حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17596

حوار .. حول معاهدة وادي عربة

حوار .. حول معاهدة وادي عربة

حوار  .. حول معاهدة وادي عربة

12-04-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

قبل أيام شاهدت بالصدفة حوارا سياسيا يدور في قناة العالم الإيرانية الفضائية حول معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المعروفة باسم( معاهدة وادي عربه) والموقعة في 26/10/1994..شارك فيه ثلاثة ممن يحملون الجنسية الأردنية , نائبان سابقان وكاتب صحفي, والذي لفت انتباهي آن أحد هاذين النائبين السابقين المحترمين , وهو المعروف بأنه كان من أهم رموز التطبيع مع إسرائيل , والمتحمسين له والذي كان يدافع عن ذلك بضراوة , بل انه اصطحب بعد انتخابه عضوا في البرلمان بعض من زملائه النواب في زيارة إلى إسرائيل , ( منهم شيخ معمم ....كنت قد وضعت ثقتي فيه وانتخبته ... لأنني اعتقدت أن الصوت أمانة ... ولكنه خان الأمانة) ...هذا النائب السابق المحترم , ينتقد بشد الآن ...الاتفاقية ...وينكر على الأردن توقيعها , قبل أن تتم تسوية القضية الفلسطينية, كما يعتقد , أما النائب السابق المحترم الآخر وهو من الاتجاه الإسلامي , فهو يطالب بإلغاء الاتفاقية فورا , ودون قيد آو شرط , ولكن الكاتب الصحفي المحترم كان أكثرهم واقعية , وعندما سألهم ... عن ما هو البديل عن الاتفاقية , هل يكون بإعلان الحرب ؟ لم يجد آيه إجابة وافيه مقنعة منهم ....... أقول بداية إنني من اشد الكارهين لهذه الاتفاقية , واذكر حينها أنه عندما سئلت من قبل بعض زملائي الضباط ... لماذا لم تذهب مع أبناء الشهداء الذين شاركوا بحضور احتفال توقيع الاتفاقية ؟...قلت ...أولا لم تتم دعوتي ... وثانيا لا يشرفني ...حضور مثل هذا الحفل ...والذين حضروا هم أحرار بالحضور ومباركه إجراء الصلح ... أما أنا ... فثأري...مع أعدائي ...الذين قتلوا والدي ... مازال قائما ......... بالعودة إلى ظروف تلك المرحلة التاريخية , كلنا يذكر أن الأردن أصبح وحيدا ومعزولا في المنطقة والعالم , بعد حرب عاصفة الصحراء وبعد أن شاركت كل الدول المحيطة بالأردن الثورية منها وغير الثورية في الحلف الثلاثيني ضد العراق , وأرسلت جيوشها إلى حفر الباطن , متحالفة مع واشنطن , وبعدها أصبحت علاقاتها مع أمريكيا حميمة وسمن على عسل , بينما الأردن يعاني من ظروف مادية صعبة بسبب توقف المساعدات العربية , واستقبال اكثر من نصف مليون نازح من الكويت والخليج على أراضيه, لقد كان الأردن على حافة الانهيار ........ وكلنا يتذكر مؤتمر مدريد ومشاركة الفلسطينيين فيه تحت المظلة الأردنية ( دبلوماسية الكر دور ) ثم كل وفد لوحدة ... وعندما كانت الوفود تتحرك ..وتتفاوض ...والوفد الفلسطيني يرأسه المرحوم حيدر عبد الشافي ,كانت هناك مباحثات سريه بين إسرائيل والفلسطينيين ...أحدثت ذلك الاختراق الذي حصل ,(اتفاقية اوسلو) ، التي تم توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993, والتي نصت على إقامة (سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد( بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات ,وطبعا لا ننسى اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ....... في ظل هذه الظروف ...ماذا يمكن أن تتوقع من السياسي الأردني في ذلك الوقت أن يفعل ... سوى البحث عن مصالحه الوطنية العليا ...بعد اصبح وحيدا في هذه المعمعة .... نعم لقد وقع الأردن هذه الاتفاقية وحصل على حقوقه واستعاد أراضى كانت محتله وانتزع اعترافا دوليا بالحدود ...ولم يتخلى عن الثوابت القومية ....فالقضية الفلسطينية , أهلها هم من يتحملون مسئوليتها , بإجماع عربي , وتوافق دولي , والأردن يدعمهم وما زال , وسيبقي .... أما من يطرح قضيه إلغاء المعاهدة , نحن ربما نؤيده إذا أعطانا , بديلا ممكنا ,عن الحرب , لأن إلغاء المعاهدة يعني ...إعلان الحرب ... فهل يستطيع الأردن أن يحارب ... وهل يضمن هذا الذي يطلق الكلام على عواهنه , وهو مرتاح , أن تهب أمه العرب وأمه الإسلام للمساندة والدعم , وأنت ترى الشعب الأردني يتضور جوعا ...بينما هو يقف على شطأن البترول العربية ...ومنها السعودية ... التي تربح مئات المليارات من فروق الأسعار , ولا تقدم للأردن المساعدات الكافية , أو حتى تزوده بالبترول بأسعار مناسبة ...كما كان يفعل الشهيد صدام ...الذي مازلنا بسبب ذلك نحبه , بل تصور أنها لاتقبل أن يعمل لديها حتى في الشركات الخاصة أي متقاعد عسكري أردني , وتخفف من البطالة الأردنية ,لأسباب أمنيه هي تتخيلها ... رغم أن الأردن يحمي حدودها من التهريب وتسلل الإرهابيين , ...... من يريد إلغاء المعاهدة في هذه الظروف لا يعمل لمصلحه الأردن , ويريد أن يعطي الذريعة لإسرائيل للتحلل من التزاماتها الدولية , وتنفيذ مخططاتها المؤجلة ,وتهاجم الأردن وتحتله , لأنه لايمكن مقارنه القوة العسكرية الإسرائيلية مع الأردنية الباسلة التي سوف تصمد وتقاتل حتى أخر جندي , وكما هو معروف عنها ... ولكن الكثرة سوف تغلب الشجاعة ...ويعد ذلك انتحارا .... إن في ذلك تدميرا للأردن وإعطائها على طبق من ذهب لإسرائيل ... وبعدها ..نعيد تكرار مأساة فلسطين ....ونطالب بتحرير الأردن ...لمدة ستون سنه أخرى....,إذا كان الفلسطينيون قد وجدوا حضنا دافئا في الأردن يهاجرون إلية ... فهل نجد نحن ذلك الحضن الدافئ في السعودية و في دول الخليج ... هذا إذا لم تقتلنا الصحراء ....فستقتلنا المخيمات المسيجه .... وأذكر أن اكثر سياسي أردني كان منطقيا وواقعيا في دفاعه عن المعاهدة , هو رئيس وزراء سابق عندما كان نائبا وقبل أن يصبح رئيسا للوزراء ,قال في برنامج الاتجاه المعاكس , الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية , أن السياسي يكون عنده صراع ما بين ما يريده قلبه ما يريده عقلة ولكنه, لما يحس به من مسؤولية يحملها على عاتقه , يتغلب عنده اكثر الأحيان العقل على العاطفة ....ثم قال ...أن معظم الحروب قامت من اجل إلغاء اتفاقيات ظالمة ....نتمني أن تصبح آلامه في وضع يسمح لها بتمزيق كل المعاهدات الظالمة واستعادة الأراضي المغتصبة ...وليس ذلك على الله ببعيد ؟؟؟؟  


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17596
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-04-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم