حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17097

العمش والطرش الحكومي و طبول أوجاع المواطن

العمش والطرش الحكومي و طبول أوجاع المواطن

العمش والطرش الحكومي  و طبول أوجاع المواطن

31-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

العمش والطرش الحكومي و طبول أوجاع المواطن د. عبدالله عزام الجراح خدمة المواطن هي أهم وظائف الحكومة في القاموس السياسي, ولا مبالغة إذا قلنا أن مهمة الحكومة تنحصر فقط في خدمة المواطن, على الرغم من أن هذا الشعار هو شعار الأمن العام والشرطة( الشرطة في خدمة الشعب). الحكومة إذن وجدت من اجل غاية واحدة, ومهمة محددة واضحة وهي خدمة المواطن أينما كان ومهما كانت اتجاهاته السياسية أو الفكرية. الدستور الأردني نص على تساوي المواطنين الأردنيين أمام القانون في الحقوق والواجبات وكفل للجميع تكافؤ الفرص في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية, كما نص على دور الحكومة في خدمة المواطن وتهيئة كل الظروف لتقديم أفضل الخدمات له. المواطن هو هدف الحكومة وتقديم أفضل الخدمات له هي السبيل الذي على كل الحكومات أن تسلكه لتؤدي مهامها وواجباتها على أحسن وجه. المراقب والمتابع لما آلت إليه أوضاع المواطنين السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الأردن يستطيع أن يلاحظ ببساطة أن الحكومات الأردنية قصرت ومقصرة كثيرا في خدمة المواطن الأردني البسيط والعادي. المواطن الأردني البسيط والعادي موجود في كل مدينة وقرية أردنية, من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه, يعمل بإخلاص وجد ويحصل على القليل القليل مقارنة بتلك الفئة القليلة التي لا تعرف الكثير عن الأردن ولم تكتوي بشمسه ولم تلفح وجهها حبات رمل معان أو الجفر, ولم تتنسم هواء عجلون أو الشوبك والتي تحصل على كل الخدمات بسهولة ويسر . الحكومة ينبغي عليها أن تصل إلى كل مواطن, تصل إليه بخدماتها, تحس بوجع المواطن قبل أن يصرح به وتستجيب له قبل أن يجهر به ويجهر بما يتعرض له من ظلم على يد حكومته, تدق باب المواطن لتتلمس حاجاته قبل أن يدق بابها. ما حدث قبل أيام قليلة أمام دار رئاسة الوزراء, وقدوم أهل الطيبة الكرام من الكرك الأبية إلى عمان ليطالبوا بإيصال المياه المقطوعة عنهم منذ أكثر من أربعة أشهر يطرح أسئلة كثيرة حول علاقة الحكومة بالمواطن وعلاقة المواطن بالحكومة, وحول هدف الحكومة ومهمتها الأساسية في خدمة المواطن الأردني أينما كان. فلا يعقل أن يضطر أهل منطقة ما كاهل الطيبة الكرام من الكرك للقدوم إلى العاصمة عمان ولدار رئاسة الوزراء تحديدا, ويعتصموا هناك وربما يتعاركوا مع رجل الأمن لتستفيق الحكومة على استغاثة المواطن الأردني وتحس بآلامه وهمومه ومعاناته. لا يعقل أن تستمر معاناة أهل الطيبة الكرام لأربعة أشهر في واحدة من أكثر الحاجات الإنسانية إلحاحا - التي جعل الله سبحانه وتعالى بها كل شيء حي- وهي الحاجة إلى الماء لأربعة أشهر, قام أهل الطيبة الكرام خلالها بكل الوسائل لإيصال معاناتهم إلى كل ذي علاقة لحل هذه المشكلة. أين اللامركزية التي تنادي بها الحكومة؟ أين اللامركزية التي تجعل أهل منطقة يتجشمون كل هذه الصعاب للوصول إلى رئاسة الوزراء دون أن يتمكن أي مسئول في مناطقهم من حل مشكلتهم التي امتدت لأربعة أشهر؟ وأين المواطن في الميزان الحكومي ألخدماتي؟ اعتصام أهل الطيبة ينذر بفتح باب الاعتصامات ونشر ثقافة التظاهر في كل المدن والقرى الاردنية. أوجاع المواطن كثيرة وعميقة ولا يكاد يخلو بيت أو شارع أو بلدة منها, وهي اكبر من أن تحصى أو تتسع لأصحابها باحة رئاسة الوزراء, أو شوارع العاصمة الحبيبة, وعلى الحكومة أن تعمل على حلها, وان تسمع طبول حاجات وآهات وأوجاع المواطنين, وان لا تتظاهر بالعمى والطرش, وان لا تضطر كل مواطن أو أهل بلدة أو حي ليدقوا باب رئيس الوزراء بالطبول والدفوف ليسمعوا الحكومة مطالبهم. الحكومة مطالبة بنكش آذانها وآذان عمالها ومسح الغباش عن عيونها وعيون عمالها أيضا لتسمع صوت المواطن الأردني في كل مكان ولترى حاجاته وأوضاعه وتتلمسها بموضوعية وصراحة وشجاعة. abdallahazzam@yahoo.com
 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17097
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم