بقلم :

ـ د. خليف مصطفى غرايبة قبل أيام كنت أتصفّح ملفاً من الملفات الهامة أيام الإمارة الأردنية وكان هذا الملف بعنوان : "تسهيلات السفر بين شرق الأردن والمناطق المجاورة رقم 19/3/1591 " ولفت انتباهي في هذا الملف طبيعة العلاقة اليومية بين منطقة عجلون وفلسطين القائمة على التجارة في بيع المحاصيل الزراعية (وخاصة العنب) في الأسواق الفلسطينية. وأقتبس من الملف المذكور كتاباً موجهاً من قائمقام عجلون آنذاك ( وهو محمود الظاهر) الى ضابط المراقبة الكابتن هجنــز تحت رقم 11/3/1497 وتاريخ 19/8/1939، حيث يقول فيه : " حامل كتابي هذا السيد أحمد الحامد أبوسيف من عنجره بحوزته جواز سفر أردني رقم 1457 مؤشر عليه من دائرة الاعتماد البريطاني بعمّان بتاريخ 27/7/1939 من أجل السماح له بالدخول الى فلسطين حيث أنه من الأشخاص الذين لا يؤثر وجودهم هناك على الأمن العام ويريد بيع محصولاته من العنب في سوق حيفا فأرجو اعطائه تصريحاً بالاقامة هناك لغاية شهر واحد يتمكن فيه من الذهاب والاياب ومن بيع المحصولات المذكورة. وتفضلوا بقبول احتراماتي. " ومن قراءة الكتاب المذكور نستنتج أمورا كثيرة منها: العلاقة الواضحة بين منطقة عجلون وشمال فلسطين (وخاصة حيفا) ، كما أن جميع المراسلات في هذا الملف التاريخي تشير صراحة الى اسم فلسطين وباعتراف رجال بريطانيا الرسميين في المنطقة أيام الانتداب الانجليزي، كما يُلاحظ بأن مجموع جوازات السفر التي تم اصدارها حتى حصول أحمد أبو سيف – يرحمه الله – لم تتعد 1500 جواز بمعنى ان هذه الجوازات صدرت في فترة 18 سنة تقريباً أي بمعدل 80 جوازا في كل سنة وعلى مستوى الامارة ... كما أن الكتاب يشير الى وجود توتر أمني في المنطقة ويعتبر عام 1939 من اسخن وأعنف السنوات التي مرت بها فلسطين قبل قيام الكيان الاسرائيلي.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا