حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9354

إلى وطني مع الاحترام

إلى وطني مع الاحترام

إلى  وطني مع  الاحترام

29-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

عفواً يا وطني لو تاهت سطور قلمي قليلاً عن المألوف وسارت بالسفر الطويل الى حيث الفقر الذي أكل وسلب من كل عمرنا الطفولي وبكين على أرضنا القديمه ونحن الذي لا يملكون إلا متسع لقبر , فلا قوشان ولا متجر ولا غير (دمع وفقر ووداع ) ... فيا وطني عذراً لو أرسلت كلماتي الى (علاء ) الذي سافر وعاد بلا قلب وكأنه مكتوب علينا حتى بالدواء السفر خارج حدودك , أو الى خالد الكركي وسفر نسرين ودمشق ... حينما قال: لو كان ثمة ما يقالُ أرق مما قاله العشاق من قبلي لخلصت العبارة من تلعثمها وذابت من الحنين كما يدوبُ الناي في القصب العبيد .. . ( شوقي بزيع) ليمضي بقوله دمشق تلك هي , شالها المؤابي المرخي على شعرها الحرير, بين النعاس والحنين تقف , وقد أضناها المسير من مؤاب الى دمشق , وما كنت ادري , وانا بين يدي صلاح الدين الأيوبي وفي غمرة ضوء ضريحه أن اراها هناك , فعهدي بها انها منذ وصولها الى الكرك بعد غيابها الأسطوري الطويل تسعى كي تعيد تدفق الماء في عين الست , وجريان الموج في السيل , وطرد الملوحة من البحر ؟... تلك هي , مطر يهطل في الحميدية , التي يصعد السوسن من شرفاتها كي يراها , وهي تتكئ على باقة ورد مؤابي خباته الكرك منذ زمن الفتح العظيم اكليل شكر ومودة لضريح يوسف بن أيوب . . أقترب من موكبها , احاذر ضجيج القلب الذي يغالبه الشوق يلثم موطئ قدميها , ارده على وعد أن ارافقهُ الى ضريح أبن عرابي في قاسيون , لكنه يريد ان يمد عروقه وطاء لها , لأنها العذبة الروح , التي اعطت جرود مؤاب سنوات عمرها الجديد , بعد ان صار عمرها الأول رماداً مراً مثل شجر الدفلى الذي يزين سيلنا الحزين . فيا وطني كيف نواري التعب وكيف لا نبكي على كل شيء كان جميل بهذه الأرض وتحول الى مصنع يأكل ما تبقى من جمال الطبيعه , وكيف يا وطني لا نبكي ونحن نرى قامات من أبناء الوطن الذين سافروا باكراً بحبك معزولون حتى عن قول الشعر والخطابه وصنع القرار ومسافرون الى حيث الفضاء القاصي بحبهم الى هذا الوطن الرائع المتجدد بنفوسهم في كل مكان كانوا فيه , يا وطني دعني اكتب بلا خوف وأقول الى هذه القابعه في ظلال المرض إن لك الله وسيد بحجم وطن , ولكِ قائد حمل الوفاء لرسالة الأجداد بكل ما فيها من ألق وإنسانيه , أما اصحاب الكراسي الفخمه فمشغولون بالبورصه والمقاعد والراتب التقاعدي وإسس الترفيعات لطبقات دون إخرى ... يا وطني أستحلفك بمن خلق السماء وبسط الأرض ان تسمعني ذات يوم وتلملم كل ما نحن فيه من شوق لأن نكون جنود صالحين واقلام وفيه لكل موجوداتك , لا تدع كل هذه الوجوه تبعثر الحقيقه وتتبنى الوهم بكل مشاريعها , لا تدعها تصمت على مشروع المدن الثقافيه وتحولها من مدن تحتاج (المعاش ) والأرصفه ينهشها الدمار ومباني آيله للسقوط الى مُدن لا ينقصها غير الشعر والرقص والرويات وخصوصية الطباعه والأحتضان لرويات لا تستحق القراءه فكيف تصبح قابله للنشر , هناك على الأرصفه وفي الجيوب تمتلئ رائحة الفقر والحاجه اللذيذه للباس العيد ورمضان يصابحنا الطريق , ونحن يا وطني لا زلن نحمل مشروع الرياده في كل خطوطنا الثقافيه والأقتصاديه .. أوليس من حقنا ان نقول الحقيقه فيما نرى ... نحن الفقراء !! اليست مشاريع التنميه في كل مدينه تحتاج الى موازنه .... يا وطني العظيم اهديك من حيث يقول الاستاذ خالد الكركي آه يا أمي خذي كفي يغشاني نعاس وأرق وأرى وجه أبي يطلع من ليل الأسى لا صوت في روحي يفيض الآن بالذكرى ولا القلب خفق"


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9354
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم