حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10437

انفلونزا الهراوات

انفلونزا الهراوات

انفلونزا الهراوات

31-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

لم يكن ماجرى من اعتداء صارخ على عمال الموانئ المعتصمون في مدينة العقبة ظهر يوم الخميس الماضي مفاجأة للناس من أبناء البلد باعتباره ظاهرة طبيعية بدأت تأخذ طريقها في تعامل الاجهزة الامنيه مع المعتصمون في البلاد باستثناء الوفود السياحية التي زارت العقبة وشاهدت ما جرى من ضرب وتنكيل واعتداء صارخ على أناس معتصمون سلميا من اجل المطالبة بحقوقهم ، وحتى مشهد الرجل الملقى دون رحمة من سيارة الشرطة!! إذ اعتقد البعض كما يقول الناس هناك أن الوفود ضنت للحظة واحده انه مشهد من فيلم مثير !! وهو أمر غريب شكل لديهم مفاجأة كبيره في صورة البلد الذي زاروه وكانوا يحملون معهم صورة طيبة وجميله عن النظام والأمن والسلامة واحترام حقوق الإنسان ، فتبدلت تلك ألصوره وعاشوا مشهدا مقيتا وغريبا أمام أعينهم سيكون بلا شك محور حديثهم لأصدقائهم وأطفالهم في بلادهم لقد سبق تلك الحادثة اعتداء أخر على مجموعة من أهالي منطقة الطيبة في محافظة الكرك الذين فروا إلى عمان طلبا للعون من دولة الرئيس لإنصافهم وإنقاذهم من حالة العطش الذي عاشوه على مدار أربعة أشهر ، حيث اعد لهم مجموعة لابأس فيها من رجال الدرك الذين استقبلوهم بالهراوات والعصي وشتتوا شملهم وعلى مرأى من الناس في الدوار الرابع . لكن أوجه الشبه في الحالتين كثير ، ففي الحالتين الناس تطالب بحقوقها الاساسيه في الحصول على حقها في المياه وحقها في تحسين ظروف معيشتهم ، بطريقة الاعتصام السلمي والتجمهر بسلام وهم رافعوا اليافطات المنادية بالحصول على حقوقهم ولم يكن أبدا في نيتهم التصادم او الإخلال بالأمن ، كما تتشابه الحالتين في التجمهر المقابل لرجال الدرك المعززين بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع للانقضاض على الناس حال صدور الأمر ، كما وتشابهت تلك الحالتين بعدم استخدام الطرق السلمية والحضارية في الاستماع لمطالبات الناس ومنحها الوقت الكافي للرد عليها بل كان الهراوات التي أجهزت على المعتصمين وعلى مرأى من الناس هي الحكم والفاصل والطريقة " المثلى " للتعامل مع المعتصمين لأنهم أي رجال الأمن اعتادوا ومنذ زمن بعيد على استخدام هذه الطريقة في فض الاعتصامات وإيذاء الناس وعلى الملاء من الجمهور المحتشد حول المعتصمين . ان ظاهرة استخدام الهراوات للتعامل مع المطالبين بحقوقهم يسقط كل نظريات احترام حقوق الإنسان في البلد ، وكذلك تشابهت هاتان الحالتان في تأخر ردود فعل دولة الرئيس الذي أوعز وبعد ما جرى من مصادمات وإصابات بليغة قد تصل إلى درجة الموت ودعوته المتأخرة إلى ضرورة التدخل لحل تلك المشكلتين !! ان ظاهرة استخدام الهراوات للتعامل مع المطالبين بحقوقهم صارت سمة ملازمة للتعامل مع المطالبين بحقوقهم وكأنها أنفلونزا جديدة هاجمت رجال الأمن وأصحاب القرار وأصابتهم ودفعتهم للجوء للعنف واستخدام الهراوات لفض الاعتصامات بشكل يخالف كل معايير احترام حقوق الإنسان في التجمهر والمطالبة بحقه او في رعايته وحمايته من الأذى بل ويسقط كذلك اعتبار ان المواطن هو أغلى ما تملكه البلاد ، اللهم اذا كان القصد انه الأغلى حين يدفع الضرائب والرسوم وفارق الأسعار ويغطي عجز الميزانية !! في غياب الثروات والمصادر الطبيعية التي تدعم اقتصاد البلاد . ففي ضل الظروف ألاقتصاديه التي يعاني منها أبناء الأردن من بطالة ورفع أسعار وتدني التدخل من جهة ، ومن انتشار مظاهر الفساد والترهل والمحسوبية والرشاوى في معظم مؤسساتنا والتي غدت سمة وثقافة للصغار من الموظفين وليس حكرا على الكبار فقط ، فأن حجم وشكل الاعتصامات سيزداد ويتضاعف بل وقد يتطور لا سمح الله إلى مواجهات دمويه بين الطرفين اذا ما اعتمدت الحكومات أسلوب القمع والاهانه والتنكيل والسجن بحق أبرياء لا ذنب لهم ولا جريرة سوى أنهم يطالبون وبشكل سلمي وحضاري بحقوقهم وهم يعلنون على الملاء انتمائهم للوطن وولائهم لقائده وحتى ذلك لم يعفهم ولم يشفع لهم في وقف سقوط الهراوات على رؤوسهم .. ان كانت البلاد مقبلة على ظروف اقتصاديه أصعب مما تعيشه ، ومن انهيار لمعظم مؤسساتنا التي عاث الفساد فيها وطالتها يد المتسابقين الى نهبها وخرابها لغياب المحاسبة والعدالة ، والى تحديات أمنيه و سياسيه كبيره متمثلة في التهجير ألقسري للمواطنين الفلسطينيين من أرضهم كما يشاع هذه الأيام والحديث عن " حدود " امكانيه استقبالهم في الأردن وما ينتج عنها من ظروف سياسيه خطيرة على الساحتين الاردنيه والفلسطينية بسبب تفاعلات القرار الإسرائيلي ، فأن الأمر بات يتطلب وبشكل ملح جدا تغييرا في الكم والكيف للطريقة التي تتعامل بها حكوماتنا مع تلك التحديات وانتهاج أسلوب المفاتحة والحوار والشفافية التي يتشدقون بها دون وجودها في مواثيق عملهم ، وإعادة الاعتبار للمؤسسات الديمقراطية الحية أحزاب ونقابات واحترام دورها ، وإصدار قوانين انتخابات جديدة يفرز برلمان قوي ومجالس حكم وبلديات لا يحكمها الفاسدون او غير المتعلمون بل يفرز رجال اقويا متعلمون ومثقفون منتمون لوطنهم وامتهم يسعون للتغيير والعمل نحو الأفضل وليس رجال لا حول لهم ولا قوة لا يملكون أدنى خبرة او تجربه في ميادين العمل السياسي او العمل العام ، همهم الوحيد توسعة مصالحهم وتصويب أوضاعهم وتحسين ظروفهم على حساب الوطن وحساب ألامه نحن أحوج ما نكون اليوم متكاتفين متعاضدين يجمعنا الوطن وتربطنا ببعضنا مصالحه العليا ، بعيدا عن الاستئثار والتفرد والقول بامتلاك الحقيقة ، فلا الحكم وحده قادر على مواجهة التحدي ولا الناس تملك القدرة هي الأخرى ، لكن ما يجمعنا دوما مؤسسات مجتمعنا الديمقراطية المتمثلة بمؤسسات قويه قادرة وفاعلة يقودها الأقوياء من الرجال المنتمين لوطنهم والقادرين على حمايته والتضحية من اجله ، فلا مجال ان نعيش بقانون انتخاب متخلف لا يفي بالغرض ولا يلائم التحديات ، ولا بقانون المجالس المحلية والبلدية التي أفرزت نخبة من الفاسدين من غير المتعلمين والمختصين دمروا مؤسساتنا ونهبوا اموالها ، كما لا مجال اليوم الى استخدام الهراوات والتنكيل والقهر كلما صرخ مواطن من ألم الجوع


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10437
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم