذا عدل حتى فقرنا يستغل لغيرنا لله درك أيتها الغريبة وطوبى لأبنائك الصابرين

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا