بقلم :
ما زال المواطنون يشكون من عدم التزام التجار بتخفيض اسعار 13 سلعة اساسية كانت الحكومة قد أعفت استيرادها من كافة الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات في الوقت الذي تتفاقم فيه شدة معاناة المواطنين من حمى ارتفاع الاسعار الذي طال كل الاشياء والاحتياجات ... واعان الله السلطة التنفيذية في جهودها للتعامل مع هذه الازمة القاسية ..
أهم ما يحتاجه المواطن قوته اليومي وبخاصة الخبز الذي ما زال يباع لهم بسعر مدعوم " 16 " قرش للكيلو الواحد رغم ان كلفته الحقيقية 54 قرشا جراء ارتفاع اسعار القمح عالميا الذي وصل الى مبلغ 450 دينارا للطن الواحد ويباع للمخابز بسعر 62 دينارا للطن .
فارق السعر بين سعر الطحين المدعوم والحر ليس بسيطا وما نخشاه حدوث عمليات تحايل واستغلال حيث يزيد الفرق عن 380 دينارا في الطن الواحد وهي فرصة لعديمي الاخلاق لاستهداف قوت الشعب " الاساس " وبيعه كعلف مواشي وقد سمعنا عن حدوث ذلك في مناطق مختلفة في المملكة حيث قام أصحاب أفران ببيع جزء من مخصصات الخبز بأسعار خيالية لاستخدامه علف مواشي .
حين قررت الحكومة اعفاء ال 13 سلعة من الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات علا الصوت مطالبا أن يرافق ذلك اتخاذ اجراءات حكومية حازمة تلزم التجار بتخفيض اسعارها بمستوى الاعفاءات ولأن ذلك لم يحدث وتم تركه للأخلاق فان المواطن لم يلمس أية تخفيضات وما يحصل بشأن الطحين لا يختلف عما حصل في موضوع إعفاء تلك السلع .
تقدر حاجة الاردن سنويا من الطحين " الموحد " المدعوم ب 550 الف طن والتي كلفتها على الخزينة تبلغ نحو 247 مليون دينار فيما تباع هذه الكمية لاصحاب الافران بمبلغ 34 مليون دينار فقط بفارق 213 مليون دينار هو قيمة الدعم الذي تتحمله الخزينة لكي تضمن الحكومة بيع كيلو الخبز للمواطن ب 16 قرشا .. وهو رقم مغري ليطمع به عديموا الاخلاق ...
عام 2008 من اقسى الاعوام التي تمر علينا منذ السبعينات فهو عام تحرير اسعار المحروقات وعام اعفاء 13 سلعة من الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات وعام رفع رواتب الموظفين لمواجهة تداعيات التحرير وعام تحويل الطحين الى اعلاف وكذلك هو اقسى عام قحط وجفاف ... ندعو الله ان يخففه علينا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا